أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

سقطة سياسية تجمع الأمين العام بزعماء الميليشيات الإرهابية

الميثاق الوطني العراقي: لقاءات غوتيريش مع المسؤولين عن ارتكاب جرائم بحق المواطنين العراقيين يشكل سقوطًا علنيًا لمواثيق الأمم المتحدة.

بغداد – الرافدين
أثارت صورة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع بعض زعماء الميليشيات العراقية المصنفة على قوائم الإرهاب الغضب في أوساط العراقيين، وأعادت التساؤل بشأن الدور الحقيقي الذي تلعبه الأمم المتحدة في العراق وموقفها من الميليشيات المرتبطة بإيران.
وظهر الأمين العام غوتيريش في صورة تداولها ناشطون عراقيون وعرب وإلى يمينه زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي وإلى يساره قائد ميليشيا بابليون ريان الكلداني، وكلا الزعيمين على لوائح الإرهاب بتهم انتهاك حقوق الإنسان وقتل المدنيين على الهوية، بالإضافة إلى الفساد وتجارة المخدرات.
وأثارت الصورة استياءًا شعبيًا عراقيًا وعربيًا، فيما تهكم محللون ومسؤولون غربيون على الصورة واصفين المشهد بسقطة سياسية مريعة للأمين العام للأمم المتحدة.
إلا أن نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، تذرع بأن غوتيريش لم يختر من وقف بجانبه لالتقاط الصورة.
وقال فرحان حق في تصريحات صحفية إن الظاهرين في الصورة كانوا “ضيوفا حضروا بدعوة من الحكومة العراقية”، وأن ذلك “حصل خلال دعوة عشاء للأمين العام من قبل الحكومة العراقية وجميع الحاضرين هي من اختارتهم”.
وندد “الميثاق الوطني العراقي” بتجاهل الأمين العام لانتهاكات حقوق الإنسان في زيارته للعراق.
وذكر الميثاق الذي يجمع قوى وطنية عراقية في بيان له إن لقاءات غوتيريش مع منتهكي حقوق الإنسان والمسؤولين عن ارتكاب جرائم بحق المواطنين العراقيين وفي مقدمتهم زعماء الميليشيات مثل قيس الخزعلي وريان الكلداني يشكل سقوطًا علنيًا لمواثيق الأمم المتحدة التي يفترض بأنه يمثلها، وهي انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأضاف البيان أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يناقش المواضيع المهمة التي تتعلق بالحقوق السياسية والإنسانية والحريات، والتي تعمل السلطات الحكومية على تقييدها، فضلًا عن “الديمقراطية” الوهمية التي تتحكم بالبلاد من خلال قوانين الانتخابات وتسيس المفوضية وهيمنة الدول الإقليمية على القرار السياسي.
وانتقد التجاهل المتعمد للانتهاكات الجسيمة من ملف المغيبين إلى التطهير العرقي والطائفي لمناطق منزوعة السكان كمنطقة “جرف الصخر” أو حتى الاغتيالات الأخيرة في محافظات الأنبار وديالى، وقبلها استهداف التظاهرات السلمية المستمر، وتعذيب المعتقلين، وسلب حقوقهم المشروعة.
ورفض الميثاق في بيانه اختزال العراق بحكومة التزوير التي شكلها الإطار التنسيقي ويديرها موظفهم محمد شياع السوداني، منبهًا الجهات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة إلى أن مثل هذه التصرفات تجعل الشعب العراقي يفقد الثقة بها وبالمجتمع الدولي.
ودعا الميثاق الوطني الأمم المتحدة إلى وضع النقاط على الحروف بدلًا عن إطلاق تبريرات لا تغطي على خطأ ولا ترضي الشعب العراقي الذي كان يأمل منها ما كان أفضل.

مكي النزال: الأمين العام يخالف بهذه التصرفات مواثيق الأمم المتحدة التي تنص على مساندة الشعوب

وقال عضو اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي مكي النزال في حديث لقناة “الرافدين” إن، “كثير من العراقيين كانوا يتأملون خيرا من هذه الزيارة ظانين أن الأمم المتحدة ستضغط على حكومة السوداني للعمل بقوانين حقوق الإنسان لكنهم فوجئوا بلقاء الأمين العام مع زعماء الميليشيات”.
وأضاف “على الرغم من أن الأمم المتحدة تنادي بحل الميليشيات ظهر أمينها في صورة ودية مع زعماء الميليشيات وكأنه يقف مع مجموعة من الأصدقاء، وهذا ما استفز العرقيين”.
وأكد على أن الأمم المتحدة بهذه التصرفات تخالف مواثيقها التي تنص على مساندة الشعوب، وهي شريكة للحكومة في الانتهاكات وداعمة لها.
ولاقت الصورة التي ظهر فيها غوتيريش مع زعماء الميليشيات ردود فعل عراقية وعربية ودولية مستاءة من الأمم المتحدة وتجاهل دورها في الدفاع عن حقوق الإنسان ووقوفها مع زعماء مصنفين على قوائم الإرهاب.
وكتب المبعوث الأمريكي السابق لسوريا جويل رايبورن في تغريدة “الأمين العام للأمم المتحدة يبتسم في اجتماع في بغداد مع الإرهابي قيس الخزعلي الذي قتل الآلاف من العراقيين”.
وتساءل الناشط بلال الجبير عن إمكانية أن تطيح هذه الصورة بالأمين العام للأمم المتحدة، “هذه الصورة قد تطيح بغوتيريش، باتت منظمة الأمم المتحدة مليشيا إيرانية بشكل نظامي”.
وقال في تغريدة له على تويتر “كيف لرئيس منظمة دولية مهمتها الأمن والسلم الدوليين أن يلتقي بإرهابيين مسؤولين عن قتل الآلاف”.
وعدّ الصحفي العراقي عثمان المختار اللقاء غطاءًا لمجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان، وقال معلقًا على الصورة “غطاء أممي ممتاز لكل مجرمي وحثالة العراق. أمين عام الأمم المتحدة يلتقط صورة مع أبرز مجرمي الحرب المتورط بمذابح طائفية مروعة ضد العراقيين والثاني ملك تهريب النفط والدولار في السليمانية والثالث مهندس عمليات التغيير الديموغرافي والسرقة في نينوى”.
وبين الصحفي العراقي سلام الحسيني أن اللقاء لن يمنح الشرعية لهؤلاء الزعماء، قائلا، “لا يعني هذا اللقاء سوى كونه لقاءًا لشركة مختصة بتدوير النفايات السياسية بحسب ما تقتضيه المصالح الدولية.
وأضاف يعرف غوتيريش أن العراق مختطف من الميليـشيات ولقاء كهذا لا يمنح الشرعية الشعبية التي تمثل الأغلبية، للأقلية الخاسرة المنبوذة مهما كثرت الابتسامات الكاذبة فيه.
وعلق المحامي اللبناني الدكتور طارق شندب بأن الأمم المتحدة توصل رسالة للعالم بأنها شريكة للإرهابيين في جرائمهم.
وقال شندب المختص بالقانون الدولي “عندما يقف أمين عام الأمم المتحدة مع إرهابيين قتلة ومجرمين وزعماء عصابات طائفية إرهابية وهو يتشدق ضاحكًا وكأنه يقول للعالم إن هؤلاء الإرهابيين الطائفيين هم الوجه الحقيقي ومرآة تفكيرنا وشركاءنا في الأمم المتحدة ونحن من غطينا وسهلنا جرائمهم وإرهابهم وذبحهم للسنة الشرفاء في العراق”.
وقال الصحفي السوري أحمد موفق زيدان “الأمين العام للأمم المتحدة يتوسط القتلة المجرمين المطلوبين لعدالة الشعوب، وحتى المصنفين إرهابيًا، قيس الخزعلي زعيم عصائب الحق، وزعيم حركة بابليون، كل ذلك في سياق رعاية القتلة”.

مايكل نايتس: صورة الأمين العام مع زعماء الميليشيات رؤية كابوسية أخرى تخرج من العراق

ووصف المحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مايكل نايتس، صورة الأمين العام مع زعماء الميليشيات بـ “رؤية كابوسية أخرى تخرج من العراق”.
وكتب نايتس “على يمينه المصنف من قبل الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، ويده ملطخة بالدماء العراقية. على يساره، ريان الكلداني، أحد منتهكي حقوق الإنسان المصنف من قبل الولايات المتحدة”.
لقاء غوتيريش مع زعماء الميليشيات ليست المرة الأولى التي تثير فيها الأمم المتحدة غضب العراقيين، فرئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت سبق أن التقت بزعيم ميليشيا “كتائب حزب الله” عبد العزيز المحمداوي، الملقب بأبو فدك والمصنف على قائمة الإرهاب.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى