أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السلوك المشين للقائم بالأعمال في البحرين لن يكون آخر فضائح الدبلوماسية العراقية

فضائح السفارات العراقية منذ عام 2003: سفير يتحول إلى سمسار عقارات وآخر يتاجر بالسجائر وثالث يروج لزرع الشعر ورابع يحمل قاذفة على كتفه وأبناء سفير يهشمون رأس شاب برتغالي في ملهى.

إسطنبول- الرافدين
عبر دبلوماسي عراقي متقاعد عن عدم استغرابه من السلوك الذي تصرف به القائم بالأعمال في السفارة العراقية لدى البحرين مؤيد عمر عبدالرحمن، فهو نتاج تربية دبلوماسية رثة أنتجها الاحتلال الأمريكي للعراق وأحزاب العملية السياسية المسخ.
وقال الدبلوماسي من مقر إقامته في لندن في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلاً عدم الكشف عن هويته إن “سلوك القائم بالأعمال في البحرين عندما يقارن بالفضائح الدبلوماسية التي ارتكبت على مدار عشرين عامًا من احتلال العراق، يكاد لا يمثل شيئاً”.
وأكد السفير الذي عمل في السلك الدبلوماسي العراقي على مدار ربع قرن متنقلاً ما بين جنيف ونيويورك وباريس وهافانا “التخلف السياسي والدبلوماسي والجهل للأحزاب الحاكمة قضى على كل التاريخ الدبلوماسي العراقي، وشوه أرث رواده الكبار من عبدالرحمن البزاز إلى محمد فاضل الجمالي حتى سعدون حمادي وعبد الأمير الانباري وزيد حيدر ونجدت فتحي صفوت ومحمد الدوري”.
ولم تتم تسمية أي سفير عراقي منذ عام 2021، بسبب الصراع على توزيع حصص الأحزاب والميليشيات بين السفارات، وتم إرجاء التصويت على قائمة السفراء المرشحين داخل البرلمان، إثر خلافات على الأسماء وآلية الترشيح التي كانت بواقع 75 في المائة من خلال الأحزاب والقوى السياسية على طريقة المناصب الحكومية داخل البلاد، والنسبة المتبقية يكون الترشيح فيها من خلال وزارة الخارجية.
وقال إن “المعايير التي كانت صارمة في معهد الخدمة الدبلوماسية بوزارة الخارجية، قد أجهض عليها وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري بتعيين مجموعة من المقربين له رغم جهلهم في سفارات العراق، فيما قتلها إبراهيم الجعفري أبان سنوات رئاسته الوزارة إلى درجه جعل من وزارة الخارجية أشبه بمجلس رثاء طائفي”.
وسبق وأن أقر الجعفري الذي شهدت فترة رئاسته للحكومة ووزارة الخارجية أسوأ مراحل التاريخ السياسي في العراق المعاصر، بأن غالبية السفراء العراقيين “ليسوا من المتدربين أو المتخرجين من معهد الخدمة الخارجية التابع للوزارة”.
ولازالت تتصاعد فضيحة منح وزارة الخارجية جوازات سفر دبلوماسية لشخصيات غير حكومية، من بينهم عارضات أزياء ومشاهير على منصات التواصل الاجتماعي، من دون أن تظهر لحد الآن نتائج التحقيق بهذه الفضيحة.
وقال الدبلوماسي العراقي المتقاعد في تصريح لقناة “الرافدين” “بمجرد سرد الفضائح المعيبة التي رافقت العمل الدبلوماسي في حكومات الاحتلال منذ عشرين عاما نكتشف الضحالة الذي وصلت له سياسة المحاصصة وهي تقدم صورة متخلفة عن العراق”.
وعبر عن اعتقاده بأن فضيحة القائم بالأعمال في البحرين لن تكون الأخيرة، لأن هناك جيل من الجهلة في العمل الدبلوماسي يمثلون الأحزاب والطوائف ويسيطرون على وزارة الخارجية.
وتصاعدت تداعيات السلوك المشين الذي قام به مؤيد عبدالرحمن، حيث استبعدت البحرين أن يكون قرار استدعاء القائم بالأعمال في السفارة العراقية، يتعلق بالترتيبات الجارية في مجال النقل بين البلدين، مؤكدة أن الدبلوماسي العراقي ارتكب “مخالفات متكررة”.
وقال المتحدث الرسمي باسم مركز الاتصال الوطني الحكومي في البحرين، محمد العباسي، إن استدعاء القائم بالأعمال في سفارة العراق إلى وزارة الخارجية وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية جاء “بناء على مخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية”.
واتهم العباسي الدبلوماسي العراقي بتدخله في الشؤون السياسية الداخلية للبحرين وهو أمر “يتعارض مع مهمته الدبلوماسية في المملكة”.
وقال إن القرار “لا يتعلق بأي شكل من الأشكال بترتيبات تجارية في مجال النقل بين البلدين”، مؤكدًا “رفض المنامة التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للبحرين، وهو ما يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تنظم العلاقات بين الدول”.
والثلاثاء، استدعت وزارة الخارجية البحرينية، القائم بالأعمال في سفارة العراق لدى المنامة، مؤيد عمر عبدالرحمن، وأبلغته عن بالغ أسفها واستيائها لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية.
واستنكرت البحرين بشدة التصرف غير المقبول من قبل الدبلوماسي العراقي الذي “يتنافى مع البروتوكولات الدبلوماسية في المملكة ويتعارض مع مهامه الدبلوماسية باعتباره تدخلا مرفوضا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين.
وردا على ذلك، أعلنت الحكومة الحالية، إعادة القائم بالأعمال العراقي في البحرين إلى بغداد. فيما تحدثت مصادر إعلامية عراقية عن سلوك يفتقر الى الأدب والكياسة قام به القائم بالأعمال العراقي أثناء دعوة إفطار أقامها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
ولم يكن سلوك القائم بالأعمال في البحرين الأول في مسلسل الفضائح الدبلوماسية، فقد شهدت السنوات الماضية تصرفات لدبلوماسيين وسفراء في مختلف دول العالم أثارت الازدراء عندما استخفت بالبروتكول الدبلوماسي وعدم تقديم صورة حضارية للبلاد.
وسبق أن ظهر السفير العراقي في لبنان، حيدر البرّاك، وهو يستخدم قاذفة محمولة على الكتف، في منطقة البقاع اللبنانية خلال رحلة صيد له، ما دفع بغداد إلى إصدار بيان بإعادة السفير إلى بغداد.
وسبق قرار الاستدعاء، مشكلة للسفير ذاته مع صحافية لبنانية حاولت أخذ تصريح من وفد عراقي رسمي كان في زيارة إلى بيروت. عندما رفض السماح لها بمخاطبة الوفد وعليها توجيه السؤال له.
وفي آب 2022، أصدرت وزارة الخارجية قراراً مماثلاً بإنهاء عمل سفيرها في الأردن، حيدر العذاري وإعادته إلى بغداد، إثر صور وصفت بـ”غير لائقة” للسفير وزوجته مع المطرب اللبناني راغب علامة. ليعين بعدها في منصب دبلوماسي مرموق داخل الوزارة.
وفي العام نفسه أعلنت وزارة الخارجية في بغداد، عن قرار بإعادة دبلوماسي معتمد لديها في الأمم المتحدة، بعد التقاط الصحافيين صوراً له وهو يشاهد مباراة بكرة القدم عبر جهازه المحمول، خلال اجتماع للجمعية العمومية للأمم المتحدة يتعلق بالملف العراقي.
واتهم نجلي السفير العراقي في البرتغال، سعد محمد رضا، في 2016، بالاعتداء على فتى برتغالي في ملهى ليلي، ما تسبّب بدخوله في غيبوبة، ومحاولة السفير التستر على الجريمة. وانتهت القضية بنقل بغداد للسفير وعائلته من البرتغال إلى دمشق بعد أشهر، مع دفع تعويض مالي لعائلة الفتى المُعتدى عليه.
وسبق أن نشر الموقع الرسمي لـ “هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية”، أن “اثنين من موظفي البعثة الدبلوماسية العراقية في جنيف تورطا في عملية تهريب سجائر مستغلين صفتهما الدبلوماسية، وبلغت قيمة السجائر 2.4 مليون فرنك”.
وتورط القنصل العراقي في مدينة مشهد الإيرانية، ياسين شريف، في عام 2018، بأعمال تجارية، كان آخرها الظهور في فيديو ترويجي لصالح مركز لزراعة الشعر وتبييض الأسنان، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية إلى استدعائه وإنهاء عمله لاحقاً.
وظهر السفير العراقي لدى طهران راجح الموسوي وهو يوجّه إهانات لعدد من العراقيين من أبناء الجالية الموجودة في إيران خلال تجمّع بمناسبة دينية بعد حديث بعضهم عن سوء خدمات السفارة، ما أدى لاستدعائه إلى بغداد ومن ثم صدور بيان إقالته من منصبه.
وظهر القائم بالأعمال العراقي في موريتانيا حميد القدو، بملابس نوم غير لائقة مع مطربة محلية داخل صالة فندق، وأثارت القضية جدلاً واسعاً في العراق، دفع وزارة الخارجية إلى إعادته لمقر الوزارة في بغداد لاحقاً.
وفي يوليو من العام ذاته، تسبب تقرير في محطة تلفزيون أمريكية ظهر فيه مندوب العراق السابق في الأمم المتحدة حامد البياتي وأحد قيادي المجلس الاسلامي الأعلى، بصفته تاجر عقارات في نيويورك يتحدث عن صفقات شراء بمئات الملايين، بجدل واسع في البلاد، قاد خلالها ناشطون حملة تطالب بفتح ملفات الفساد في وزارة الخارجية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى