ميليشيا في الحشد متورطة بتهريب ثلاثة ملايين حبة مخدرة من سوريا
العاهل الأردني الملك عبد الله يطالب الولايات المتحدة بدعم من قواتها لإيقاف نشاطات الميليشيات على حدود بلاده مع سوريا والعراق لمنع تهريب المخدرات.
بغداد ـ الرافدين
كشفت مصادر أمنية عن تورط ميليشيات ضمن فصائل الحشد مسيطرة على المنافذ الحدودية مع سوريا، في شحنة تهريب مخدرات إلى داخل العراق.
وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية عن ضبط أكثر من ثلاثة ملايين حبة مخدرة مختلفة الأنواع كانت مخبأة داخل صناديق فاكهة قادمة من مدينة دير الزور السورية بهدف تهريبها عبر منفذ القائم الحدودي.
وأكدت المصادر أن شحنة ثلاثة ملايين حبة مخدرة كانت تهرب بواسطة مجاميع ميليشياوية معروفة تسيطر على المنطقة الحدودية، من دون أن تذكر اسم الميليشيا.
جدير بالذكر أن ميليشيات العصائب والكتائب وبدر وكلها منضوية في ميليشيا الحشد، تتمركز في منطقة دير الزور، وسبق وان شاركت في القتال لدعم قوات النظام السوري.
وذكرت أن الشحنة تحتوي على أكثر من ثلاثة ملايين حبة من الكبتاغون المخدّرة وهي نوع من الأمفيتامين المحفّز ازداد تهريبها بشكل كبير خلال السنوات الماضية من معامل تشرف عليها جهات في سوريا وحزب الله اللبناني.
وقال مسؤول في هيئة المنافذ الحدودية لوكالة الصحافة الفرنسية مفضلًا عدم الكشف عن هويته إن الحمولة، القادمة من سوريا والتي دخلت العراق، كانت مؤلفة حصراً من حبوب كبتاغون ذات مصادر تصنيع مختلفة.
وسبق أن دفعت ميليشيا الحشد بعددٍ من الفصائل والألوية نحو المناطق الحدودية الغربية من الأنبار على الحدود السورية لفتح طريق آمن لها لتجارة مخدرات الكبتاغون القادمة من سوريا ومن مصانع حزب الله في لبنان.
وتسيطر الميليشيات على غالبية المنافذ الحدودية العراقية مع سوريا والأردن وإيران، التي تدير عبرها عمليات تهريب المخدرات والكحول والدولار والبشر، حيث تشكل مصادر تمويل لها بعد انحسار العمليات العسكرية، لتنشط في نشر المخدرات وبشكل ممنهج بين المجتمع العراقي ومجتمعات دول المنطقة.
وباتت قضية المخدرات تشكل تحديًا خطيرًا في العراق حيث تزايدت في السنوات الأخيرة تجارة المخدرات وتعاطيها، خصوصًا في مناطق جنوب البلاد ووسطها الحدودية مع إيران، والتي باتت طريقًا أساسيًا لتهريب وتجارة المخدرات، لا سيما مادة الكريستال.
يأتي ذلك في وقت طالب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أثناء لقاء وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الأسبوع الماضي وقبلها من الرئيس جو بايدن في واشنطن، بمساعدة بلاده لمحاربة الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا بعد تصاعد نشاطها في تهريب المخدرات إلى الأردن.
وكشف تقرير لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) أن العاهل الأردني لم يتردد في الإعلان عن مخاوفه خلال لقاء كبار المسؤولين الأمريكيين، من تحركات الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا بزعزعة استقرار الأردن سواء عبر ترويج المخدرات أو في ترويج سياسة الهيمنة الإيرانية.
ويواجه الأردن أيضًا تهديدًا من الفصائل المدعومة من إيران في العراق، وتهديدات أخرى تلوح في الأفق في الجنوب، حيث ورد أن الأصول الإيرانية تعمل في البحر الأحمر.
وسبق أن أعلنت السلطات الأمنية الأردنية في شهر كانون الأول الماضي عن إحباط عملية تهريب مخدرات قادمة من الأراضي العراقية وضبط ما يعادل ألف كيلوغرام من حبوب الكبتاغون كانت مخبأة في شاحنتين تحملان عجينة التمر.
وأعلن الجيش الأردني أن محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود السورية الأردنية الممتدة على حوالى 375 كيلومترًا التي أُحبط عدد كبير منها خلال الأشهر الأخيرة، باتت “منظمة” تستعين بالطائرات المسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.
وقال الجيش آنذاك إن السلطات الأردنية أحبطت خلال نحو 45 يومًا مطلع العام دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون، ما يعادل الكمية التي تم ضبطها طوال العام 2021.
وتؤكد المملكة أن 85 بالمئة من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب الى خارج الأردن، وخصوصًا جنوبا إلى السعودية ودول الخليج.
وكان العاهل الأردني أول من حذر من “الهلال الشيعي” منذ عام 2004 والذي تسعى له إيران في التمدد في المنطقة، عبر أذرعها من الميليشيات.
وسبق أن قال العاهل الأردني إن “عمليات تهريب المخدرات والسلاح تستهدفنا كما تستهدف الأشقاء، فالتهريب يصل إلى دول شقيقة وأوروبية”.
وبات العراق يعانى من وباء إدمان المخدرات فضلًا عن كونه ناقل وموزع للمخدرات القادمة إليه من إيران وسوريا.
وذكر تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن العراق أصبح قناة مهمة لمهربي الحبوب المخدرة، لاسيما في المحافظات الحدودية مع سوريا وإيران والكويت، كما أصبحت المناطق الواقعة في وسط وجنوب العراق وتحديدًا محافظتي البصرة وميسان المحاذيتين مع إيران طرقًا رئيسية لتهريب المخدرات، لا سيما مادة الكريستال حيث ارتفعت مبيعات المخدرات وتعاطيها في العراق في السنوات الأخيرة خصوصًا في مناطق الجنوب.
وتشير منظمات حقوقية إلى أن الكميات الفعلية التي دخلت العراق وانتشرت بين محافظاته هي أضعاف ما تم ضبطه، ما يفسر إعلان الحكومة بين الحين والآخر إتلاف مئات الأطنان من المخدرات.
وقال نقيب الصيادلة في العراق مصطفى الهيتي، إن تسجيل أطفال في المرحلة الابتدائية ونساء يتعاطون المخدرات يعد كارثة مجتمعية، مؤكدًا ان انتشار المخدرات أكثر مما يعلن عنه في البلاد.
ولفت إلى أن هناك عملية سحب كبيرة على أدوية للمؤثرات العقلية تحتوي على مواد مخدرة التي تباع في الصيدليات كمسكنات للألم بعد العملية كما وسجلت صرف 11 ألف حقنة ترامال المخدر خلال شهر واحد في إحدى المستشفيات داخل البلاد مشيرًا إلى وجود ضعف واضح في الدور الحكومي في مكافحة آفة المخدرات.
وتساهم الجهات الحكومية في انتشار المخدرات بالعراق بسبب سوء إدارة الكميات الهائلة للمخدرات التي يتم ضبطها، لتعمل على تدويرها بدلًا من حرقها والتخلص منها.
وكشف النائب عدنان الجحيشي، أن المخدرات المضبوطة في العراق تذهب إلى وزارة الصحة وتحول إلى مسحوق ثم تعود إلى التجار مجددًا.
فيما يرى مراقبون أن إعادة تدوير المخدرات أمر ليس بالغريب في بلد بات يغرق بالمخدرات المهربة من إيران، في ظل سيطرة الأحزاب والميلشيات على المنافذ الحدودية للعراق.