أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

هيئة علماء المسلمين في العراق: تجاهل المجتمع الدولي يزيد من إجرام الاحتلال بحق الفلسطينيين

غطرسة الاحتلال بحق الفلسطينيين تجعله يواصل سفك الدماء بلا هوادة، وزج الشباب في السجون، ومصادرة الأراضي وتجريفها، وهدم المساكن والمنشآت، واستمرار تدنيس مقدسات المسلمين في المسجد الأقصى المبارك.

عمان- الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق أن الغطرسة والإجرام المتسلسل الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني؛ لم يكن لهما أن يستمرا لولا تجاهل ما يدعى بالمجتمع الدولي لوحشية هذا الكيان المتمادي في طغيانه.
ودعت الهيئة في بيان أصدرته مساء الأربعاء؛ إلى استثمار اجتماع مؤسسات العلماء في أسبوع القدس العالمي الذي انقضى مؤخرًا؛ لما فيه من مظنة لوحدة في الرأي والفكر والعمل، وفي مقدمة ذلك فضح أدعياء دعم القضية الفلسطينية الذين لم يتحركوا يومًا بشكل فعلي يصادق على ضوضاء تصريحاتهم المخادعة وشعاراتهم الكاذبة، ومن ثم بذل الجهد ما أمكن في توفير الدعم بأشكاله كافة لشباب المقاومة الفلسطينية والمرابطين في الداخل الفلسطيني، ولا سيما في “القدس” ومسجدها المبارك، الذين يصدون الاحتلال وهم عزل، وأخيرًا: دعوة المقاومة الفلسطينية إلى توحيد صفوفها، وعدم ترك الفرصة للاحتلال للانفراد بفصائلها واحدًا بعد الآخر، واستهداف قياداتها وتصفيتهم بهذه الطريقة المؤلمة، ومراجعة خطط التصدي والمقاومة بعيدًا عن المؤثرات الخارجية، ولا سيما الإقليمية منها.
وذكر بيان الهيئة؛ إن قوة خاصة من جيش الاحتلال الصهيوني، أقدمت على اقتحام منطقة “السوق الشرقي” في مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة وفرضت حصارًا خانقًا على المنازل وتبعه تعزيزات كبيرة من جيش الاحتلال، لتشن عملية عسكرية في المدينة استمرت أربع ساعات.
وأضاف البيان أن عشرة فلسطينيين استشهدوا في أثناء الاقتحام من بينهم قائد كتيبة نابلس في “سرايا القدس”، وأصيب أكثر من 100 من سكان المدينة؛ نتيجة إطلاق القوات المحتلة الرصاص الحي وقنابل الغاز والدخان على الأهالي، الذين اشتبكوا معها في واحدة من صور المقاومة البطولية التي يسطرها أبناء الداخل الفلسطيني في وجه غطرسة الاحتلال وجيشه، الذي يتمادى يومًا بعد آخر في إراقة دماء أهلنا في فلسطين أمام أنظار العالم الذي لا يحرك ساكنًا تجاه هذه الانتهاكات.
وبيّنت هيئة علماء المسلمين في العراق أن جرائم الاحتلال الصهيوني اليوم لم تقف عند هذا الحد، بل أقدم على هدم عدد من المنازل في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية أيضًا، فضلًا عن إلحاق دمار كبير في مباني وممتلكات الأهالي في مدينة نابلس إلى درجة وصفت فيها المدينة بعد العملية بأنها تعرضت لدمار كبير، بينما أقرّت مصادر صحفية عبرية بأن القوات التي اقتحمت نابلس أطلقت صاروخًا مضادًا للدروع على أحد المنازل بذريعة وجود شابين من مجموعة “عرين الأسود” بداخله، لينهار المنزل على ساكنيه جميعًا.
وأوضح البيان أن من صور غطرسة وإجرام الاحتلال بحق الفلسطينيين؛ سفكه الدماء بلا هوادة، وزجه الشباب في السجون، ومصادرة الأراضي وتجريفها، وهدم المساكن والمنشآت، بموازاة استمرار تدنيس مقدسات المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، والحرم الإبراهيمي وغيرهما، عبر الاقتحامات الممنهجة التي ينفذها المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال، وأكدت الهيئة في هذا السياق أن الإجرام الصهيوني المتجدد بحق أهلنا في نابلس، والقدس وغزة وبقية المدن والأراضي الفلسطينية، يدعونا مرة أخرى إلى الدعوة لاتخاذ مواقف عملية جادة وحقيقية، والخروج من دوامة التيه التي نعانيها، حينما نكتفي بتوصيف المأساة والندب عليها دون حراك معتد به أو قرار ذي قيمة.
إلى ذلك أطلقت مجاميع المقاومة الفلسطينية من غزة صواريخ بعد أن شنت قوات الاحتلال ضربات جوية عبر الحدود مع القطاع الخميس، بعد يوم من استشهاد 11 فلسطينيا خلال مداهمة لقوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، لتجدد المخاوف من تصعيد أوسع نطاقا.
وأفاد مسؤولون بأن مصر والأمم المتحدة تتوسطان لتهدئة الوضع.
وقال جيش الاحتلال “الإسرائيلي” إن ستة صواريخ أُطلقت من قطاع غزة ليلا مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار.
ولم تعلن حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الخميس لكنها قالت إن من حقها الدفاع ضد العدوان “الإسرائيلي”.
وأعلن جيش الاحتلال أن طائرات مقاتلة قصفت في وقت لاحق موقعا لتصنيع الأسلحة تابعا لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي تدير غزة. ولم ترد أنباء عن إصابات.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن القوات “الإسرائيلية” حاصرت اثنين من قادتها في نابلس في منزل مما أدى إلى اشتباك استقطب مسلحين آخرين. ودوت انفجارات ورشق شبان عربات مدرعة بالحجارة.
وأوضحت مصادر فلسطينية أن القياديين في حركة الجهاد ومسلحا آخر استشهدوا، وأن الشهداء المدنيين الأربعة بينهم مسن عمره 72 عاما وفتى عمره 14 عاما.
وقال منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند في بيان “إنني مستمر في التواصل مع جميع الأطراف المعنية لخفض التوتر. وأحث الجميع على الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي لمزيد من تأجيج الوضع المضطرب بالفعل”.
ودعت فصائل فلسطينية في القدس والضفة الغربية وغزة إلى إضراب عام الخميس. ولم تفتح المدارس والجامعات والبنوك في غزة أبوابها بعدما جاب نشطاء الشوارع بمكبرات صوت ودعوا المصالح إلى أن تظل مغلقة.
وتشهد مدينتا نابلس وجنين القريبة منها مداهمات متكررة كثفتها جيش الاحتلال على مدار العام الماضي في أعقاب موجة من الهجمات التي شنها فلسطينيون في مدنها وأسفرت عن سقوط قتلى.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 62 فلسطينيا على الأقل، بينهم مسلحون ومدنيون، قُتلوا منذ بداية العام الجاري.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى