أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

مرة أخرى، بلاسخارت تخون الأمانة الوظيفية والأخلاقية في تجميل الفشل السياسي في العراق

لم تقدم الممثلة الخاصة للأمين العام ما يتوجب عليها من عرض حقائق الفساد والصراع على المغانم بين القوى السياسية الحاكمة وسلاح الميليشيات خارج الدولة، ومصادرة الأصوات الرافضة للطبقة السياسية وقمعها، وأكتفت برسائل أمل وهمية عن دور مفترض تقوم به حكومة السوداني.

بغداد- الرافدين

خانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، الأمانة الوظيفية والإنسانية، عندما اضفت على حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني شرعية سياسية ووطنية زائفة، وتناست عن عمد معاناة العراقيين والرفض الشعبي المتصاعد لعملية سياسية ثبت فشلها منذ عشرين عامًا.
وأثارت احاطة بلاسخارت مساء الأربعاء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ازدراء العراقيين وغضبهم عندما تخلت عن الأمانة الأخلاقية قبل الوظيفية التي منحت لها من قبل المجتمع الدولي، وقدمت صورة غير عادلة وبلا ضمير للوضع السياسي القائم في العراق.
ولم تقدم الممثلة الخاصة للأمين العام ما يتوجب عليها من عرض حقائق الفساد والصراع على المغانم بين القوى السياسية الحاكمة وسلاح الميليشيات خارج الدولة، ومصادرة الأصوات الرافضة للطبقة السياسية وقمعها، وأكتفت برسائل أمل وهمية عن دور مفترض تقوم به حكومة السوداني.
وأثارت سخط العراقيين عندما طالبت العالم النظر إلى حكومة محمد شياع السوداني، بإيجابية.
وتناست الصورة السوداوية التي عرضتها أمام مجلس الامن في تشرين الأول الماضي عندما قالت إن الشعب العراقي أصيب بخيبة أمل من الطبقة السياسية الفاسدة وصلت إلى عنان السماء. زاعمة أن حكومة السوداني، ملتزمة بالتصدي للفساد المستشري وسوء تقديم الخدمات العامة وارتفاع مستويات البطالة.
وعد العديد من المراقبين إحاطة بلاسخارت أشبه بكلمة خطابية معدة في داخل حكومة الإطار التنسيقي للإطراء على السوداني، وإيهام الرأي العام، بأنه يمثل نوعًا من الحل بعد فشل وفساد سياسي متراكم منذ عشرين عامًا.
وأجمع مراقبون سياسيون عراقيون على أن إحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام أكثر من خيانة للضمير المهني والأخلاقي، وإنها تُكثر من مجاملة السياسيين حينما تلتقيهم وليست جادة في طرح الأزمات والتجاوزات.
وتساءل الإعلامي العراقي محمد الجميلي عن جدوى عرض بلاسخارت في إحاطتها السماح بالتفاعل الصحي بين المعارضة والائتلاف الحاكم.


محمد الجميلي: أي أهمية لإحاطة بلاسخارت لم تذكر الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في العراق

وقال “هل يمكن أن تخبرنا بلاسخارت أين هذه المعارضة، أين مقراتها، أين وسائل إعلامها، أين قادتها، فمازال مكتب النائب سجاد سالم يتعرض للهجوم الآن من قبل ميليشيا الحشد بسبب تصريح له أزعجهم، فعن أي معارضة تتحدث ببطر”.
وأضاف “أي أهمية لإحاطة لم تذكر الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في العراق، مع انها عددت عوامل عدم الاستقرار”.
فيما كتب المعلق السياسي مصطفى سالم “لم تبق شخصية فاسدة في العراق الا وكانت لها صورة مع بلاسخارت، التي تكذب حين تقول ان حكومة السوداني تحارب الفساد”.
وكانت بلاسخارت قد اعترفت في أحاطتها بما غلف العملية السياسية القائمة في العراق من عوامل مثل الفساد وضعف الحوكمة ووجود جهات مسلحة خارج إطار الدولة والإفلات من العقاب والسياسة الفئوية وسوء تقديم الخدمات وعدم المساواة والبطالة والاعتماد المفرط على النفط. من دون أن تتهم أي من الطبقة السياسية الحاكمة وميليشياتها.
وقدمت الممثلة الخاصة للأمين العام صورة مزيفة لمجلس الأمن عن حكومة الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحتها الميليشيات الولائية، عندما زعمت بأن حكومة السوداني “أظهرت عزمها على التصدي لعدد من القضايا الملحة، حيث تركز على أولوياتها الأساسية وتحاول تفادي عوامل تشتيت الانتباه التي يمكن أن تهدد بزعزعة الاستقرار السياسي السائد”.
ولم تذكر بلاسخارت مثالاً واحداً عن عزم السوداني، فيما لصوص سرقة القرن طلقاء وبقيت أموال الدولة مهدورة، بينما السلاح المنفلت للميليشيات يسيطر على الشارع ويفرض سطوته على القرار الحكومي.
وتذرعت في دفاعها غير العادل عن الحكومة في العراق بأنه “لا يزال الوقت مبكراً، وليس لدينا بلورة سحرية للتنبؤ بالمجهول، والذي يمكن أن يشمل ظهور عوامل إرباك محتملة”.
وأضافت في نوع من قبول الوضع على ماهو عليه “ما نعرفه بالتأكيد هو أن أي حكومة في هذا الوضع تحتاج وقتاً، وهذا بحد ذاته يشكل تحدياً بالفعل. وفي ظل قلة أو انعدام التسامح مع العودة إلى الوضع القائم الذي كان سائداً قبل تشرين الأول 2022، فإن الحقيقة القاسية هي أنه لا يوجد وقت نضيعه”.

مصطفى سالم: لم تبق شخصية فاسدة في العراق الا وكانت لها صورة مع بلاسخارت، التي تكذب حين تقول ان حكومة السوداني تحارب الفساد

وقدت ممثلة الأمين العام صورة واهنة عن الخلافات المتصاعدة بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة في محاصصة مكشوفة لتوزيع المناصب والامتيازات، مع أنها اعترفت بوجود “خلافات ونزاعات بين أحزاب ائتلاف إدارة الدولة المشكل لحكومة الإطار التنسيقي” إلا أنها قالت “إن الأمر بسيط للغاية: تتطلب الموازنة بين الآراء والمصالح المختلفة والمتعددة تسويات مستمرة.” ثم عادت لتقول في تناقض مكشوف “الحقيقة هي أن العراق لديه قائمة مهام مكتظة، ولن تساعد الإجراءات الضيقة أو الحزبية في إنجازها”.
وأكدت على أن الإصلاحات التي أصبحت الحاجة ماسة إليها، لن تتجذر إذا خنقت بالأعشاب الضارة من المحسوبية والكسب غير المشروع. فإن لمؤسسات الدولة المستقلة أهمية بالغة. ولا يمكن لأي تدريب أو بناء قدرات أو برنامج مساعدة فنية مكافحة الأثار السيئة للتدخل السياسي.
ويرى مراقبون أن هذا الكلام التنظيري غير فعال بالعمل السياسي من دون أن تقوم ممثلة الأمين العام بتشخيص “الأعشاب الضارة” التي ذكرتها والتي يؤشر عليها العراقيون بشكل دائم، بينما تقوم بلاسخارت بمجاملة الفاسدين ولصوص الدولة والدفاع عنهم في إحاطتها لمجلس الأمن الدولي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى