أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

اعتراف متأخر لواشنطن بوست: بوش قام بعمل وحشي لاحتلال العراق

صحيفة واشنطن بوست التي روجت لأكاذيب الاحتلال تؤكد بعد عشرين عامًا أن القوات الأمريكية المحتلة أدارت منذ عام 2003 عدة فصول قاتمة، من غرف التعذيب في سجن أبو غريب إلى تدمير مدينة الفلوجة.

بغداد- الرافدين
اعترفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بعد عشرين عاما من انسياقها المتعمد مع أكاذيب احتلال العراق، بأن الاحتلال كان وحشيًا وغير مبرر تمامًا، بعد انتشار حقائق الفشل السياسي في الأوساط الاستخباراتية ومراكز الدراسات الأمنية وعند الرأي العام في الولايات المتحدة.
واستعادت الصحيفة في تقرير تحليلي بمناسبة مرور عشرين عامًا على احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية زلة لسان الرئيس الأسبق جورج بوش خلال كلمة له أمام الجمهور بتكساس في شباط الماضي، عندما وصف احتلال العراق بأنه “قرار رجل واحد بشن غزو غير مبرر ووحشي للعراق” فيما كان يتحدث عن حرب أوكرانيا.
ووصفت زلة لسان بوش بـ “الخطيئة الفرويدية” التي لا تدعو إلى الضحك لأنه أدان نفسه علنًا بعد أن قام بعمل وحشي بذرائع كاذبة لاحتلال العراق. حتى بعد أن تراجع وغيّر كلمة العراق إلى أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة في تقرير كتبه إيشان ثارور محرر الشؤون الخارجية “لقد باعت إدارة بوش بضاعة زائفة لتبرير إسقاطها نظام الرئيس العراقي صدام حسين وتحت مزاعم كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، مبنية على معلومات استخباراتية بليدة وفاسدة”.
وذكرت أن إصرار إدارة بوش على أن تغيير النظام في العراق من شأنه أن يجلب مزيدًا من الاستقرار للشرق الأوسط، ثبت العكس تمامًا، مما زرع إرثًا من عدم الاستقرار الذي أدى إلى صعود المنظمات والميليشيات المتطرفة وتزايد النفوذ الإقليمي لإيران.
وشددت على وهم رؤية إدارة بوش لتصدير الديمقراطية الليبرالية إلى العراق، بعد أن تحولت البلاد إلى مرتع للفساد والاضطرابات ومثالاً على الفشل السياسي منذ عقدين.


كرم نعمة: السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، مازال يبيع أكاذيب السياسة كمساحيق الغسيل وبلا أبالية فجة بالدماء المسفوحة في العراق
وقالت إن اختلاف العراقيين بشأن احتلال بلادهم، لا يخفي الحقائق الأساسية عن قتل مئات الآلاف من المدنيين العراقيين في أعقاب الإطاحة بنظام صدام حسين، وموتهم مرتبط بالفوضى التي تسببت بها الولايات المتحدة.
وأدارت القوات الأمريكية منذ عام 2003 عدة فصول قاتمة في العراق، من غرف التعذيب في سجن أبو غريب إلى تدمير مدينة الفلوجة .
ونقلت الصحيفة عن الروائي العراقي سنان أنطون قوله “بغض النظر عن أي شيء- وأنا أقول هذا بصفتي شخصًا عارض نظام صدام منذ الطفولة وكتبت روايتي الأولى عن الحياة في ظل الدكتاتورية- لو ظل النظام في السلطة، فإن عشرات الآلاف من العراقيين لا يزالون على قيد الحياة اليوم، ولن يولد الأطفال في الفلوجة بعيوب خلقية كل يوم “.
ويتفق غالبية العراقيين مع رأي سنان أنطون، على أن وصفة الفشل الأمريكية التي رسمتها إدارة بوش لبلادهم جعلته يصعد إلى قمة الفساد والفشل على مستوى العالم.
وتدير البلاد منذ عام 2003 طبقة سياسية طائفية فاسدة وفاشلة قامت بنهب 600 مليار دولار من ثروة العراق. فيما تهيمن إيران على القرار السياسي في العراق عبر أذرعها من الأحزاب والميليشيات الولائية.
وكتب الصحفي كرم نعمة “قدرت دراسة لجامعة براون تكاليف احتلال العراق وما تبعها بـ 1.79 تريليون دولار، غير أن جون بولتون السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، مازال يبيع أكاذيب السياسة كمساحيق الغسيل وبلا أبالية فجة بالدماء المسفوحة عندما يزعم أن الإطاحة بصدام حسين تبرر هذه التكاليف”.
سنان أنطون: لو ظل نظام صدام حسين في السلطة، فإن عشرات الآلاف من العراقيين لا يزالون على قيد الحياة اليوم، ولن يولد الأطفال في الفلوجة بعيوب خلقية كل يوم
وربطت الصحيفة احتلال العراق بالمزاعم الأمريكية المتصاعدة بشأن الحرب بأوكرانيا ومواقف دول العالم منها بأنها انعكاس لتقدير هذه الدول للنظام القائم على القواعد واحترامه لها، غير أن هذه المزاعم بالنسبة لشعوب العالم تكشف عن الازدواجية الأمريكية والنفاق السياسي عندما يتعلق الأمر باحتلال العراق وتدميره بذرائع كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل.
ونقلت الصحيفة عن بول بيلار، ضابط المخابرات الأمريكي السابق قوله “لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُنظر إلى احتلال العراق على أنه متسق مع احترام النظام الدولي القائم على القواعد، وإلا فإن هذه القواعد تبدو غريبة.”
وكتب المؤرخ المختص بالشرق الأوسط خوان كول “لا أحد في إدارة جو بايدن اليوم يهتم بأن حرب العراق دمرت مصداقية أمريكا كركيزة للنظام الدولي ومنحت بوتين غطاءً لفظائعه”.
وأذعنت العديد من الشخصيات الأمريكية التي أيدت غزو العراق عام 2003 إلى حقيقة أنه كان خطأً مكلفًا. بما فيهم ديفيد فروم كاتب خطابات بوش، باعترافه أن مخلفات حرب العراق أعاقت بشكل ضار وقوضت السياسة الأمريكية الفعالة في السنوات التي تلت ذلك.
وكتب فروم “ما فعلته هذه المغامرة الخاطئة للأسف، هو ترك الولايات المتحدة في حالة صدمة شديدة بحيث لا يمكنها التصرف بشكل حاسم ضد المعتدين الآخرين في أماكن أخرى وإلهام المعتدين المحتملين بثقة جديدة بأن أمريكا كانت منقسمة وضعيفة للغاية بحيث لا يمكنها إيقافهم”.
ووصفت واشنطن بوست في ختام تقريرها بأن احتلال العراق مثّل رغبة بالانتقام بعد هجمات 11 سبتمبر مع أن نظام الرئيس صدام حسين لم يكن لديه أي صلة بتنظيم القاعدة الذي نفذ هذه الهجمات على الولايات المتحدة.

مقاومة الاحتلال الأمريكي كان موقف القوى الوطنية العراقية

مقاومة الاحتلال الأمريكي كان موقف القوى الوطنية العراقية
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى