أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

فؤاد حسين يشكو إلى رومانوسكي فشل زيارته إلى واشنطن

وزير خارجية حكومة الإطار التنسيقي يؤكد للسفيرة الأمريكية في بغداد إن لم تخففوا المراقبة الصارمة على الدولار فإن حكومة السوداني ستواجه موجة احتجاجات شعبية عارمة.

بغداد- الرافدين
كشف مصدر دبلوماسي عراقي أن لقاء وزير الخارجية في حكومة الإطار التنسيقي فؤاد حسين مع السفيرة الأمريكية لدى بغداد آلينا رومانوسكي، كان أقرب إلى التشكي بعد فشل زيارة الوفد الحكومي إلى واشنطن ورفض السلطات الأمريكية تخفيف إجراءات مراقبة تهريب العملة الصعبة من العراق.
وقال المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلًا عدم ذكر اسمه بسبب حساسية وظيفته، أن فؤاد حسين شرح للسفيرة الأمريكية الصعوبات التي واجهها الوفد العراقي، في منح الحكومة في بغداد بضعة أشهر قبل تطبيق المنصة الإلكترونية لتسجيل التحويلات المالية في نظام “سويفت” العالمي.
وأوضح أن وزير خارجية حكومة الإطار التنسيقي أبلغ السفيرة الأمريكية أن قرار البنك الفيدرالي الأمريكي يهدد الوضع الهش لحكومة السوداني، فارتفاع الأسعار يضرم النار في موجة احتجاجات مرتقبة في الشارع العراقي.
وأضاف أن فؤاد حسين أبلغ القسم الإعلامي في وزارة الخارجية بنشر صورة ملائمة له مع السفيرة الأمريكية “تظهره مبتسمًا” عقب اللقاء للإيحاء بعكس ما جرى خلال لقاء وصفه بـ “التشكي والاستنجاد”.
وشدد المصدر على أن وزير الخارجية لم يحصل على أي وعد من السفيرة الأمريكية لتخفيف الإجراءات بشأن تحويل العملة من العراق وتخفيف إجراءات المراقبة.
وبحسب بيان وزارة الخارجية، ناقش الجانبان نتائج الزيارة التي أجراها فؤاد حسين إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، والسبل الكفيلة لمتابعة المخرجات المنبثقة من نتائجها.
وأكد الجانبان على “ضرورة خلق آلية مشتركة لمتابعة النتائج المرجوّة من الزيارة”.
وفي الثامن من شباط زار وفد برئاسة فؤاد حسين واشنطن لمدة ستة أيام، لبحث جملة من الملفات الحساسة على رأسها أزمة تراجع قيمة الدينار العراقي.
وبحث الوفد آنذاك فرض إجراءات أمريكية جديدة على البنك المركزي العراقي، لضمان منع تهريب الدولار إلى إيران والنظام السوري وحزب الله اللبناني.
ولم تكتف السفيرة الأمريكية بلقاء فؤاد حسين، بل أبلغت مجموعة من المسؤولين في حكومة الإطار التنسيقي من بينهم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم بالموقف الأمريكي الواضح بمنع تحويل الدولار إلى الجهات الخبيثة في إيران وسوريا ولبنان.
وسبق وأن أقر مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي” في نيويورك ضوابط أكثر صرامة على المعاملات الدولية بالدولار للبنوك التجارية العراقية في تشرين الثاني الماضي.
وتهدف الخطوة إلى وقف تدفق الدولارات بشكل غير مشروع إلى إيران وسوريا وحزب الله اللبناني وممارسة المزيد من الضغط لمنع غسيل الأموال الذي تقوم به مصارف تابعة لقادة أحزاب وميليشيات متنفذين ومشاركين في حكومة محمد شياع السوداني نفسه، إلى جانب العقوبات الأمريكية المفروضة على برنامج طهران النووي ونزاعات أخرى، مما يصعب على طهران الحصول على الدولارات.

كرم نعمة: العراق في وضعه الحالي ليس المكان الملائم للتسويف السياسي الأمريكي

وبموجب القيود يتعين على البنوك العراقية استخدام منصة إلكترونية للإفصاح عن تعاملاتها وعن تفاصيل حول المرسل والمستفيدين. ويمكن للمسؤولين الأمريكيين الاعتراض على طلبات النقل المشبوهة.
وقال مسؤول أمريكي إن الإجراءات الجديدة ستحد من “قدرة الجهات الخبيثة على استخدام النظام المصرفي العراقي”.
وتستحوذ مصارف وشركات تحويل أموال تابعة للأحزاب المرتبطة بإيران بسوق الصرف والتحويل، في مسعى لفك الحصار الأمريكي على إيران.
ويتم تحويل مبالغ طائلة من الدولار إلى إيران بتواطؤ حكومي وبصفقات احتيال خارج نظام (سويفت) الدولي.
وينبغي على المصارف العراقية حاليًا تسجيل تحويلاتها بالدولار على منصة إلكترونية، تدقق الطلبات.
ويقوم الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بفحصها وإذا كانت لديه شكوك يقوم بتوقيف التحويل.
ورفض الاحتياطي الفدرالي منذ بدء تنفيذ القيود، 80 بالمائة من طلبات التحويلات المالية للمصارف العراقية، على خلفية شكوك متعلقة بالوجهة النهائية لتلك المبالغ الذي يجري تحويلها.
ومنذ أن دخلت الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ، تم حظر أكثر من 250 مليون دولار يوميًا، كان أغلبها يذهب إلى إيران وإلى حساب مسؤولين فاسدين في الحكومات المتعاقبة.
وسبق أن كشف مصدر إعلامي عربي حضر فعاليات مؤتمر الأمن في ميونخ، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حذر خلال لقاء مع رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، بأن مصير الدينار العراقي سينهار ويكون كالليرة السورية واللبنانية، إن لم تسيطر حكومته على حركة تهريب الدولار إلى إيران.
وقال المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” إن وزير الخارجية الأمريكي كان واضحًا بشكل غير معهود مع السوداني خلال لقاء جمعهما على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ، مطالبًا بضرورة إيقاف غسيل الأموال المسروقة.
وأكد بلينكن بأن القيود ستبقى مستمرة على التحويلات المالية للدولار من العراق. محذرًا حكومة الإطار التنسيقي التي تنضوي تحتها الميليشيات الولائية بضرورة ضبط حركة الدولار لديها، وإلا فإن الدينار العراقي سيكون مصيره الانهيار كما حصل مع الليرة السورية واللبنانية.
وتصاعدت ردود الفعل من زعماء الإطار التنسيقي المتضررة من تهريب الدولار إلى إيران. معبرة عن عدم القناعة بنتائج تحرك وزير الخارجية فؤاد حسين في واشنطن.
وطالبت قوى الإطار بالتوجه لبيع النفط إلى الهند والصين ودول أخرى، بعملات غير الدولار، بعيدًا عن النظام المالي الأمريكي.
ويجمع مراقبون على أن الإجراءات الأمريكية بشأن تحويل الدولار ستنعكس على وضع أحزاب وميليشيات إيران في العراق.

عمار الحديثي: اللقاءات المكوكية لرومانوسكي لتثبيت صورة أنها موجودة وبقوة

وقال الكاتب كرم نعمة، إن رومانوسكي بوصفها عاشقة التحديات، تدرك أن العراق في وضعه الحالي ليس المكان الملائم للتسويف السياسي الأمريكي، لأنها ستنتهي إلى أن تبقى تدور في مدينة “ديمقراطية مظلمة”.
وأضاف “ليس صعبًا على السيدة السفيرة معرفة أنها تعيش وسط الظلام السياسي العراقي الفاسد، وإذا كانت لا تشعر بالعتمة المحيطة بها في المنطقة الخضراء، كما تريد وفق تصريحات تزعم أنها مثمرة بعد اللقاءات، فيمكن أن تعود الى ما كتبه أسلافها من السفراء الأمريكيين في بغداد لتعرف حق المعرفة أنها تمارس دور الطبيب الأحمق لأحياء جثة سياسية هامدة أنشأها احتلال بلدها للعراق، وتحت مزاعم فضة ببناء دولة على شاكلة الديمقراطية الأمريكية”.
بينما عزا الناشط الإعلامي عمار الحديثي الجولات المكوكية التي تقوم بها السفيرة الأمريكية ألينا رومانوسكي، إلى التأكد من تنفيذ بعض الأجندات المتعلقة بالاتفاقيات والعقود.
وقال “الغرض من البعض الآخر من لقاءات رومانسكي تثبيت صورة أننا موجودون هنا وبقوة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى