أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

بلاسخارت تحمي الطبقة السياسية الفاسدة من ثورة تشرين

تحذير ممثلة الأمين العام من عودة تظاهرات ثورة تشرين، يكشف ازدواجيتها وفقدان الضمير الإنساني والمهني، بينما يفترض بها أن تكون داعمة لجيل ثار لاستعادة عراقه المخطوف.

السليمانية- الرافدين
تساءل مراقبون سياسيون عما إذا كان تحذير ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، من عودة تظاهرات ثورة تشرين، رسالة إلى أحزاب العملية السياسية أم دفاع عن حق العراقيين في استعادة وطنهم المخطوف من قبل الميليشيات والطبقة السياسية الفاسدة بمباركة أممية.
وشكك مراقبون تابعوا كلمة بلاسخارت الأربعاء في ملتقى محافظة السليمانية في شمال العراق، بالدوافع التحذيرية التي أطلقتها ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، كونها تأتي في خدمة الطبقة السياسية الفاسدة، وليست لدعم العراقيين المطالبين بالعدالة الاجتماعية والسياسية ومحاسبة لصوص الدولة.
وقالوا إن “تجربة العراقيين مع بلاسخارت معتمة على مدار سنوات، عندما مارست التزييف واكتفت برسم صورة أمام المجتمع الدولي في كل إحاطاتها تضفي شرعية على طبقة سياسية فاسدة وملطخة أياديها بدماء العراقيين”.
وشددوا على أن تحذير ممثلة الأمين العام من عودة تظاهرات ثورة تشرين، يكشف ازدواجيتها وفقدان الضمير الإنساني والمهني، بينما يفترض بها أن تكون داعمة لجيل ثار في كل المدن العراقية مطالبًا بهدم معبد العملية السياسية المشيد بالقتل والفساد وسرقة ثروة البلاد على حساب مصلحة العراقيين.
وأجمعوا على أن الصورة المزيفة التي تقدمها بلاسخارت للأوضاع السياسية في العراق تعكس فساد الممثلة الأممية كجزء من فساد الطبقة السياسية الحاكمة، مطالبين الضمير الإنساني بمحاسبتها على مثل هذا التزييف.
وقالت بلاسخارت في كلمة لها خلال ملتقى السليمانية السابع، انه “يجب معالجة مشكلة البطالة داخل المجتمع”، محذرة في الوقت ذاته من “عودة التظاهرات العارمة في البلاد في حال عدم حل تلك المشاكل التي تواجه الدولة العراقية”.
ودعت إلى مكافحة الفساد المالي والإداري المستشري في الدوائر والمؤسسات، ومعالجة مشكلة البطالة داخل المجتمع.
وأضافت إن العراق بحاجة لمعالجة التحديات التي يواجهها منذ عام 2003، لافتة إلى مشكلتي استشراء الفساد وانعدام فرص العمل.

كرم نعمة: السيدة بلاسخارت تعلق شارة العار السياسي أمام العراقيين وتزعم بزيف مكشوف أنها شارة الأمل

وأوضحت أن العراقيين قلقون من الأوضاع التي أدت لخروج التظاهرات الشعبية، محذرة من عدم إيجاد حلول للمشاكل السياسية، وعدم توفير فرص العمل للعاطلين، الأمر الذي يجعل من اندلاع التظاهرات في العراق أمرًا محتملًا.
وقال الكاتب العراقي كرم نعمة إن بلاسخارت تناور في كل مطالعاتها وتصريحاتها بـ “الحقيقة المفقودة” وهي ازدواجية وتزييف سياسي يمثل الموقف اللاأخلاقي لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
ووصف تحذيرات بلاسخارت للطبقة السياسية الفاسدة من عودة ثورة تشرين، بدفاع معلن عن أحزاب إيران في العراق التي قتلت ميليشياتها شباب ثورة تشرين.
وأكد على أن ممثلة الأمين العام في دورها وكلامها ولقاءاتها مع زعماء الميليشيات تجسد ضحالة سياسية متعمدة، ولا أخلاقية السياسيين الدوليين عندما يتعلق الأمر بمصير العراقيين، منذ أن صمت العالم عن وصفة الظلم والفشل الأمريكية منذ عشرين عاما.
وكتب كرم نعمة “في حقيقة الأمر، أن السيدة بلاسخارت تعلق شارة العار السياسي أمام العراقيين وتزعم بزيف مكشوف أنها شارة الأمل”.
وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق قد أثارت سخط العراقيين على احاطتها التي قدمتها إلى مجلس الأمن الدولي في شباط الماضي، عندما طالبت العراقيين والعالم النظر إلى حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، بإيجابية.
وتناست بلاسخارت الصورة السوداوية التي عرضتها أمام مجلس الامن في تشرين الأول الماضي عندما قالت إن الشعب العراقي أصيب بخيبة أمل من الطبقة السياسية الفاسدة وصلت إلى عنان السماء. زاعمةً أن حكومة السوداني وبعد الأشهر الثلاثة الأولى من تشكيلها، ملتزمة بالتصدي للفساد المستشري وسوء تقديم الخدمات العامة وارتفاع مستويات البطالة.
وبينما أطلقت حكومة السوداني سراح لصوص سرقة القرن الذين استولوا على 2.5 مليار دولار من أموال الضريبة العامة، زعمت ممثل الأمين العام في إحاطتها الدورية أمام مجلس الأمن أن الحكومة تحركت لاسترداد الأموال المنهوبة والتحقيق في مزاعم الفساد.
وفي الوقت الذي اعترفت بأن الفساد تحول إلى منظومة في العراق، وقعت بلاسخارت في ازدواجية مريعة في المطالبة بالاعتراف بمثابرة الحكومة، الأمر الذي أثار سخرية وازدراء العراقيين.
ويخشى رئيس حكومة الإطار التنسيقي الاقتراب من لوردات الفساد الذين يديرون ماكنة الاستيلاء على أموال الدولة بطرق غير مشروعة، ويذهب إلى محاسبة الموظفين الصغار في عملية إعلامية لامتصاص الغضب الشعبي المتفاقم.
ويدرك السوداني أن أقطاب الفساد يحيطون به من قادة الأحزاب والميليشيات وهم أكثر من يستحوذ على صفقات فاسدة في إدارة الدولة، بينما اللصوص الصغار مجرد أدوات لتنفيذ المهام، ولا يؤثر محاسبتهم على استمرار دوران عجلة الفساد الكبرى.
وتجاهلت الممثلة الأممية أن السوداني خرج من تحت عباءة الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية التي تنفذ أجندة إيران في الهيمنة على المنطقة، مطالبة العراقيين بتأييد السوداني، بذريعة أنه “جعل العراق منتدى للحوار والاستثمار”.
وفقدت ممثلة الأمين العام ضميرها الإنساني والسياسي بشكل مثير للاشمئزاز عندما عادت إلى المفقودين والممتلكات الكويتية في حرب عام 1991، بعد أن أقفل هذا الملف، وتجاهلت بشكل متعمد مئات الآلاف من المغيبين قسرًا من العراقيين، وبعد أسابيع من اعتراف رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي بأنهم قتلوا بيد الميليشيات.
وطالبت بلاسخارت في مطالعتها أمام مجلس الأمن بصلف قل نظيره، العراقيين والعالم بالشعور بالأمل بعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني وضرورة أن تغتنم الطبقة السياسية العراقية الفرصة القصيرة التي أتيحت لها وأن تخرج البلاد أخيرًا من دوامة عدم الاستقرار والهشاشة.
وكشفت إحاطة بلاسخارت فقدان الضمير المهني والأخلاقي وهي تعيش منذ سنوات بين شعب يرزح تحت وابل القتل والمصادرة والتشرد، فيما تنعم الطبقة السياسية بفسادها بثروات البلاد.
وأهملت ممثلة الأمين العام في إحاطتها وضع العراق الاقتصادي الفوضوي وزيادة نسبة الفقر وتفاقم الأمية والجهل وانهيار التعليم وخراب البنى التحتية وتسلط الميليشيات.
ولم تتناول “الديمقراطية المستلبة” عندما فشل الفائز في الانتخابات البرلمانية من تشكيل الحكومة، نتيجة سيطرة أحزاب إيران في العراق التي شكلت حكومة السوداني للحفاظ على مكاسبها.

ثورة تشرين ترفض ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى