أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

السوداني يسمح بدخول الإيرانيين للعراق بوثائق سفر خاصة

حكومة الإطار التنسيقي تفتح طرق الهيمنة الإيرانية السياسية والاقتصادية على العراق عبر اتفاقات وتفاهمات تمهد لمنح الجنسية العراقية للإيرانيين.

بغداد – الرافدين
أثار اتفاق حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني مع السلطات الإيرانية على قبول دخول الإيرانيين إلى العراق بوثائق سفر خاصة، استياءً شعبيًا وتساؤلات عن جدوى منح الإيرانيين مميزات خاصة بدوافع سياسية وطائفية.
وتساءل عراقيون عما إذا كان الاتفاق الحكومي يعامل بالمثل من قبل إيران، أم أنه توجه لجعل “العراق محافظة إيرانية” كما تهدف سياسية الهيمنة الإيرانية على المنطقة.
وتساءلت مصادر اقتصادية عراقية عن الجدوى في منح الإيرانيين هذا الامتياز وعدم الأخذ بنظر الاعتبار الأضرار الأمنية لتنقل مئات الآلاف من الإيرانيين وهم يدخلون العراق بهدف ترويج الممنوعات والحصول على الدولار من الأسواق العراقية، بذريعة زيارة المراقد.
وأعلن نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية الإيراني مجيد مير أحمدي، الخميس، على هامش اجتماع مجموعة العمل المشتركة الثانية للتعاون الأمني بين البلدين، الذي انعقد في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، عن الاتفاق مع الجانب العراقي على إعداد جواز سفر خاص لزيارة الأربعين، يتميز برخص ثمنه وسرعة طباعته وتسليمه.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، أنها حصلت على استثناء من الجانب العراقي يخص دخول زائري أربعينية الإمام الحسين بجوازات منتهية الصلاحية، وذلك لتسهيل دخول الإيرانيين الراغبين بالتوجه إلى مدينة كربلاء لإحياء تلك المراسم.
وتعمل إيران في إطار مشروعها نحو الهيمنة، على استخدام العراق كساحة لترسيخ النفوذ الإيراني، واستغلال أزماته بما يستنفد موارده الاقتصادية والمادية لتعويض خسائرها الاقتصادية من جراء العقوبات الأمريكية.
وتسعى إيران، إلى إدخال العراق في علاقات تبعية طويلة الأجل لا تعود بالنفع عليه، من أجل منع قيام حكومة عراقية قد تصبح معادية لطهران.
وأكّد ناشطون، على أن الاتفاق بين الحكومتين على “جواز الأربعينية” والسماح بدخول الإيرانيين للعراق بجوازات سفر منتهية الصلاحية، يعد ترسيخًا لنفوذ إيران في العراق، حيث سيتيح للعصابات المنظمة تهريب المخدرات والسلاح، وتجارة البشر، تحت عنوان المناسبات الدينية.

حنان عبد اللطيف: تم التحايل على القوانين في منح الجنسية العراقية إلى 5 ملايين شخص غير عراقي لتغيير التركيبة السكانية في العراق.

وقالت المدير الإقليمي لمركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، حنان عبد اللطيف، في تغريدة لها على تويتر، “تحايل على القوانين وابتزاز المواطنين وتسهيل تجنيس غير العراقيين من الإيرانيين وغيرهم”، مؤكدةً بأنه تم منح الجنسية العراقية إلى 5 ملايين شخص غير عراقي لتغيير التركيبة السكانية في العراق.
وكانت هيئة النزاهة في العراق، قد أعلنت العام الماضي ضبط 1360 معاملة قيود مدنية مزورة من أصل 4333 قيدًا مزورًا تم على أساسها منح الجنسية العراقية لأشخاص أجانب في دائرة البطاقة الوطنية في خانقين بمحافظة ديالى الحدودية مع إيران.
وأشارت مصادر إلى أنّ عمليات التجنيس بدأت بأمر مباشر من رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، وكانت تتم بسرية وكتمان.
وكشف صحفيون إلى أن عمليات تجنيس الإيرانيين بدأت منذ عام 2003، وفي محافظة ديالى بالتحديد، والتي تعرضت إلى تغيير ديمغرافي ممنهج.
وقال الصحفي رياض الحمداني، “لهذا السبب لم يتم إحصاء التعداد السكاني العام في العراق للعام 2007 والعام 2018 وذلك لإخفاء عمليات التزوير التي حصلت”.
وأشار الحمداني إلى أن الأرقام الحقيقية لعمليات التجنيس “صادمة وأكبر بكثير من المعلن عنها”، متحدثًا عن “حوالي 50 ألف عملية في محافظة ديالى وحدها بأوامر من قادة بعض الميليشيات وغيرها إلى دائرة الجنسية”.
ودفعت الأزمة الاقتصادية التي تشهدها إيران، فضلًا عن ارتفاع معدلات البطالة بالكثير من العمال وأصحاب المهن والشهادات العليا لتفضيل خيار السفر للعراق والعمل هناك، رغم أوضاعه الصعبة، بدلًا من البحث عن فرص العمل في طهران والمدن الإيرانية الكبيرة الأخرى.
وقدّر مسؤول في الشؤون المالية العراقية أن هؤلاء العمال يحولون سنويًا عشرات الملايين من الدولارات إلى إيران من خلال 180 شركة.
وفي زيارة لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني إلى طهران نهاية العام الماضي، لقي ترحيبًا إيرانيًا وحضي باستقبال المرشد على خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي فضلًا عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وحث خامنئي رئيس الوزراء الحالي على الوقوف بوجه من اعتبرهم “أعداء” العراق.
وقال “عليك أن تقف بحزم ضد إرادة العدو من خلال الاعتماد على الشباب” في إشارة إلى ميليشيا الحشد وأحزاب إيران في العراق.
ودفع خامنئي إلى المزيد من “مذكرات التفاهم والتعاون بين إيران والعراق” في إشارة لربط السيادة والاقتصاد العراقي بإيران.
وقال “في الفترات السابقة جرت مفاوضات وتفاهمات جيدة لكنها لم تصل إلى مرحلة العمل. لذلك علينا أن نتحرك نحو العمل فيما يتعلق بجميع الاتفاقات، وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي وتبادل البضائع والسكك الحديدية”.
وزعم خامنئي “موقفنا حيال أمن العراق هو أنه لو أراد أي طرف المساس بـأمنه، فستكون صدورنا دروعًا لمواجهته من أجل الحفاظ على أمنه”.
وأضاف أن “أمن العراق هو أمن إيران، وبالمثل فإن أمن إيران يؤثر على أمن العراق” مبديًا استعداده لحمايته ممن يريد زعزعة أمنه.
وكان وفد من محافظة ميسان يطلق عليه تسمية “المستثمرين” قد وقع مع جهات إيرانية على ما سمي بمذكرة “تفاهم للتعاون التجاري والاقتصادي بين محافظتي ميسان وخوزستان الإيرانية”
وقال مصدر مطلع، إن الاتفاقية ليست سوى واجهة لتمرير تجارة غير شرعية لترويج المخدرات وتهريب النفط العراقي والمواشي.
وأكد أن وراء الاتفاقية المزعومة صفقة فساد كبرى لتهريب النفط من المحافظة والمتاجرة بالمواد الممنوعة كالمخدرات الإيرانية وتمرير عبورها إلى العراق بذريعة التعاون الاقتصادي.
وتكشف المذكرة الجديدة بين أطراف تابعة للميليشيات المسيطرة على القرار في محافظة ميسان وجهات رسمية إيرانية في “خوزستان” التي تضم مدن عبادان والخفاجية ودزفول والحويزة والمحمرة، القريبة من محافظتي ميسان والبصرة، طبيعة الانفتاح على الجهات الإيرانية بضوء أخضر من حكومة محمد شياع السوداني المدعومة من الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى