أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

التخادم الأمريكي الإيراني يكشف عن أحدث صوره في مؤتمر “منتدى العراق”

قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين: مصالح الولايات المتحدة وإيران في العراق والمنطقة مشتركة، وإن اختلفت الأهداف والنهايات لكل منهما.

عمان- الرافدين
قال قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق: إن ما جرى في “منتدى العراق”؛ يؤكد مرة أخرى على ما كانت، وما زالت، هيئة علماء المسلمين تشدد عليه؛ بأن مصالح الولايات المتحدة وإيران في العراق والمنطقة مصالح مشتركة، وإن اختلفت الأهداف والنهايات لكل منهما.
وأوضح القسم في تصريح صحفي أصدره في السابع من أيار، أن العاصمة بغداد شهدت مؤتمرًا استمر ثلاثة أيام تحت مسمى “منتدى العراق” بمشاركة رئيس حكومة الاحتلال التاسعة، ومسؤولين آخرين وقيادات من ميليشيات الإطار التنسيقي، بحضور مسؤولين أمريكيين وغيرهم، في مقدمتهم سفيرة واشنطن لدى حكومة بغداد ألينا رومانوفسكي، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف.
وبيّن قسم الإعلام في الهيئة أنه في الوقت الذي يواصل رصد المشهد العراقي وما فيه من تطورات وأحداث وتداعيات؛ فإنه يرى أن هذا المنتدى الذي عُقد تحت ذريعة انقضاء ستة أشهر على تشكيل حكومة بغداد الحالية؛ لم يأتِ بجديد بشأن الملف العراقي على مستوياته كافة، السياسية والاقتصادية ومشكلة الطاقة والتغيرات المناخية، وغيرها من المحاور التي أعلنت عنها الجهة المنظمة.
وأضاف أن النقاشات التي جرت في جلساته لم تثمر حلولًا منطقية لأزمة العراق ومشكلاته المستمرة، إلا ما كان في سياق الخطاب المفعم بالتبرير والتدليس، ومحاولات الترقيع غير المجدية، فضلًا عن المستوى العاطفي في الطرح الذي يراد من ورائه تضليل الشعب العراقي بمنجزات وهمية ليس لها أثر على الأرض.
وسلّط تصريح قسم الإعلام الضوء على مشاهد التقارب بوجهات النظر والأهداف بين أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي التي لم تمل من ترويج الأكاذيب بشأن مزاعمها المستمرة في المشاركة في أعمال المقاومة العراقية، وبين الإدارة الأمريكية التي ما تزال تكشف عن تناقضاتها مرة أخرى في المشهد العراقي بشأن خلافها مع إيران، التي تحرك أحزاب الإطار وقادته؛ فتجتمع مع المتورطين بـ “الإرهاب” من قادة الميليشيات والأحزاب المرتبطة بإيران في مساحات مشتركة، عن طريق سفيرة واشنطن ببغداد ونائبة وزير الخارجية الأمريكي، اللتين حضرتا أعمال المنتدى؛ في الوقت عينه الذي تنادي فيه بمحاربة الإرهاب في العراق والمنطقة؛ مضيفًا أن المنتدى قدّم قيس الخزعلي زعيم ميليشيا العصائب متحدثًا رئيسًا في إحدى الجلسات، وهو المتورط بجرائم حرب لا تحصى بدوافع طائفية، وجرائم ضد الإنسانية انتُهِكَت فيها مواثيق حقوق الإنسان كافة وعلى مدى سنوات طويلة.
ولفت القسم إلى أن منصات ووسائل إعلام مقربة من حكومة الاحتلال التاسعة حاولت تبرير هذه الفضيحة بالقول “إن الجلسة التي حضرتها المسؤولتان الأمريكيتان مغايرة لتلك التي تحدث الخزعلي فيها” مشيرًا إلى أن هذا الأمر مدعاة للسخرية؛ لأن برنامج المنتدى معروف سلفًا للمشاركين فيه، والمتحدثون في الجلسات معروفون سابقًا لدى جميع المشاركين، فضلًا عن أن المشاركة في جلسة يكون أحد “الخصوم” متحدثًا في أختها؛ لا يخرجها عن كونها مشاركة في المنتدى ككل، وسببًا في دعمه، واتفاقًا على مخرجاته.
وأكّد قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق أن ما جرى في “منتدى العراق”؛ يؤكد مرة أخرى على ما كانت الهيئة تشدد عليه؛ بأن بين الولايات المتحدة تخادمًا على المستويات كافة، وأن ما يتبادلانه من تصريحات، حتى هذه اللحظة، لا تخرج عن كونها مقاربات تغطي على كثير من التفاصيل التي تجري في العراق والمنطقة، وتعمل على تمديد أمد أزماتها بدلًا من حلها.
وكان موقع “لونغ وور جورنال” الأمريكي، قد انتقد مشاركة السفيرة الأمريكية في بغداد، ألينا رومانوفسكي، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في منتدى العراق، بحضور ومشاركة زعيم ميليشيا العصائب، قيس الخزعلي في المنتدى كمتحدث رئيس، رغم تصنيفه من جانب وزارة الخارجية الأمريكية بأنه إرهابي ومسؤول عن تسليح وتدريب وتشكيل الميليشيات المدعومة من إيران والمسؤولة عن استهداف وقتل الجنود الأمريكيين في العراق، وأبرزها حادثة إسقاط مروحية عسكرية بريطانية وشن هجوم على مقر محافظة كربلاء أدى لمقتل 5 جنود أمريكيين، بعد وقوعهم في الأسر.
ويحاول الخزعلي المتهم بجرائم تصفية وتغييب مئات الآلاف من العراقيين على الهوية ونشطاء ثورة تشرين، تقديم نفسه بواجهة سياسية في استعراض لا يمكن أن ينطلي على العراقيين.
وأجمع عراقيون في تعليقات على منصاتهم على أن حديث الخزعلي مجرد عرض إعلامي للتسويق السياسي لا أهمية له، فتاريخه القريب عبارة عن مجازر وسرقات، فضلًا عن كونه ورقة محروقة سياسيًا وإرهابيًا إلا عند ميليشيات وأحزاب إيران في العراق التي شكلت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
وأكدوا على أن سيرة الخزعلي المليئة بمجازر القتل على الهوية مع عناصر ميليشيا العصائب، لا يمكن أن تغير من نظرة العراقيين إليه، مع كل المزاعم التي يطلقها في حوارات تلفزيونية كخدمات إعلامية مدفوعة الأجر أو في مشاركته بندوات مع سفراء ومسؤولين دول أخرى.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى