أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

النازحون في العراق.. صراع البقاء مع ظروف الحياة وتقلبات الجو وأكاذيب الحكومات

حكومة الإطار التنسيقي تتنصل من تعهداتها بإنهاء ملف النازحين رغم وعودها الكثيرة.

الأنبار – الرافدين
أظهرت مشاهد تداولها ناشطون عراقيون غرق خيم النازحين في مخيمات النزوح في محافظة الأنبار بمياه الأمطار. وطالب النازحون الحكومة بإعادتهم لمناطقهم الأصلية والتعامل بجدية مع ملفهم وإنهاء نزوحهم المستمر منذ عشر سنوات.
وتتجدد معاناة النازحين مع كل موجة أمطار تضرب البلاد بسبب تهالك الخيم وونقص في مستلزمات العيش الأساسية وغياب الخدمات في المخيمات، رغم المناشدات الكثيرة.
ودعا مرصد “أفاد” الحقوقي الجهات الحكومية ووزارة الهجرة لتحرك فوري وعاجل لإغاثة سكان المخيمات الغارقة من جراء موجة الأمطار الغزيرة التي شهدها العراق.
وقال المرصد إن مخيمات بزيبز وعامرية الفلوجة في حالة سيئة وناشدت من يستطيع المساعدة بإغاثتهم.
ملف النازحين ليس بالجديد وعلى الرغم من الوعود الحكومية بإنهائه إلا أن سيطرة الميليشيات على مناطق النازحين وعدم جدية الحكومة يحول دون ذلك.
وكانت وزيرة الهجرة إيفان جابرو أعلنت بأن ملف النزوح سوف ينتهي خلال ستة أشهر ضمن برنامج حكومة السوداني. إلا أن الوزارة أقرت بصعوبة إنهاء الملف بعد فشلها في إعادة المهجرين ماعده مراقبون كذبًا صريحًا وتنصلًا من التعهدات التي أعطتها الحكومة.
أكدت وزارة الهجرة والمهجرين، أن هناك أكثر من مليون شخص لا يزالون نازحين داخل المخيمات وخارجها، رغم البرنامج الحكومي لإغلاق ملف النزوح خلال الأشهر الستة القادمة.
وقالت وزيرة الهجرة والمهجرين، إيفان فائق جابرو، إن 40 ألف عائلة لا تزال نازحة في العراق، جزء منها يعيش خارج المخيمات، والجزء الآخر يعيش في 29 مخيمًا نظاميًا ومخيمات أخرى عشوائية.
وأضافت الوزيرة، أنها لا تمتلك القدرة لإعادة العائلات النازحة، في حال استمرار دمار المنازل والبنى التحتية، فضلاً عن غياب الأمن في تلك المناطق.
وسبق أن أكد قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق أن وزارة الهجرة الحالية لا تعترف بمسؤوليتها تجاه النازحين.
وذكر في تقرير صدر في شهر شباط الماضي “رغم توقف أعمال العنف في المحافظات المنكوبة منذ سنين، ما تزال القوات الحكومية والميليشيات الولائية تمنع أهالي تلك المحافظات من الرجوع لمنازلهم بحجج عدة، ودخلت أزمة النزوح الكبرى الشتاء التاسع وسط تواصل الإهمال الرسمي وتراجع الجهد الإغاثي، وما يزال نحو مليون و300 ألف نازح يعيشون أوضاعا مأساوية صعبة في المخيمات”.
وانتقد ناشطون وزارة الهجرة والمهجرين على إهمالها لملف النازحين من دون إجراءات عملية لإغلاقه.
الكاتب الصحفي إياد الدليمي قال معلقًا على غرق مخيمات النزوح “تُرى ماذا يمكن أن يخطر على بال ممثلي السُنة في البرلمان وهم يشاهدون هذه الصور؟ كيف هي ردة فعل رئيس الحكومة الذي اعترف بأن عودة النازحين لديارهم حق وليس منّة؟”
وأضاف الدليمي “إلى متى سيبقى هؤلاء المساكين يسمعون جعجعات دون أن تُكحل عيونهم برؤية ديارهم؟”.
الباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي انتقد الوزيرة لإهمال واجباتها تجاه النازحين، قائلا “وزيرة الهجرة والمهجرين تنشر نشاطاتها في المخيمات -بلعب الطائرة أو المحيبس- تاركة دورها في بإعادتهم وإغاثتهم وتلبية احتياجاتهم خاصة مع موجة الأمطار الغزيرة هذه الأيام”.
وتساءل الطائي “هل سيُقيلها السوداني مع التغيير الوزاري الذي يتحدث عنه يا تُرى؟”.
ويمثّل إنهاء ملف النزوح أحد تعهدات حكومة السوداني، لكن الإهمال الحكومي مستمر لهذا الملف وسط حديث تصاعد أخيرا من قبل قوى سياسية عن إمكانية تراجع السوداني عن وعوده بتنفيذ التعهدات.
يقول الناشط السياسي أحمد الحديدي إن الاشتراطات التي أخذتها القوى السياسية السنية لصالح جمهورها، لم تكن مضمونة، لذا فإن تنفيذها محل شك كبير.
وأضاف الحديدي أن “نفس المطالب كانت موجودة إبان تحالف البناء عام 2018 خلال تشكيل حكومة عادل عبد المهدي، ولم تنفذ منها شيئًا. واليوم نحن أمام سيناريو وشيك آخر ومماثل

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى