أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الحلبوسي يرعى صلحًا هشًا بين زعماء الأنبار المتصارعين على توزيع الحصص

رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي يستعين بتأثير والده العشائري لمواجهة عاصفة الرفض الشعبي.

الأنبار- الرافدين
أجمعت مصادر عشائرية وسياسية في محافظة الأنبار على أن رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي مقبل على عاصفة قد تطيح به من موقعه وتكسر طموحه السياسي.
ووصفت المصادر في تصريح لقناة “الرافدين” جلسة المصالحة التي رعاها الحلبوسي بين رئيس ما يسمى بمؤتمر “صحوة العراق” أحمد أبوريشة والزعيم القبلي علي حاتم السليمان، أشبه بـ “صالة قمار لا أحد رابح فيها”.
وقالت إن الحلبوسي مقبل على عاصفة كبيرة يحتاج فيها الى تضافر أمواله المتضخمة ووجاهة والده وسيحتاج حتما الى دعم إعلامي كبير قد يوفره له مرجعه السياسي والإعلامي الذي أشرف على بناء تحالفه.
وكان والد الحلبوسي الشيخ ريكان حديد قد عاد من مقر اقامته في العاصمة الأردنية عمان من أجل “لملمة” مشاكل ولده مع أبناء العشائر الأخرى في محافظة الأنبار، بعد أن ساد الاستياء من سلوكيات هيمنة وجشع على حساب أبناء المحافظة.
واستثمر الشيخ ريكان علاقته المتوازنة مع أبناء محافظة الأنبار من أجل تخفيف الضغوط السياسية على ولده.
وقال صحفي من محافظة الأنبار “الوساطات التي أرهقت الشيخ ريكان الحلبوسي بسبب إصرار ولده محمد على الزعامة لم تأت بكل ما كانت تتمناه”.
وأضاف الصحفي في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم ذكر أسمه “الضربات المتلاحقة التي يوجهها الحلبوسي الابن لخصومه ومنافسيه، بل وحتى لأقرب مؤيديه عقدت مهمة الوالد المتكئ على ما يمكن ان يقدمه من هبات أهمها فرصة لأداء فريضة الحج لبعض أبناء المحافظة وربما مقاولة انشائية لمن يهادن (محمدنا أو محمدكم) كما يسميه الشيخ ريكان حين يتحدث عن ولده محمد”.
وأكد على أن الحلبوسي قد يصمد بعد المهادنات الأخيرة برعاية والده، لكنها لن تكون العاصفة الأخيرة وربما يكون القادم زلزالا يطيح بالمهندس الذي نسي أن يجعل في قاعدة تحالفاته السياسية الهشة اصلا أي مرتكز لصد الزلازل.
ويواجه الحلبوسي رفضا سياسيا من الإطار التنسيقي الذي شكل حكومة محمد شياع السوداني.
وترى مصادر سياسية أن قادة الإطار بما فيهم رئيس الحكومة السوداني، يترقبون إقرار الموازنة لشن حملة اقصاء على الحلبوسي من رئاسة مجلس النواب.
ويواجه الحلبوسي رفضا من حليفه السابق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي رفض مقابلته حسب مصدر مقرب من التيار.
وقال المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” فشل الحلبوسي في التواصل مع الصدر الذي رفض كل الوساطات لأجل الرد على اتصالاته، واصفا إياه برجل “خانه وذهب مع الإطار”.
وكان الخلاف قد شق ما يسمى بمؤتمر صحوة العراق، وهي مجاميع عشائرية حظيت بدعم القوات الأمريكية أثناء الاحتلال وحكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على حساب أبناء المدن الرافضة للاحتلال، عندما تم اختيار سطام عبدالستار أبوريشه، رئيسا لها وعزل عمه أحمد أبوريشة.
ورفض سطام الذي يحظى بدعم ورعاية ميليشيا كتائب حزب الله المنضوية في الحشد الشعبي، التوافق مع الحلبوسي، مؤكدا عدم قدرته على تحديد زعامة الصحوات.
وشن سطام هجمة على الحلبوسي بعد جلسة المصالحة بين علي حاتم السليمان وعمه أحمد أبوريشة.
وتحدى الحلبوسي متهما إياه بالهيمنة على مقدرات محافظة الأنبار، وداعيا الى وضع حد لسياسة الهيمنة التي يتهم فيها رئيس مجلس النواب على الدوام من قبل بعض شيوخ الأنبار ووجهائها وسياسيها، الذين دخلوا في صف معارضة ضد الحلبوسي.
ويرى مراقبون أن تحوّل قيادة “الصحوة” إلى سطّام المحمي من ميليشيا كتائب حزب الله، تهدف إلى خلق جبهة سياسية حليفة لإيران داخل محافظة الأنبار.

الدكتور علاء مصطفى: الحلبوسي جلس على كرسي زعامة الأنبار بين المتصارعين عليه أبوريشة والسليمان

ويؤكدون على أن موضوع الصحوة يعتبر امتداداً للصراع الحالي داخل القوى السياسية في الأنبار، على المصالح التي تهمش معاناة أبناء المحافظة، متوقعين أن يمتد الصراع إلى محافظات أخرى في غرب وشمال العراق.
وكان الحلبوسي قد ظهر قبل جلسة المصالحة في لقاء بمقر محافظة الأنبار مع أحمد أبوريشة روج له إعلاميا بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء الحالي محمد تميم، ووزير الصناعة خالد بتال، وعدد من النواب في المحافظة، ومحافظ الأنبار علي فرحان.
وشدد مراقبون على أنه من المهم قراءة صورة جلسة الصلح بين أحمد ابوريشة وعلي حاتم السليمان يتوسطهما الحلبوسي، بشكل متسق مع المشهد الأنباري المحتدم منذ سنوات على المغانم الحكومية والمشاريع.
وقال مراقب سياسي إن “خميس الخنجر حليف الحلبوسي، الذي قد يراه البعض جالسا على التل بينما هو يحرك أطراف الصراع عبر وسطاء يحمي بعضهم سطام ويدعمه البعض الآخر من حلفاء الخنجر سياسيا”.
وقال الأستاذ الجامعي الدكتور علاء مصطفى” قبل 10 سنوات احتدم الصراع بين علي حاتم السليمان وأحمد أبوريشة حول حلم كرسي زعامة الأنبار، وانتهى بقطيعة فتّتها الحلبوسي بإزالة سبب الخلاف، باستحواذه على الكرسي لنفسه وإجلاسه لأحدهما على يمينه والآخر على يساره”.
فيما أكد علي الزبيدي عضو تحالف الفتح الذي يجمع الميليشيات الولائية في الإطار التنسيقي، على أن الحلبوسي سيواجه بثورة رفض كبيرة في الأنبار نتيجة ممارساته القمعية هناك، لافتا الى أن معارضة قوية تشكلت ضد الحلبوسي في الأنبار، وديالى وصلاح الدين وكركوك.
وأضاف أن “الحلبوسي وصل الى مرحلة لم يكن يتوقع الوصول اليها خصوصا ما يتعلق بالتفرد بالقرار واقالة النواب والقمع الذي مارسه بحق أهالي الأنبار عند حدوث أي مظاهرة ومنع التصريحات ومواجهتها بالاعتقالات والأمر لم يقتصر على الأنبار فقط، بل في صلاح الدين أيضا”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى