أخبار الرافدين
بلاد النهرين عطشىتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

في يوم الأرض العالمي.. بلاد الرافدين جفاف وتصحر وتلوث

خبراء بيئيون: وصول نسب التلوث في الأنهار إلى 90 بالمائة نتيجة طبيعية للإهمال الحكومي

بغداد – الرافدين
يحتفل العالم من كل عام في 22 من شهر نيسان بيوم الأرض العالمي لزيادة الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية مثل تغير المناخ وزيادة نسبة التلوث في الجو لوضع سياسات تساعد على الاستدامة البيئية.
وتأتي الذكرى الـ 53 ليوم الأرض وقد اعترفت الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 بخطر الجفاف وما يترتب عليه من كوارث على العراق وشعبه مع استمرارها بإهمال الملف من غير اتخاذ أي إجراء للحد منه.
وحذرت وزارة الموارد المائية الحالية، من أن مؤشر الجفاف في العراق بلغ 3.7 درجات من أصل خمس درجات، واصفة هذا المؤشر بالخطير.
وقال وكيل وزارة البيئة جاسم الفلاحي، إن تصاعد نسب الجفاف والتناقص غير المسبوق في التساقط المطري فاقم التصحر وتزايد العواصف الرملية وقلص الرقعة الزراعية،ما تسبب ببروز مشكلات تتعلق بالأمن الغذائي والاجتماعي.
وبين الفلاحي أن الإجراءات الحكومية في خفض الانبعاثات الكربونية المصاحبة لاستخراج النفط التي تسببت بارتفاع درجات الحرارة وتفاقم التلوث البيئي في العراق لم تثمر شيئًا.
وسبق أن اعترفت الوزارة أن العراق فقد 70 بالمائة من خزينه المائي ما يكشف فشل السياسات الحكومية في ملف البيئة لاسيما التصدي لظاهرة التصحر في المحافظات الجنوبية في ظل هجرة سكان الأهوار والأرياف.
يقدر خبراء بيئيون المساحات المغمورة بالمياه حاليًا بنحو 25 في المائة من المساحة الكلية للأهوار نتيجة لغياب التام للاستراتيجيات والسياسات المائية الرشيدة، حيث بلغت إيرادات العراق الكلية من المياه عام 2019 ما يقرب من 100 مليار متر مكعب لكنها أهدرت، الأمر الذي انعكس على السكان وأعمالهم الزراعية.
الأكاديمي المتخصص في شؤون المياه الدكتور نظير عباس الأنصاري، قال إن إدارة الموارد المائية السيئة واحدة من أهم أسباب التدهور المائي والبيئي والزراعي.
ومن المشكلات الكبرى التي يشار لها في اليوم العالمي للأرض والتي يعاني العراق منها مشكلة الانبعاثات الملوثة للبيئة التي تزيد من درجة حرارة الأرض والتغير المناخي.
وإضافة للخسائر المالية لحرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط فإن الانبعاثات الصادرة فاقمت المشكلة البيئية وجعلت العراق من الدول الأكثر تلوثًا في المنطقة.
وكان وزير النفط السابق عصام الجلبي قد قال إن العراق أصبح من أكثر دول العالم تلوثًا نتيجة حرق الغازات المصاحبة لاستخراج النفط وعدم الاستفادة منها.
وأكد الجلبي أنه رغم تلقي العراق أكثر من 1500 مليار دولار من عائدات النفط منذ عام 2003 إلا أنه لم يتوجه للاستفادة منها بالإعمار أو إحداث منظومة تستفيد من الغاز المصاحب لعميات استخراج النفط بدلاً من إحراقه.
وتعد الانبعاثات الناتجة من حرق الغاز من أسباب تزايد نسب الإصابة بالأمراض السرطانية، وتشير تقارير وزارة الصحة، إلى ارتفاع نسب مرضى السرطان خلال الأعوام الأخيرة نتيجة انتشار الملوثات.
ووصل تلوث الأنهار إلى نسب عالية جدًا نتيجة غياب منظومات تصريف المياه على الرغم من الإعلان عن مشاريع كثيرة لتطوير منظومة الصرف الصحي.
وكشف مدير عام الدائرة الفنية في الوزارة، عيسى الفياض، أن نسبة تلوث الأنهار بلغت 90 بالمائة بسبب تصريف مياه الصرف الصحي.
وقال إن البنى التحتية في بغداد تستوعب من 3-4 ملايين مواطن، في حين أن العاصمة فيها ما يقارب 8 ملايين، لهذا فإن كل محطات الأمطار تحولت إلى محطات للصرف الصحي وترمي المياه إلى الأنهر دون معالجة، وأحيانا محطات الأمطار تكون قريبة من مأخذ مياه الشرب.
وير خبراء بيئيون أن هذا الإعلان الخطير هو تحصيل حاصل مع انخفاض مناسيب الأنهر بسبب قلة الإطلاقات المائية المنبع بالتزامن مع 3 مواسم جافة جراء تسارع مراحل التغيير المناخي نتيجة الاحترار العالمي.
ويضيف خبراء إن هذه العوامل الطبيعية تضافرت مع اللامبالاة الإدارية لملف التلوث البيئي وتهالك منظومات معالجة مياه الصرف الصحي وعجزها عن استيعاب مخلفات السكان.
ونتيجة الجفاف والتلوث والإهمال الحكومي والفساد تراجعت المساحات المزروعة في العراق بشكل كبير فمن 32 مليون دونم صالحة للزراعة، 18 مليون دونم هي المستغلة فقط، بعد أن كانت تستثمر كلها قبل 2003.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى