أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

حكومة السوداني تمول مركزًا للرصد بإدارة الحرس الإيراني قرب الحدود مع السعودية

معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: شركة المهندس التابعة لميليشيا الحشد تختار موقعًا استراتيجيًا على الحدود مع السعودية، لبناء مركز استخباري بواجهة زراعية في أرض صحراوية تفتقر للموارد المائية.

المثنى – الرافدين
أثار إعلان ميليشيا الحشد عن مشروع زراعة مليون نخلة في بادية السماوة جنوب محافظة المثنى استغراب الشارع العراقي حول الدوافع وراء هذا المشروع، وتوجه ميليشيا الحشد لمثل هذه المشاريع، وفي منطقة صحراوية تفتقر إلى المياه بالأساس بالقرب من الحدود السعودية.
وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لانتشار عناصر تابعة للاستخبارات الإيرانية قرب حدود السعودية من جهة بادية السماوة في محافظة المثنى، وذلك بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق بكين بين الرياض وطهران الذي نص على إعادة فتح السفارات بين البلدين وتبادل الزيارات بين المسؤولين.
وكشفت مصادر عراقية عن تأسيس الحرس الإيراني مركز رصد وتجسس وقاعدة عسكرية قرب الحدود السعودية وبتمويل من حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
وسبق أن وافقت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني على تأسيس شركة “المهندس” التابعة للحشد برأسمال 100 مليار دينار عراقي، يتولى رئاستها رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض المصنف في قوائم الإرهاب، وهي على غرار شركة “خاتم الأنبياء” التابعة للحرس الإيراني المصنّف على قائمة الإرهاب الأمريكية أيضًا.
وأكدت المصادر على أن العمل جارٍ منذ أيام في بناء مركز الرصد والتجسس، واستهل بإعلان قيام ميليشيا الحشد بزراعة مليون نخلة في بادية السماوة حيث سيتم بناء القاعدة الإيرانية.

صور متداولة لمكان بناء مرصد التجسس الإيراني

ويعمل الجهد الاستخباري الإيراني تحت غطاء شركة “المهندس” وبأموال عراقية.
وذكر تقرير لمعهد واشنطن، بأن منح الأراضي لشركة المهندس يجري دون آلية قانونية واضحة، مشيرًا إلى أن مساحة الأراضي تتخطى بكثير متطلبات أي مشاريع فعلية، حيث إن أكبر مشروع مزرعة لإنتاج الألبان في العراق يمتد على مساحة لا تتجاوز 36 ألف دونم، وليس مليونين.
وأشار التقرير الذي كتبه ثلاثة باحثين في المعهد، إلى أن المنطقة المختارة في بادية السماوة غير منطقية، حيث تفتقر إلى الموارد المائية الكافية لزراعة هذا الكمّ الهائل من أشجار النخيل، بينما تتوفر في المقابل خيارات أكثر عملية بين نهريْ دجلة والفرات.
وأكد على أن المنطقة تتمتع بموقع استراتيجي على الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهي المنطقة التي أطلقت منها الميليشيات سابقًا طائرات مسيّرة على السعودية والإمارات العربية المتحدة في عامي 2021-2022.
من جانبها قالت مجلة التايم الأمريكية، إن أجندة إيران التوسعية استفادت في النهاية من الاحتلال الأمريكي للعراق من خلال ميليشياتها الموالية لها في بغداد وسيطرت على الكثير من المؤسسات السياسية والعسكرية في البلاد.
ولفتت المجلة إلى أن الميليشيات، انتقلت للسيطرة على المناصب بالوزارات المربحة من خلال وصولها للبرلمان وتحول العراق بذلك لدولة محطمة تعمل كقاعدة ونقطة عبور للقوات الإيرانية.
وكان ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي قد دعا في بيان سابق إلى، إيقاف مشروع منح السعودية أراضٍ للاستثمار في بادية السماوة جنوب العراق والذي طرح إبان حكومة مصطفى الكاظمي عام 2020.
واعتبر البيان، أن مشروع منح السعودية أراضٍ للاستثمار في بادية العراق بمحافظات كربلاء والنجف والمثنى، فيه “تداعيات خطيرة على أمن وسيادة البلاد، فضلًا عن أنه يساهم في الإضرار بمخزون العراق الإستراتيجي من المياه الجوفية”.
ووصف ائتلاف دولة القانون المشروع حينها بأنه يحمل في طياته الكثير من التجاوز على حقوق العراقيين ويفتح الباب أمام استعمار جديد تحت عنوان الاستثمار.
ويصف مراقبون مواقف حكومة الإطار التنسيقي بالنفاق والانفصام، حين رفضت مشروع استثمار السعودية لبادية السماوة لاعتبارات بيئية ومائية، وإفساح المجال الآن لتنفيذ أجندة إيران في البادية.

عبد الرحمن المشهداني: توجد جهات سياسية وأخرى مسلحة تريد أن تحصل على نسب مالية وربحية من خلال الابتزاز إعلاميًا وسياسيًا

وأشار الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، إلى وجود “جهات سياسية وأخرى مسلحة، تريد خراب العراق، كما أن بعض هذه الجهات تريد أن تحصل على نسب مالية وربحية من مشاريع الاستثمار، من خلال الابتزاز إعلاميًا وسياسيًا.
وأثار الصحفي العراقي إياد الدليمي، تساؤلات حول المشروع، واصفًا إياه بأنه استنساخ لتجربة الحرس الثوري الإيراني، في إشارة إلى نموذج شركة خاتم الأنبياء التابعة للحرس الإيراني التي تمتلك قدرات تفوق قدرة مؤسسات الدولة الإيرانية.
وقال الصحفي عثمان المختار، إن اتجاه “الحشد الشعبي” للاستثمار والتجارة بدأ بشكل تصاعدي منذ نهاية عام 2017، عبر المكاتب الاقتصادية للميليشيات في المدن المنكوبة.
وأضاف “الآن لديهم شركة وأعمال انشاءات ضخمة في نسخة مماثلة للحرس الثوري الإيراني”.
وتابع “إعلان مشروعهم اليوم على مقربة من الحدود السعودية في بادية السماوة مجرد بداية مشاريع بأبعاد سياسية وأمنية معروفة”.
وتهكم المختار في تغريدة له على تويتر، حول اختيار الميليشيا لبادية السماوة لهذا المشروع بقوله “ترك الولائيون مناطق جرداء بمحيط بغداد في التاجي وجسر ديالى والسدة والشعلة، الناس فيها بحاجة لأي غطاء نباتي، وتركوا مساحات الكوت والعمارة اليابسة، وتوجهوا لصحراء بعيدة مقفرة جوار السعودية لم يسجل تاريخ العراق فيها حياة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى