أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

الدكتور مثنى حارث الضاري يفنّد ادعاءات بريمر: احتلال العراق فشل على كل الصعد

مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين يؤكد على أن تداعيات انهيار مؤسسات الدولة العراقية بعد الاحتلال أثر على المنطقة برمتها.

عمان- الرافدين
فنّد مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري، ادعاء حاكم الاحتلال الأمريكي للعراق بول بريمر عن “تدني مستوى إجمالي الإنتاج المحلي للعراق عام 2003، وقارته بانجولا”.
وقال الدكتور الضاري أثناء مشاركته في حلقة خاصة من برنامج “للقصة بقية” الذي بثته قناة الجزيرة مساء الاثنين “من الظلم تقييم حالة العراق قبل الحصار بما بعدها”، مشددًا على أنه ينبغي النظر إلى ما حصل في العراق بعد الاحتلال من فشل على كل الصعد.
وأضاف “ينبغي لنا النظر الى موضوع العراق في التاريخ الحديث والمعاصر له. وما حصل في العراق بعد الاحتلال من فشل على كل الصعد لا يمكن ابدًا ربطه بالمرحلة التي وصل اليها العراق في زمن الحصار. وحتى أن تم الربط فالمتسبب واحد وهو الاحتلال الأمريكي”.
ووفقا لأرقام مؤسسات دولية رسمية، فقد عاش العراق في فترة ما قبل الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة عام 1990 سنوات من الازدهار في شتى مجالات الحياة.
وفي حديثه للبرنامج، قال بريمر -محاولا تبرير الاحتلال- إن العراق كان بلدا غنيًا جدًا، حيث كان إجمالي ناتجه المحلي عندما تولى صدام الحكم أعلى من إسبانيا، ومع قدوم القوات الأمريكية عام 2003، تدنى إلى ما يعادل ناتج أنجولا.
وشدد الدكتور الضاري في حديثة لقناة الجزيرة على أن نتائج الاحتلال الأمريكي للعراق غيّرت التركيبة كاملة في المنطقة وتغير معها الوضع السياسي والأمني والاقتصادي، بل حتى الوضع الثقافي.
وقال “كان هم بعض الأطراف في المنطقة هو تغيير النظام بسبب مشاكل سابقة. وهذه التخوفات جعلت كثيرين في المنطقة ينظرون الى اسقاط نظام صدام حسين كأنه اسقاط لشخص ولمجموعة حول نظام صدام حسين وحزب البعث. ولكنهم لم يدركوا أن اسقاط منظومة سياسية لدولة قائمة وانهيار مؤسسات الدولة سيكون له تداعيات كبيرة لا على العراق فحسب، بل على المنطقة”.
وأكد الدكتور الضاري على أن هيئة علماء المسلمين طالما حذرت في بداية الاحتلال من نتائج تفكيك مؤسسات الدولة.
وشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من موقف أخلاقي كبير ؛ فهي لم تنجح في بناء (عراق ديمقراطي) كما قالت، ولم تنجح في بناء نظام سياسي سليم، ولم تنجح في بناء علمية سياسية يشترك فيها جميع العراقيين، مبينًا أن نتائج الانتخابات الأخيرة دليل واضح على ذلك، حيث إن الولايات المتحدة خسرت الحرب في العراق من هذا المنظار.
وتتزامن مشاركة مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في برنامج “للقصة بقية” الذي خصص لمناسبة مرور 20 عامًا على احتلال العراق، مع إصدار الهيئة لبيان شددت فيه على أن “نتيجة لما مرّ على العراق بعد عقدين من احتلاله نمت دولة عميقة موازية للدولة الظاهرة تتخذ من الميليشيات الولائية المدعومة إيرانيًا أذرعًا لها لتنفيذ مخططاتها الخاصة، وتغولها في العراق، وامتداد خطرها إلى دول المنطقة، وفقدان الحكومات المتعاقبة القدرة على تأدية وظائفها لتحقيق المطالب المشروعة للمواطنين؛ مما أدى إلى فشل ذريع في توفير الخدمات العامة، وعدم المحافظة على البنى التحتية، وعدم توفير فرص العمل للمواطنين، وطغيان الفساد في العراق وفشل محاولات القضاء عليه، وتحوله إلى منظومة مستقرة، وليست تصرفات فردية أو أخطاء متكررة؛ حتى أضحى صفة ملازمة للنظام السياسي في كل مراحله منذ الاحتلال وحتى الآن، وسمة للاقتصاد العراقي في كل مجالاته”.
وتدعم الأرقام الصادرة من مؤسسات دولية تأكيدات الدكتور مثنى حارث الضاري على أنه من الظلم تقييم حالة العراق قبل الحصار بما بعدها.
وحسب تقرير يونيسيف الصادر عام 2014 عن التعليم، فإن العراق ما قبل 1991 كان يمتلك أفضل الأنظمة التعليمية في المنطقة، وكانت نسبة الأمية للفئة العمرية من 15 إلى 45 أقل من 10 بالمائة، واستمر ذلك حتى عام 1984، وكان معدل الإنفاق الحكومي على التعليم يبلغ 20 بالمائة من معدل إجمالي الميزانية الحكومية، لتستمر المؤشرات في التراجع من 1991 وحتى 2003.
وعلى المستوى الاقتصادي، يشير تقرير أعدته خدمة أبحاث الكونغرس عام 2003 إلى أن العراق في الثمانينيات كان يمتلك أفضل الاقتصادات في العالم العربي، لتتدهور الحال بعد عام 1991.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى