أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

رمضان عاشر على النازحين في معسكرات النفي الحكومي

وزيرة الهجرة في حكومة الإطار التنسيقي تزور مخيمات بزيبز للاستهلاك الإعلامي قبل شهر رمضان من غير أن تقدم شيئًا للنازحين يعيد إليهم بعض حقوقهم الإنسانية.

الأنبار – الرافدين
يستقبل النازحون في مخيم بزيبز في الأنبار رمضان العاشر وهم محرومون من العودة لمناطقهم بسبب سيطرة الميليشيات عليها وعجز الحكومة من إنهاء معاناتهم المستمرة على الرغم من إعلان حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني عن وضع خطة لإغلاق المخيمات.
وتتفاقم معاناة النازحين في شهر رمضان المبارك وهم يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية إضافة لانتشار الأمراض في المخيم من غير رعاية طبية.

إيفان جبرو: وزارة الهجرة عاجزة عن إعادة العائلات المهجرة إلى بيوتهم في هذه الظروف

وبعد زيارة وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان جبرو لمخيم بزيبز وعلى الرغم من الاحتياجات الكبيرة التي يفتقر لها النازحون من نقص في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب وافتقار المخيم لمركز طبي، وجهت الوزيرة بتوزيع سلتين غذائيتين لكل أسرة نازحة خلال شهر رمضان المبارك، متجاهلة مناشدات النازحين بإنهاء ملف نزوحهم وإعادتهم لمناطقهم الأصلية.
وعن خطة إغلاق المخيمات وعودة النازحين بينت وزيرة الهجرة أن ما يمنع عودتهم هو غياب الأمن ودمار المنازل وغياب الخدمات وأن وزارتها عاجزة عن إعادة العائلات في هذه الظروف.
وقالت “إننا نشجع هذه العودة لانهاء ملف النزوح لكن أيضا نحتاج إلى دعم من جميع المؤسسات الحكومية في إعمار منازل العائلات النازحة الموجودة والإسهام في تعزيز الأمن بمناطقهم وتوفير جميع الخدمات والبنى التحتية حتى المشاكل العشائرية”.
وأضافت “إذا لم تحل هذه المشاكل فإن الوزارة لا تستطيع اعادة عائلة واحدة، حيث نعتمد على أدواتنا الذاتية في إرجاع العوائل بالتعاون مع باقي المؤسسات”.
وأوضحت أن “نازحي جرف الصخر الذين تواجدوا في عامرية الفلوجة تحديدا ومنطقة البزيبز، حالتهم الصحية متدهورة مع نقص في التعليم وأبسط احتياجات حقوق الانسان للعيش بكرامة”.
وأقرت الوزيرة بوجود مايقارب 29 مخيمًا مع عشوائية بزيبز وأكثر من 40 ألف عائلة نازحة في داخل المخيمات وخارجها بواقع أكثر من مليون نازح.
وتحول أسباب كثيرة دون عودة نازحي جرف الصخر وغيرهم من النازحين، أبرزها سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي على مناطقهم ومنعهم بقوة السلاح من الرجوع إليها، ودمار المدن وتجاهل الحكومات المتعاقبة لملف إعمارها رغم الخراب والدمار الكبير، إضافة لقلة فرص العمل وخوف النازحين من الاعتقال أو القتل بسبب غياب الأمن وعجز الحكومة عن ردع الميليشيات.

قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين: ما تزال القوات الحكومية والميليشيات الولائية تمنع أهالي المحافظات المنكوبة من الرجوع لمنازلهم، ودخلت أزمة النزوح الكبرى الشتاء التاسع وسط تواصل الإهمال الرسمي وتراجع الجهد الإغاثي

وسبق أن أكد قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق على أن وزارة الهجرة في حكومة بغداد لا تعترف بمسؤوليتها تجاه النازحين.
وذكر في تقرير صدر في شهر شباط الماضي “رغم توقف أعمال العنف في المحافظات المنكوبة منذ سنين، ما تزال القوات الحكومية والميليشيات الولائية تمنع أهالي تلك المحافظات من الرجوع لمنازلهم بحجج عدة، ودخلت أزمة النزوح الكبرى الشتاء التاسع وسط تواصل الإهمال الرسمي وتراجع الجهد الإغاثي، وما يزال نحو مليون و300 ألف نازح يعيشون أوضاعا مأساوية صعبة في المخيمات”.
وسبق وأن طالبت منظمة العفو الدولية رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني أن تأخذ مسارًا مختلفًا عن الحكومات السابقة التي أخفقت فيما يتعلق بالعدالة، وأن تتصدى لانتهاكات حقوق الإنسان المتفشية في العراق.
وبينت المنظمة في رسالة مفتوحة “النازحون في العراق يواجهون العديد من التحديات، بما في ذلك الاعتقال التعسفي ونقص فرص كسب العيش والعقبات في الحصول على الوثائق الأساسية، وبين عامي 2020 و2021، أغلقت وزارة الهجرة والمهجرين على عجل مخيمات النازحين داخليًا، على الرغم من الصعوبات الخطيرة التي تحول دون عودتهم الآمنة إلى ديارهم”.
وأكدت على أن النازحين لا يزالون يواجهون مخاطر الاعتقال التعسفي وغيره من المضايقات من قبل الجهات المسلحة وقوات الأمن الحكومي.
ودعت منظمة العفو الدولية الحكومة الحالية إلى وضع حد لهذا التمييز وضمان العودة الآمنة لجميع النازحين، بمن فيهم أولئك الذين أعيدوا من شمال شرق سوريا.
ويحمل النازحون والمراقبون السياسيون الحكومات المتعاقبة الوضع اللاإنساني الذي يواجهه مئات الآلاف من النازحين، بسبب خضوع الحكومات لسطوة الميليشيات.
وقالت المحامية والناشطة الحقوقية وسن الدليمي في حديث لقناة “الرافدين” إن، “حكومة السوداني ووزارة الهجرة لم يبذلا الجهود الكافية لإنهاء ملف النازحين، لأن ملف النازحين من يصنف من الملفات التجارية السياسية حيث يستخدم مرة للدعاية الانتخابية ومرة للحصول على مكاسب سياسية”.
واضفات “إن المساعدات التي أعلنت عنها وزارة الهجرة والمهجرين ليست منة على النازحين فهم مواطنون عراقيون ولهم حقوق ويحتاجون للمساعدة في الأوضاع المأساوية التي يعيشونها”.
وأكدت على أن الأموال التي صرف في العشر سنوات الماضية لو استثمرت بشكل صحيح لخففت من معاناة النازحين.
ويعيش نازحو مخيم “بزيبز” بمنطقة عامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار والذي يضم المهجرين قسريًا من منطقتي جرف الصخر في بابل والعويسات في الأنبار، ظروفًا لا إنسانية وسط غياب المساعدات الحكومية لهم، وندرة فرص العمل المتاحة لهم، ما دفع الأسر النازحة إلى تقليل عدد وجبات الطعام وتناول كميات أقل بعد نفاذ مدخراتهم وسط صمت حكومي.
وقال أحد النازحين من ذوي الاحتياجات الخاصة من منطقة جرف الصخر في حديث لقناة “الرافدين” “نعاني كثيرا عند نزول الأمطار بسبب اهتراء الخيم، ونقص المواد الغذائية، من غير أن تلتف الحكومة لنا”.
وأضاف “زوجتي مصابة بالسرطان، وكثير من نازحي المخيم يشتكون من الأمراض، وعلى الرغم من أن وزيرة الهجرة زارت المخيم ورأت ظروف الناس الصعبة، وعدت بتوفير بعض الخدمات وإعطاء منح مالية لكن لم تحقق أي شيء مما قالت”.
وتساءل “في الصيف نعاني من العواصف الترابية، وفي الشتاء نعاني من البرد والأمطار، ونحن الآن مقبولون على شهر رمضان، لماذا لا تلتف الحكومة لنا”.
نازح أخر في المخيم قال “لا نريد شيئًا من الحكومة، نريد أن نعود لمناطقنا ولمنازلنا، لدينا بساتين نستطيع زراعتها ونعيش بكرامة”.
وقالت سيدة نازحة في المخيم بعد أن فقدت زوجها وابنها على يد الميليشيات “الحكومة لم تلتف لنا وكأننا غير موجودين، المساعدات التي نحصل عليها هي من المواطنين من أهل الخير، ونعاني كثيرًا بسبب الأمطار”.

وضع كارثي للعائلات في مخيم بزيبز للعام العاشر
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى