أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

عصابات الفساد وزبائنية الأحزاب والميليشيات تحرم بابل من الخدمات

محمد شياع السوداني يوعز بتشكيل لجنة برئاسة وزير التخطيط الحالي محمد تميم، المتهم بقضايا فساد للتحقيق في تردي الخدمات وهدر المال العام وفساد مشروع مجاري الحلة الكبير.

بابل – الرافدين
رفع غياب الخدمات عن محافظة بابل منسوب الجدل في الشارع العراقي برمته نظرًا لما تتعرض له هذه المحافظة أسوة بالمحافظات الأخرى، من إهمال كبير في مشاريع البنى التحتية التي يتلاعب بأموالها مافيات الفساد وزبائنية الأحزاب والميليشيات ولصوص الدولة عبر صفقات سياسية.
وتشهد محافظة بابل أزمات متكررة في الخدمات والمشاريع الخدمية عانى منها المواطنون لسنوات، جراء استشراء الفساد في البلاد والصراعات السياسية، الأمر الذي عمّق من آثار الأزمات في المحافظة.
وكانت الأمطار الأخيرة التي شهدتها المحافظة خلال نيسان الحالي، فاقمت من معاناة المواطنين فيها، حيث ظهرت المحافظة وهي عبارة عن بركة مياه، ما جعل أوضاعها عرضة للغضب والسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع السلطات المحلية في بابل إلى الإقرار بافتقار 96 بالمائة من مناطق المحافظة إلى شبكات الصرف الصحي.

وسام أصلان الجبوري: تغيير أربعة محافظين خلال أربع سنوات منذ العام 2019، يعد أحد أهم أسباب تراجع ملف الخدمات في بابل
وأشار محافظ بابل الحالي، وسام أصلان الجبوري، إلى أن تغيير أربعة محافظين خلال أربع سنوات منذ العام 2019، يعد أحد أهم أسباب تراجع ملف الخدمات في المحافظة.
وأوضح أن تراجع الخدمات المقدمة للمواطنين وعدم إكمال المشاريع نتيجة لعدم الاستقرار السياسي الذي غاب لأعوام طويلة.
وتحتاج بابل إلى أكثر من 4 تريليونات دينار للنهوض بواقعها في ظل عدم وجود بنى تحتية، بحسب الجبوري.
وأوضح الجبوري، “هناك مشروع يراوح مكانه منذ العام 2010 وهو مجاري الحلة الكبير الذي لم تساعد الخلافات السياسية على إكماله منذ أكثر من 12 عامًا”.
وقال في تصريحات صحفية، إن المحافظة “مخدومة بنسبة 6 بالمائة فقط بمنظومة المجاري، وهذا أيضًا أحد أهم الأسباب الرئيسة لتراجع المستوى الخدمي، إذ تم تأجيل العديد من المشاريع التي تخدم المواطنين كإكساء الطرق والأحياء السكنية”.
وقال النائب في البرلمان الحالي أمير المعموري، إنّ غياب الخدمات وتلكؤ المشاريع التي لم تكتمل والتي بلغت قرابة 500 مشروع، يعود إلى عدم إيقاف الفساد المستشري في المحافظة، ملمحًا إلى وجود جهات تستحوذ على القطع السكنية والأراضي وإحالة المشاريع إلى جهات غير رصينة.
أمير المعموري: غياب الخدمات وتلكؤ 500 مشروع لم تكتمل يعود إلى عدم إيقاف الفساد المستشري في بابل
وتحوم شبهات الفساد وهدر المال العام حول مشروع مجاري الحلة الكبير، خاصة بعد غرق المحافظة خلال الأمطار الأخيرة التي اجتاحت البلاد.
وتهكم عراقيون حول جدوى دعوة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، لتشكيل لجنة برئاسة وزير التخطيط الحالي، محمد تميم، المتهم بقضايا فساد إبان توليه وزارة التربية سابقًا، للتحقيق في تردي الخدمات وهدر المال العام وفساد مشروع مجاري الحلة الكبير.
ويتسبب الفساد في محافظة بابل بتعطيل المشاريع، ما أدى إلى تدهور الخدمات مثل الطرق والمدارس والمستشفيات. وأنتج تأثيرًا سلبيًا على المجتمع واقتصاد الدولة.
وقال المهندس قحطان خميس من محافظة بابل، إن “بابل ابتليت بفساد المشاريع ونهب أموالها”، موضحًا أن “تلك المشاريع تنجز من دون شفافية وسط غياب المساءلة المطلوبة”.
وأشار إلى عدم وجود آليات رقابية فعالة، وأن الرشوة والتحيز وتوزيع الأموال بطريقة غير عادلة، هو السائد في مفاصل المحافظة ومسؤوليها.
واجتاح خلال الأيام الماضية هاشتاك #بابل_منكوبة مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أظهرت صور متداولة تردي البنى التحتية وغرق المحافظة ومرافقها الصحية، وسط غضب شعبي في المحافظة جراء هذه الأوضاع.
وكانت هيئة النزاهة، قد كشفت في وقت سابق تورط عشرات المسؤولين المحليين في بابل بقضايا فساد ونهب للمال العام بمبالغ كبيرة، واستغلال مناصبهم لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية، لافتةً إلى أنّ ما يزيد عن أربعين بالمائة من الموازنة العامة للمحافظة كانت تخصص في مشاريع وهمية في السنوات الأخيرة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى