أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

السياسة الأمريكية لم تتعلم من درس كارثة احتلال العراق

مجلة "ديفينس ون" الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية: النتائج المدمرة لاحتلال العراق تسببت في مقتل نحو 200 ألف مدني عراقي.

بغداد- الرافدين
شكك الباحث في معهد كوينسي لفنون الحكم ويليام دي هارتونغ، في تعلم الولايات المتحدة من الدرس الأقسى في تاريخ الحروب المعاصرة بعد كارثة احتلال العراق.
وكتب هارتونغ في مقال بمجلة “ديفينس ون” الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية “إن غزو الولايات المتحدة للعراق كان أحد أسوأ كوارث السياسة الخارجية الأمريكية في القرن العشرين، وهو ما جعل البعض يدعون لإصلاحات تشريعية لمنع واشنطن من خوض حروب جديدة في المستقبل، بناء على تصورات خاطئة”.
وقال “انتهت حرب العراق وثبت أنها لم تكن نزهة كما اعتقد البعض”.
وتساءل الباحث المتخصص بالشؤون العسكرية والسياسية ومؤلف كتاب “أنبياء الحرب: لوكهيد مارتن وصناعة المجمع الصناعي العسكري” “هل تعلم الكونغرس الدروس من حرب العراق؟”، مطالبا بإلغاء حق استخدام القوة العسكرية، وعلى المشرعين أن يجدوا أدوات جديدة لكبح جماع التدخلات العسكرية في المستقبل.
وقال إن تكاليف حرب العراق لم تنته، وأن تكلفتها مع تكلفة التدخل في سوريا حتى الآن تقدر بـ 3 تريليونات دولار، وفقا لتقرير جديد بهذا الشأن.
واضاف “يشمل ذلك تكلفة الحرب المباشرة وتكلفة رعاية الجنود الذين شاركوا فيها وأسرهم”.
ولقي نحو 4600 جندي أمريكي حتفهم في حرب احتلال العراق، بينما يعاني مئات الآلاف من إصابات سواء كانت بدنية أو نفسية بسبب الحرب.
ولفت الكاتب إلى أن أكثر النتائج المدمرة لتلك الحرب فيما يتعلق بالخسائر البشرية، هو أنها تسببت في مقتل نحو 200 ألف عراقي من المدنيين.
وأوضح “بينما يتحمل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش وفريق السياسة الخارجية في إدارته المسؤولية عن إشعال حرب العراق، فإن غالبية أعضاء الكونغرس الذي صوتوا على تفويضه باتخاذ قرار الحرب يشاركونه المسؤولية أيضا.
وأضاف “تحدث الكثير من أعضاء الكونغرس ضد تلك الحرب وأصبحت قضية حرب العراق جزءا من القضايا الانتخابية لأعضاء الكونغرس في 2006 وفي الانتخابات الرئاسية عام 2008، لكنه لم يتم فعل الكثير لإجراء إصلاحات تشريعية لمنع الولايات المتحدة الأمريكية من إطلاق حروب بناء على تصور خاطئ في المستقبل”.

ويليام دي هارتونغ: انتهت حرب العراق وثبت أنها لم تكن نزهة كما اعتقد البعض

ويأتي مقال هارتونغ مع الوتيرة المتصاعدة في وسائل الاعلام الأمريكية التي اعترفت بعد عشرين عامًا بالنتائج الكارثية لاحتلال العراق وبذرائع كاذبة.
واستمرت وسائل الاعلام الغربية تقديم ما يفند العروض الزائفة التي مارستها قبل وأثناء احتلال العراق عام 2003، في محاولة متأخرة أكثر من عشرين عامًا على ترويج ذرائع كاذبة لتمرير خطة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
وباستثناء أصوات واهنة من العاملين السابقين في إدارة بوش، فقد أجمعت وسائل الاعلام الأمريكية والبريطانية ومراكز الأبحاث والدراسات في الذكرى العشرين لاحتلال العراق على خطيئة العرض الإعلامي الزائف الذي شكل لحظة فضفاضة من الغطرسة الأمريكية.
وأدانت في تقارير وتحليلات مدعومة بتصريحات لعسكريين ومحللين وخبراء، المغامرة الخاطئة بشكل مأساوي للسياسة الخارجية الأمريكية والبريطانية، وما ترتب عليها من تكلفة إنسانية ومالية باهظة تسبب بها احتلال العراق عام 2003.
وكانت الغالبية العظمى من المؤسسات الإعلامية الأمريكية والغربية قد نشرت وبكثافة المزاعم والأكاذيب التي روّجتها لها إدارة جورج بوش آنذاك، دون أي تحقيق، الأمر الذي انطبق على بقية التبريرات لاحتلال العراق.
وركزت وسائل الاعلام الغربية على العرض البصري الزائف الذي قدّمه وزير الخارجية في إدارة بوش، كولن بأول، عن أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق أمام مجلس الأمن الدولي قبل أسابيع من احتلال العراق.
وقالت ان حرب بوش وبلير على العراق جعلت الولايات المتحدة تدفع الثمن الباهظ، عندما أنفقت ما يقدر بنحو 2 تريليون دولار في العراق على مدى عقدين من الزمن، وهو ثمن بالكاد يبدأ في التعبير عن الخسائر التي لحقت بكلا البلدين.
وكتب المؤرخ العسكري والكاتب البريطاني ماكس هيستنغز “الغرور الأخلاقي رذيلة محبطة للثقافة الغربية بمجرد تذكر مزاعم احتلال العراق”.
واعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير نشر في ذكرى مرور 20 عامًا على احتلال العراق أن “الشعب العراقي هو من دفع الثمن الأعلى للغزو”. وحثّت المنظمة “أطراف النزاع على تعويض الضحايا ومحاسبة المذنبين”، لكن “الإفلات من العقاب لا يزال قائماً”.
غير أن وزارة الخارجية الأمريكية رفضت التعليق على دورها في فتح الطريق أمام إيران للهيمنة على العراق بقولها لصحيفة نيويورك تايمز “نحن لا ننظر إلى الوراء بشأن تأثير الحرب في العراق وينصب تركيزنا على السنوات العشرين المقبلة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى