أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

مدن العراق مفخخة بالألغام في اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام

منظمة "ماغ" الدولية: العراق من أكثر دول العالم تلوثًا بالألغام وجهود إزالتها ما تزال متأخرة لعقود من السنين.

بغداد – الرافدين

كشف تقرير لمنظمة “ماغ” الإنسانية الدولية التي تساعد الدول على إزالة وتدمير الألغام الأرضية والقنابل غير المنفجرة. أن العراق هو البلد الأكثر تلوثا بالألغام في العالم، وأن جهود إزالتها ما تزال متأخرة لعقود من السنين، جاء ذلك تزامنًا مع مرور عشرين عامًا على الغزو الأمريكي للعراق واليوم الدولي للتوعية بالألغام.
وقالت المنظمة الخيرية لنزع الألغام والتي تتخذ من بريطانيا مقرًا لها، في تقرير لها بالتزامن مع اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام الذي يصادف في الرابع من نيسان، إن عقودًا من النزاعات التي امتدت منذ الثمانينيات جعلت العراق حافلا بالألغام والقنابل غير المنفجرة.
ونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي للمنظمة دارين كورماك قوله “نعمل في العراق منذ العام 1992 وشاهدت بأم عيني الأثر المستمر للتلوث بالألغام الأرضية الناجم عن نزاعات عديدة، بما في ذلك غزو 2003”.

دارين كورماك: حقول الألغام في العراق ما زالت تحصد الأرواح والأطراف

وأشار إلى أن حرب 1980 إلى 1988 مع إيران، وحرب الخليج عام 1991، والنزاعات الداخلية، وغزو العراق عام 2003، كلها عوامل ساهمت في جعل هذا البلد أكثر دول العالم انتشارا للألغام”.
وأضاف أن “احتلال داعش لمساحات كبيرة، اعتبارًا من العام 2014، أدى إلى مفاقمة التلوث الواسع بالألغام البدائية وغيرها من المواد المتفجرة”.
وحذر من أن الأطفال هم غالبًا ما يكونون ضحايا للمتفجرات وأن حقول الألغام ما زالت تحصد “الأرواح والأطراف” في العراق، كما أن انتشار هذه الألغام القاتلة، تسبب عرقلة تعافي العراق بعد الحرب.
وأوضح أن “مشكلة الألغام الأرضية تعيق التنمية أيضا، وتمنع النازحين من العودة إلى ديارهم وتحبط إعادة الإعمار بعد الصراع”.
وأشار التقرير إلى أن عمال الإغاثة في العراق حذروا من أن البلاد لا تزال “في أزمة” بعد مرور عشرين سنة على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، حيث يعيش حوالي ثلث البلاد في فقر.
وأكد مرصد الألغام الأرضية (LANDMINE MONITOR)، بأن العراق من أكثر دول العالم تلوثًا من حيث مساحة المنطقة الملغومة، بالإضافة إلى التلوث بالذخائر العنقودية ومخلفات حربية أخرى.
وتشير الإحصائيات إلى أن ضحايا الألغام في العراق تجاوز الثلاثين ألفًا.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي في العراق هبة عدنان، إن “العراق يُعد واحدًا من البلدان شديدة التلوث بالأسلحة، إذ يبلغ حجم التلوث الحالي قرابة 2600 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل قرابة 364 ألف ملعب كرة قدم”.
وأوضحت أنه “على الرغم من إزالة أكثر من 50 بالمائة من المخلفات الحربية والتي كانت تغطي 6000 كيلومتر مربع من الأراضي، إلا أن خطر المخلفات المتبقية لا يزال قائمًا، حيث تعاني المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة من وجود أعداد كثيرة من المخلفات الحربية والذخائر غير المنفجرة، وتشكل تهديدا مستمرا في الأماكن التي يعود إليها المدنيون ويحاولون إعادة بناء حياتهم بعد النزاع”.
وتحتفل الأمم المتحدة الثلاثاء باليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، والذي يوافق الرابع من نيسان من كل عام، بالدعوة لسرعة إزالتها، ويأتي احتفال هذا العام في إطار حملة تحت عنوان “لا يمكن تأخير الإجراءات المتعلقة بالألغام”.
ويتأثر العراق بشدة من الألغام والذخائر غير المُنفجرة نتيجة لحرب الخليج عام 1991، والحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وعقدين من الصراع بعد الاحتلال الأمريكي للبلاد.
وعلى الرغم من مرور نحو خمس سنوات على الموعد المحدد لحسم ملف الألغام المضادة في العراق، وفق اتفاقيات دولية، ما تزال مخلفات الحروب تحصد الضحايا في البلاد خاصة في محافظة البصرة والمناطق الحدودية.
ويقول مدير الإعلام والتوعية في دائرة شؤون الألغام التابعة لوزارة البيئة مصطفى حميد إنّ “ملف الألغام مهم جدًا بالنسبة للعراق والمجتمع الدولي، بالنظر إلى الخطر الكبير الذي ما يزال يحيق بآلاف المدنيين، واستمرار سقوط الضحايا، فضلاً عما يشكله من تحدي على مستويات الإعمار والاقتصاد والتنمية في البلاد”، مبينًا أنّ “برامج إزالة الألغام تعتمد بشكل أساسي على المناحين الوطنيين والدوليين”.
وأضاف أنّ “أغلبية المنظمات الدولية العاملة في العراق كانت تحصل على منح مالية دولية، ثم تحصل على ترخيص دائرة شؤون الألغام للعمل على مستوى الإزالة والتوعية ومساعدة الضحايا، وفقًا للمعايير والضوابط الدولية”.
وأكد حميد أن “الجهود أثمرت حتى الآن عن تطهير 50 بالمائة من تلك المساحات، مع بقاء نحو 2600 كيلومتر مربع، ما يزال بعضها يشهد أعمال كشف وإزالة، وأخرى تنتظر التمويل لإطلاق عمليات تطهيرها.
وكشف مرصد العراق الأخضر المعني بالبيئة، عن وجود 25 مليون لغم أرضى ضمن الشريط الحدودي العراقي الإيراني، مبينًا أن كلفة إزالة اللغم الواحد تصل إلى 300 دولار وأصبحت بابًا من أبواب الفساد المالي.
وكشف المرصد أن الحكومات المتعاقبة بعد 2003، كانت تتبع تعليمات واشنطن الرافضة لرفع الألغام، لاعتبارات سياسية مستقبلية بين بغداد وطهران، والتي عدت بابًا للفساد الإداري والمالي.
وأكد المرصد في تقريره أن الألغام تتركز في مناطق جنوب البلاد، مضيفًا أن مدن شمال العراق هي الأخرى لا تخلو من الألغام.
ويتجاوز عدد سكان العراق 40 مليون نسمة وفق إحصاء رسمي، فيما تقطن آلاف العائلات في مناطق غير مأهولة وملوثة بالألغام خلافا للقانون، بسبب عدم قدرتهم المالية على شراء أو تأجير العقارات.

الألغام الأرضية تمنع النازحين من العودة لمناطقهم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى