غسيل السمعة السياسي لا يبرئ قيس الخزعلي من المجازر الطائفية والسرقات
مراقبون سياسيون يجمعون على أن تقديم زعيم ميليشيا العصائب لنفسه بواجهة سياسية في حوار تلفزيوني مدفوع الأجر، لا يغير من حقيقة تأريخه الطائفي.
بغداد – الرافدين
حاول زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي المتهم بجرائم تصفية وتغييب مئات الآلاف من العراقيين على الهوية ونشطاء ثورة تشرين، تقديم نفسه بواجهة سياسية في استعراض لا يمكن أن ينطلي على العراقيين.
وتضمنت تصريحات الخزعلي التلفزيونية، اعترافات ضمنية بوجود مغيبين في مناطق الصقلاوية وبزيبز، فضلًا عن إقراره بمسؤولية ميليشيا كتائب حزب الله عن منطقة جرف الصخر التي هجر أهلها منذ نحو تسع سنوات.
وقدم الخزعلي نفسه في الحوار التلفزيوني بطريقة السياسي باستخدام لغة ناعمة، وليس كمجرم الميليشيات الذي طالما مارس التهديد بالتصفية الجسدية والقتل على الهوية، بذريعة الحفاظ على المذهب.
وأجمع عراقيون في تعليقات على منصاتهم على أن حديث الخزعلي مجرد عرض إعلامي للتسويق السياسي لا أهمية له، فتاريخه القريب عبارة عن مجازر وسرقات، فضلًا عن كونه ورقة محروقة سياسيًا وإرهابيًا إلا عند ميليشيات وأحزاب إيران في العراق التي شكلت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
وأكدوا على أن سيرة الخزعلي المليئة بمجازر القتل على الهوية مع عناصر ميليشيا العصائب، لا يمكن أن تغير من نظرة العراقيين إليه، مع كل المزاعم التي أطلقها في حوار تلفزيوني كخدمات إعلامية مدفوعة الأجر.
وأثارت مزاعم الخزعلي بأن أعداد المغيبين الشيعة أكثر من أعداد المغيبين السنة، سخرية الشارع العراقي، حيث أراد الخزعلي بتصريحاته تزوير التاريخ بالقسم الكاذب، إذ تسيطر عليه النزعة الطائفية في عملية القتل على الهوية وفق معادلة النائبة حنان الفتلاوي المشهورة، التي زعمت فيها بصلف بأن مقابل كل سبعة يقتلون من الشيعة يجب أن نقتل سبعة من السنة!.
ولا تزال عائلات المغيبين قسرًا تطالب بالكشف عن مصير ذويها الذين غيبتهم ميليشيا العصائب التي اتهمتها منظمة العفو الدولية بخطف وقتل المدنيين في المدن المنكوبة تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
واستهدفت ميليشيا العصائب المنضوية في الحشد الشعبي ناشطين وصحافيين بالاغتيال والاختطاف، فضلًا عن سرقة وتفكيك مصفى بيجي وتهريب معداته إلى إيران.
وقبل أن يشكل الخزعلي ميليشيا العصائب المرتبطة عضويًا بفيلق القدس الإيراني، كان واحدًا من زعماء الحرب الطائفية التي شهدها العراق بين عامي 2006 و2007 من خلال موقعه في ميليشيا جيش المهدي التي كان لها الحصة الأكبر في قتل المدنيين على الهوية ومهاجمة الأحياء السكنية في بغداد.
وتسبب اختلاف على توزيع الحصص بينه وبين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الانشقاق وتشكيل ميليشيا العصائب بدعم مالي وتدريبي من الحرس الإيراني.
وتنتشر تسجيلات على مواقع الإنترنت تُثبت تورط الخزعلي بجرائم إبادة ضد المدنيين، يمكن من خلالها محاكمته من قبل أية محكمة دولية بتهمة الإبادة الجماعية كما كان هو حال الزعماء الصرب في البوسنة.
وأدرجت، وزارة الخزانة الأمريكية ميليشيا العصائب على لائحة الإرهاب في كانون الأول 2019، كما أدرجت الخزعلي وشقيقه ليث أحد قادة ميليشيا العصائب على اللائحة على خلفية تورطهما في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، واصفة إياهما بـ “وكيلين عنيفين” لإيران وأنهما تلقيا التمويل وحصلا على التدريب من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
ويرتبط قيس الخزعلي بإحدى لجان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني التي وافقت على استخدام العنف المميت ضد المتظاهرين بغرض الترهيب العام.
وخلال احتجاجات ثورة تشرين أواخر عام 2019 في العديد من مدن العراق، فتحت ميليشيا العصائب النار على المتظاهرين، كما لاحقت نشطاء ثورة تشرين في عمليات اغتيال واختطاف.
وشاركت ميليشيا العصائب في محافظة ديالى في عمليات الاختفاء القسري والاختطاف والقتل والتعذيب على نطاق واسع، واستهدفت العراقيين على الهوية من دون التعرّض لعقاب.
بالإضافة إلى ذلك، كانت لقيس وليث الخزعلي أدوار قيادية في هجوم كانون الثاني 2007 على مجمّع حكومي في كربلاء.
وتحولت تصريحات الخزعلي إلى موضع تهكم في تعليقات المراقبين السياسيين معتبرين أن غسيل السمعة السياسي الذي قدم فيه نفسه في حوار تلفزيوني مدفوع الأجر، لا يغير من حقيقة تاريخه الطائفي.
وتساءل المحلل السياسي شاهو القره داغي بشأن ادعاء الخزعلي بأنه يهدف إلى وصول العراق إلى مرحلة الدول الناجحة، بقوله “وما هي الخطوات لتحقيق هذا الهدف؟” في إشارة لميليشياته التي تغلغلت سطوتها داخل مفاصل الدولة بالقتل والتهديد.
وقال الصحفي العراقي عثمان المختار “قيس الخزعلي فكك مصفى نفط كامل وسرقه ولم يسأله أحد” في إشارة إلى سرقة مصفى بيجي من قبل ميليشيا العصائب.