أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الازدحامات المرورية في بغداد.. تلتهم الزمن وتعطل حياة الناس

تهالك أكثر من 50 بالمائة من طرق العراق بسبب الفساد والإهمال الحكومي

بغداد – الرافدين
وصفت مجلة الإيكونومست البريطانية بغداد في تقرير بأنها واحدة من أسوأ المدن في حركة السير، حيث تشهد ازدحامات مرورية خانقة بسبب تهالك الطرق وانتشار نقاط التفتيش وزيادة أعداد السيارات وتلكؤ وفساد في مشاريع البنى التحتية، وفشل الحكومات المتعاقبة بعد 2003 في حل المشكلة.
وأكدت “إيكونوميست” في تقرير لها صدر في الثاني من شهر آذار الحالي أن لدى بغداد أسوأ حركة مرور في الشرق الأوسط.
وقالت المجلة إن العراقيين العالقين في الازدحام المروري، وبين أبخرة عوادم السيارات، يضيعون ساعات طويلة في شوارع بغداد وأن شبكة الطرق، لم تتغير منذ سنوات طويلة، على الرغم من عائدات النفط السنوية التي تزيد عن 100 مليار دولار
وبينت المجلة أن العراق في السابق كان يملك أحدث أنظمة النقل في المنطقة، وأول من استخدم الحافلات ذات طابقين، والمرور من ضاحية المنصور على الجانب الغربي من نهر دجلة إلى الكرادة لا يستغرق سوى دقائق.
ولفتت “إيكونومست” إلى أن شوارع بغداد، يتدفقُ فيها نحو مليونين و700 ألف سيارة  في مدينة شيدت شوارعها لاستيعاب 200 ألف سيارة  فقط، مشيرة إلى أن السلطات في العراق، وقعت عقودًا بمليارات الدولارات، لإقامة مشاريع لم ترَّ النور، بسبب الفساد الحكومي.
وأوضحت المجلة أن الزيادة السكانية التي شهدها العراق وزيادة أعداد السيارات والإهمال الحكومي للطرق والفساد في المشاريع كلها أسباب فاقمت أزمة الازدحامات.
ويعاني سكان بغداد من تعطل أعمالهم بشكل يومي بسبب الازدحامات المرورية مع الفشل الحكومي في إيجاد حلول حقيقة للمشكلة.
وكان رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني أعلن عن وضع 19 مشروعًا لحل مشكلة الازدحامات المرورية ببغداد بينما يشكك خبراء اقتصاديون من أن أيًا من المشاريع لن ينفذ، مشيرين إلى أن عجز موازنة 2023 يستحيل معه تنفيذ أي مشاريع استراتيجية.
وأقرت وزارة الإسكان والإعمار بحاجتها إلى 15 مليارَ دولارٍ لإكمال الطرق في العراق.
وعن إعلان السوداني عن المشاريع ومدى قدرة حكومته في إنجازها، قال الباحث السياسي، عبد الله سلمان في حديث لقناة “الرافدين” إنه ” منذ عام 2005 يوجد في العراق ما يقارب 6500 مشروع وهمي صرف عليها أكثر من 300 مليار دولار، وإضافة 19 مشروعًا لن يغير شيئا ولا معنى لهذه المشاريع طالما أنها لن تنجز”.
وأضاف ” يُعلن عن المشاريع في العراق بدون سقف زمني وهذا لعدم جدية الحكومة في تنفيذها، ونقص الخبرة والكفاءة في القائمين على هذه المشاريع”.
وأكد أن الحكومة تتعمد في إحالة الوزارات ومن ضمنها وزارة التخطيط إلى من لا يملكون الخبرة لأنها لا تريد بناء البلد.
وأكدت وزارة الداخلية تفاقم مشكلة الحوادث المرورية المميتة، نتيجة جملة من العوامل أبرزها تردي الطرق وسوء التنظيم والتخطيط.
ولفتت الوزارة إلى أن عدم صيانة الطرق الرئيسة والفرعية، إلى جانب توقف مشاريع البنى التحتية الخاصة بالطرقات، والاستخفاف بقوانين المرور، وكثافة المركبات مقارنة بالطاقة الاستيعابية للشوارع، انعكس في كثرة الحوادث المرورية وتزايد أرقام الضحايا.
وقال رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، إن نصف طرق العراق لا تصلح لسير المركبات العادية والشاحنات.
وأضاف الغراوي، أن سوء تنفيذ الطرقات وعدم صيانتها بشكل دوري أدى إلى تهالك أكثر من خمسين بالمائة منها، فضلًا عن الأحمال الزائدة للشاحنات الكبيرة.
وأكد الغراوي أن طرق العراق تحولت إلى مسارات للموت مع افتقادها إلى متطلبات السلامة ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات في حوادث السير.
وبحسب تقارير رسمية تجاوز عدد السيارات سبعة ملايين في العراق منها ثلاثة ملايين سيارة في بغداد، ما أدى إلى اختناقات مرورية كبيرة، خصوصًا مع عدم توسيع الطرق الرئيسة أو إضافة جديد لها منذ عام 2003 عندما كان عدد السيارات 350 ألفًا فقط.
يقول محمد صفاء سائق سيارة اجرة “الشوارع الرئيسية في جانبي الرصافة والكرخ، وطيلة أيام الدوام الرسمي أصبحت مكتظة، لا سيما عند استضافة المنطقة الخضراء أو الفنادق الرئيسة لحدث أو مؤتمر، فيتم قطع الجسور والطرق الرئيسة بذريعة تطبيق الخطة الأمنية، وأن هذا الأمر أثر كثيرًا على رزقه وقوته اليومي”.
ويضيف بلال عبد الوهاب موظف حكومي أن الازدحامات أثرت كثيرًا على نفسية المواطن، فهو يستهلك وقته بانتظار لحظات الفرج وفتح السير بعد توقف لساعات في الشوارع”.
ويرى خبراء أن الحكومة ليس لديها خطة واهتمام بالنقل العام، على الرغم من أن هناك كثيراً من النقاط الإيجابية في النقل العام كونه ينقل عددًا كبيرًا من الناس، فضلًا عن أن له فوائد بيئية وسيقلل الانبعاثات الناتجة من عوادم السيارات وفوائد اقتصادية في التقليل من استهلاك الوقود.
ويقول خبراء إن الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد أجبر كثيرًا من ذوي الدخل المتوسط والموظفين على البحث عن مصدر دخل إضافي حيث اتجه أغلب هؤلاء إلى العمل كسائقي أجرة ما ساهم في زيادة الطلب على سيارات الأجرة وفاقم مشكلة الازدحامات، مع افتقاد البلد إلى بدائل غير السيارات

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى