سامراء تعيش تحت سلاح وابتزاز الميليشيات
هيئة علماء المسلمين: الميليشيات تفرض على أبناء سامراء حالة من الإذلال المتعمد عند مداخل المدينة المغلقة بالكتل الخرسانية.
صلاح الدين ــ الرافدين
حذرت منظمات حقوقية من تمادي ميليشيا السرايا التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضد أبناء مدينة سامراء وممتلكاتهم الخاصة.
وارتكبت ميليشيا السرايا جريمة قتل الشباب عبد المجيد السامرائي، فيما اقتصر الدور الحكومي على تشكيل لجنة تحقيقي بالحادث في أسلوب سائد يساعد على نجاة القاتل من العقاب.
وتأتي هذه الجريمة في الوقت الذي باتت الميليشيات تفرض على أبناء سامراء حالة من الإذلال المتعمد في نقاط التفتيش عند مداخل المدينة، التي ما تزال العديد من أحيائها مغلقة بالكتل الخرسانية، حيث تتعرض سامراء لحملة استهداف محمومة من الميليشيات وأحزاب السلطة بقصد تغيير الطبيعة السكانية للمدينة من خلال بث الرعب بين الأهالي.
وقالت هيئة علماء المسلمين في العراق، إن ميليشيا السرايا التابعة للتيار الصدري والتي ما تزال تعبث بأمن سامراء، أقدمت على اغتيال الشاب “عبد المجيد السامرائي” في المدينة ضمن طائلة الاستهداف الممنهج للمدنيين.
وأوضح قسم الإعلام في الهيئة، أنه في الوقت الذي أقرت تحقيقات الشرطة بتورط ميليشيا السرايا بقتل الشاب بذريعة “عدم توقفه” لإحدى دورياتها، فإن قيادة عمليات سامراء تأخرت نحو 12 ساعة لتصدر تقريرها الذي يتهم الضحية بـ “الإرهاب” مستندة في ذلك إلى “مكالمة هاتفية” مع مسؤول استخبارات السرايا، الذي كال الأكاذيب تجاه الضحية وبما لا تتفق مع حداثة سنه، فضلًا عن عدم تجانسها مع واقع حاله حيث كان المغدور حديث عهد بالزواج.
واستهجن مجلس شيوخ عشائر سامراء الحادث الغريب لقتل الشاب عبد المجيد في العرموشية شرق سامراء.
وقال المجلس في بيان له، إن أهالي سامراء تفاجؤوا بالحادث الغريب من حيث الزمان والمكان وآلية التنفيذ والتي تضمنت اغتيال أحد شباب سامراء على يد ميليشيا السرايا التابعة للتيار الصدري.
ولفت إلى أن ذلك سبب إرباكًا واستغرابًا في الشارع السامرائي مضيفًا أن الحادث له تأثير مباشر على السلم الأهلي في المدينة.
وطالب بضرورة الكشف عن نتائج التحقيقات ومحاسبة الجناة والمقصرين وإنصاف ذوي الشاب المغدور.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني عن وصول لجنة تحقيقية إلى مدينة سامراء للتحقيق في حادث مقتل أحد المواطنين ولبيان الأسباب التي أدت إلى مقتله والدوافع الحقيقية للحادث.
وتسجل مدينة سامراء بين الحين والآخر خروقات أمنية متكررة من قبل الميليشيات بذريعة محاربة الإرهاب، إلا أن دور الجهات المعنية يقتصر على تشكيل اللجان التحقيقية دون الكشف عن الجناة مما يساهم بالإفلات من العقاب.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي وسط تصاعد لمناشدات إنقاذ سامراء من سطوة الميليشيات.
ورفض مدونون المضايقات التي تمارسها ميليشيا السرايا ضد أبناء سامراء والتعمد في إذلالهم عند نقاط التفتيش في مداخل المدينة.
وأضاف المدونون أن الميليشيات تتعمد استفزاز الأهالي في سامراء والعبث بأمنهم بهدف إحياء الفتنة الطائفية وإحداث تغيير ديمغرافي.
وسبق وأن أطلق المدونون وسم “أنقذوا سامراء المنكوبة” للفت الأنظار باتجاه مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد وللتعبير عن رفضهم نفوذ الميليشيات وسيطرتها على أراضي وممتلكات المواطنين.
وتتوجه الاتهامات إلى مليشيات نافذة تمارس أدوارًا أمنية واقتصادية وسياسية ومنها ميليشيا “سرايا السلام” التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومليشيا “العصائب” بزعامة قيس الخزعلي، والتي تقف وراء منع عودة النازحين إلى بعض القرى التي تسيطر بذريعة محاربة الإرهاب.
وتؤكد مصادر أمنية، أن الميليشيات تقتحم نواحي ومناطق سامراء، وتقوم بتفتيش منازل المواطنين وبساتينهم بشكل تعسفي، بزعم البحث عن مسلحين.
وناشد وجهاء ورؤساء عشائر سامراء، باستبدال الميليشيات بقوات أمنية من وزارتي الدفاع والداخلية، بعد تكرار جرائم القتل والخطف والاعتداءات ضد أبناء المدينة، مطالبين أيضا بإيقاف المداهمات الليلية لمنازل المواطنين والتي تمارس فيها الميليشيات أبشع الانتهاكات والتنكيل دون أي تدخل من قبل الجهات الحكومية.
وقال المحامي العراقي مصعب الناصري إن مافيات الفساد التي جعلت نفسها وصيًا على الشعب العراقي وأرضه، تستحق أن تكون في السجون وليس في القصور.
وأضاف، أن سامراء لم تكن يومًا ما غاية لتحقيق أهداف السياسيين وإنما هي وسيلة للوصول إلى السلطة وأموالها.
وأشار الصحفي زياد السنجري إلى أن عمليات التغيير الديمغرافي منهج ثابت عند الميليشيات الموالية لإيران في العراق.
وأضاف أن الميليشيات تستولي على الجوامع والعقارات والأراضي ومدن ونواحي بأكملها تنفيذًا للمنهج الثابت الذي وضعه قاسم سليماني.
ووثق المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب الكثير من عمليات الاختطاف التي تقوم بها الميليشيات ضد أبناء مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين التي تخضع لسيطرة ميليشيا السرايا التابعة للتيار الصدري.
واتهم المركز ميليشيا السرايا بالتورط بتغييب أكثر من 2000 مدني بين عامي 2014 – 2017 وما يزال أغلبهم مجهول المصير.
وتؤكد مصادر مطلعة أن المغيبين الذين اختطفتهم الميليشيات وتعتقلهم في سجون سرية منذ سنوات يتعرضون لأشد أنواع التعذيب والتنكيل دون الكشف عن مصيرهم رغم مطالبات ذويهم والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية.
وتحذر اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي من الاستهداف الممنهج ضد مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين والذي يروم إلى التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي.
وأوضحت اللجنة، أن ميليشيات الحشد تقوم بالاستيلاء على ممتلكات أهالي سامراء العامة والخاصة، وتشن حملات اعتقال وقتل مسعور يستهدف جميع فئات المجتمع من أبناء سامراء المضطهدين.
وأضافت اللجنة أن استمرار استهداف سامراء هو مشروع إيراني خطير، يجري بتواطؤ حكومي وميليشياوي مع بعض سياسيي محافظة صلاح الدين، مؤكدة أن استهداف سامراء جريمة مدانة ومستنكرة تدل على تجرد مرتكبيها من كل معاني الإنسانية والرحمة.
|| تصريح صحفي رقم (879) بشأن جريمة اغتيال شاب في #سامراء – شمال #بغداد – على يد ميليشيا (سرايا السلام).
◻️ نص التصريح: https://t.co/E7mabr305Z pic.twitter.com/A1AoWSWh2j
— هيئة علماء المسلمين في العراق (@amsiiraq) March 26, 2023