أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الميليشيات الطائفية ترتكب مجزرة في ديالى تحت أنظار القوات الأمنية

هيئة علماء المسلمين في العراق تحمّل حكومة الاحتلال التاسعة المسؤولية المباشرة عن عدم وضع حد للجرائم، لتؤكد عجزها في حماية المواطنين، وعدم قدرة مؤسساتها العسكرية والأمنية على الوقوف بوجه تغول الميليشيات.

ديالى – الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن الجرائم الفظيعة التي ترتكبها الميليشيات بالتواطؤ مع أحزاب السلطة في محافظة ديالى وغيرها؛ تثبت يقينًا تواصل إرهاب الميليشيات التي تحتمي بهذه الأحزاب، وسعيها المحموم لتفتيت الأواصر القبلية، وتمزيق النسيج الاجتماعي في المحافظة، وعدم توقفها عن الانتهاكات والإعدامات الميدانية وارتكاب المجازر والتنكيل بالمواطنين في ديالى منذ عقدين من الزمن، وها هي تلجأ هذه المرة إلى التحريش بين أبناء العمومة في المحافظة وتستقوي ببعضهم على بعض.
وذكرت الهيئة في بيان متعلق بالمجزرة التي ارتكبتها ميليشيات الحشد في قرية الجيايلة بمحافظة ديالى، “تأبى إرادة حكومات الشر وميليشياتها المتحكمة في العراق وأهله أن توقف عجلتها الدموية الدائرة؛ وها هي تستهدف مرة أخرى المدنيين الآمنين وترتكب جريمة مروعة أخرى؛ حيث أقدمت على مجزرة جديدة في قرية الجيايلة في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، بعد أن هاجمت مجموعة ميليشياوية في وضح النهار مجموعة من المزارعين من قبيلة (العَزّة) أثناء عملهم في أراضيهم، وقتلت تسعة أشخاص، بينهم امرأتان، وجرحت عشرة آخرين، بضمنهم أطفال”.
وأضاف بيان هيئة علماء المسلمين “لم تكتف المجموعة (الحشدية) بما ارتكبته في هذه المجزرة البشعة، وإنما اختطفت أحد المزارعين وعذبته بطريقة وحشية حتى الموت ثم مثلت بجثته؛ لإشاعة الخوف والترهيب بين أبناء القرية، الذين ليس لهم حول ولا قوة أمام جرائم الميليشيات المستمرة بالتواطؤ مع القوات الحكومية، التي حدثت المجزرة قرب إحدى نقاط تفتيشها، ولم تتدخل لمنعها”.
وحملت الهيئة حكومة الاحتلال التاسعة والحكومات السابقة لها، المسؤولية المباشرة عن عدم وضع حد لهذه الجرائم، مؤكدة على حقيقة عجزها وفشلها في حماية المواطنين، وعدم قدرة مؤسساتها العسكرية والأمنية على الوقوف بوجه تغول الميليشيات بمختلف أنواعها وأشكالها؛ بل وتغاضي هذه المؤسسات عنها في كثير من الحالات المشهودة، ولا سيما في الجرائم المتكررة في محافظة ديالى خلال السنوات القليلة الماضية.
وأدانت هيئات ومنظمات حقوقية المجزرة التي ارتكبتها ميليشيات طائفية الاثنين، بحق مدنيين من قرية الجيايلة بقضاء الخالص في محافظة ديالى والتي راح ضحيتها ثمانية فلاحين بينهم نساء، فضلًا عن إصابة آخرين.
وقال المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، إن مقتل وإصابة 18 شخصًا بينهم نساء في هجوم للميليشيات الطائفية على مجموعة من المزارعين أثناء عملهم في أراضيهم في قرية الجيايلة التابعة لقضاء الخالص غربي ديالى، أشاع بيئة من الخوف والترهيب في ظل سياسة الإفلات من العقاب المستمر في البلاد.
وأفاد المركز الحقوقي، بأنّ من بين القتلى امرأتين، فيما خطفت تلك الميليشيات واحدًا منهم عُثر عليه مقتولًا في وقت لاحق وعليه آثار تعذيب وإطلاقات نارية، لافتًا إلى أنّها ارتكبت تلك الجريمة بشكل علني دون أن تتدخل القوات الحكومية القريبة من موقع الحادثة.
وعزا مرصد “أفاد” الحقوقي دوافع مجزرة الجيايلة، إلى الطائفية التي تنتهجها ميليشيات مسيطرة على المنطقة مثل ميليشيا بدر والعصائب والسرايا.
وقال المرصد في بيان إن “انسحاب قوات الجيش من قرية جيايلة بشكل مفاجئ وترك المنطقة تحت سلطة عناصر مسلحة قبل أيام من تنفيذ الجريمة، سبب مؤثر بوقوع الجريمة”.
ووصف الجريمة بعملية تصفية نافيًا أن تكون بسبب نزاع عشائري كما تريد ذلك السلطات الحكومية.
وذكر أحد الناجين من المجزرة، في شهادة مصورة، أن حادثة القتل تمت بدوافع طائفية، حيث صرح المسلحون أنهم سيقتلون أهالي القرية نساءً وأطفالًا ورجالًا بدافع انتقامي، مضيفًا أنهم أطلقوا النار على الناس بدم بارد.
وكشف مصدر عشائري من أعيان المنطقة عن ارتكاب 50 شخصًا الجريمة وبوجود القوات الأمنية المسؤولة عن حماية المنطقة.
وقال المصدر إن مرتكبي الجريمة قتلوا امرأتين وخمسة رجال واختطفوا شابًا وجد لاحقًا مذبوحًا وممثلًا بجثته.
وأكد على عدم وجود أي نزاع عشائري في المنطقة كما توحي بذلك البيانات الحكومية لإخفاء معالم الجريمة وافلات المجرمين من العقاب.
ووصف الجريمة بإرهابية ميليشياوية تهدف إلى تأجيج الفتنة وخلط الأوراق وتهجير الأهالي وزرع الرعب من كلا الطرفين والسيطرة على ممتلكاتهم وأراضيهم.
وحمل المصدر العشائري القوات الأمنية مسؤولية استمرار ارتكاب الجرائم لأنهم بالأساس لم يحاسبوا مرتكبي الجرائم السابقة، وساعدوا المجرمين بالإفلات من العقاب. عندما لم يكشفوا منفذي جريمة سابقة وقعت أثناء الليل، ولم يعتقلوا المنفذين في الجريمة الجديدة التي وقعت في النهار بقرية الجيايلة أسوة بجريمة قرى “نهر الإمام”.
وأحدثت صور ومقاطع فيديو وثقت اللحظات الأولى لوصول الضحايا إلى مستشفى بعقوبة التعليمي، وتداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، استياءً واسعًا في الشارع العراقي وأعاد للأذهان حادثة مجزرة قرى نهر الإمام التي مرت دون محاسبة الجهات المتورطة، على الرغم من معرفة الحكومة للجهات التي نفذت المجزرة.
وأكد ناشط مدني في المحافظة، أن بعض الضحايا لا يرتبطون بأي علاقة مع بعضهم سوى أنهم كانوا في أرض زراعية واحدة عندما فتح المسلحون النار بشكل عشوائي عليهم، ما يؤكد عدم وجود نزاع عشائري في المنطقة.
وأوضح الناشط الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن “الجيش أغلق المنطقة مانعًا الدخول إليها، وأن المهاجمين غادروا المكان بسياراتهم عبر طريق عام يخضع لسيطرة الجيش الحالي”.

رعد الدهلكي: ميليشيات إرهابية تضم 50 عنصرًا نفذت مجزرة في قرية الجيايلة التابعة لقضاء الخالص بمحافظة ديالى.

من جانبه، أكد النائب في البرلمان الحالي عن محافظة ديالى رعد الدهلكي، أن ميليشيات إرهابية تضم 50 عنصرًا تقريبًا هي من نفذت المجزرة في قرية الجيايلة التابعة لقضاء الخالص بمحافظة ديالى.
وأضاف، أن الميليشيات تسيطر على المنطقة ما يجعلها المتهم الأول في هذه المجزرة التي راح ضحيتها الأبرياء من المدنيين، مؤكدًا عدم وجود نزاع عشائري في المنطقة.
وشدد على أن”الجريمة إرهابية ميليشياوية المراد منها خلط الأوراق وتأجيج فتنة طائفية بزرع الرعب لدى الأهالي وتهجيرهم والسيطرة على ممتلكاتهم وأراضيهم”.
وأكد على عدم وجود نزاع عشائري في المنطقة وأنها نُفذت بدوافع طائفية. وليس كما تروج له السلطات الحكومية والأمنية.
وأضاف الدهلكي، في تصريح لقناة “الرافدين” إلى، أن عمليات استباحة دماء الأبرياء في المحافظة باتت ظاهرة متكررة حتى بات القتل في وضح النهار دون خوف أو خشية من أي رادع أمني، وأمام أنظار الجميع، ما يعد استهانة واضحة بالقانون والدولة والسلم المجتمعي.
وحمّل القوات الأمنية المسؤولية الكاملة عن جريمة مقتل المدنيين على يد الميليشيات التي دخلت القرية بوجود قوات أمنية ماسكة لهذه القرية أمنيًا.
وتساءل صحفيون وناشطون عن جدوى البيانات المنددة بالجريمة دون محاسبة فعلية للمقصرين، في ظل صمت الحكومة عما يجري في محافظة ديالى من جرائم الميليشيات المتكررة التي تستهدف المدنيين.
وقال الصحفي إياد الدليمي في تغريدة له على تويتر معلقًا على بيان تحالف السيادة، “لماذا لا يتم الطلب من رئيس الوزراء بإقالة محافظ ديالى؟ ألا يقوم السوداني حاليًا بحملة تغيير محافظين بسبب تقصيرهم كما يقال؟ أي تقصير أكبر من الذي يرتكبه محافظ ديالى؟ أم إنه خط أحمر؟ الخنجر والحلبوسي بيانكم إسقاط فرض ليس إلا”.
وحول إرسال لجنة تحقيق مكلفة من قبل رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني إلى مكان الحادث، يرى مراقبون، أن لجان التحقيق التي تشكلها الحكومة عادة لا تسفر عن أي شيء بعد كل مجزرة، وأكثر ما يمكن أن تقوله هذه اللجان أن الحدث نزاع عشائري، أو تنسب الجريمة لمسلحين مجهولين.
وشهد قضاء الخالص قبل عدة أشهر مجزرة نفذتها الميليشيات بإطلاقها النار على سيارات مدنية في قرية البوبالي لتوقع 6 قتلى و8 جرحى.
وبحسب مراقبين فإن سبب المجازر الطائفية المرتكبة منذ عام 2003 في ديالى يعود إلى مشروع طائفي يريد تغيير الهوية الديمغرافية للمحافظة على غرار ما يجري في مناطق حزام بغداد خدمة لأجندة إيران في المنطقة.
وتأتي جريمة قرية الجيايلة بمحافظة ديالى، في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة جملة من الانتهاكات والإعدامات الميدانية والتنكيل بالمواطنين تحت أغطية الثأر العشائري؛ بعد أن وسّعت الميليشيات المسلحة المنضوية تحت ميليشيا الحشد من انتشارها فيها.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى