الكهرباء في العراق.. غياب مستدام!!

بغداد – الرافدين
عبر عراقيون عن امتعاضهم من تهالك منظومة الكهرباء مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وأعاد مشهد انقطاع التيار الكهربائي وسقوط الأعمدة والأسلاك الكهربائية نتيجة العواصف سيناريو إخفاقات الحكومات المتعاقبة في حل معضلة الكهرباء المستمرة والاكتفاء بالوعود الكاذبة بتحسين واقع الكهرباء.
وانتشرت مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي والتي عبر من خلالها العراقيون عن سخطهم من انقطاع الكهرباء وسوء الصيانة والرقابة من قبل الجهات المعنية.
وسلط برنامج صوتكم الذي يعرض على قناة الرافدين الفضائية الضوء على شكوى ومناشدات المواطنين الذين يعيشون ألونًا مختلفة من أشكال المعاناة مع وزارة الكهرباء.
وأظهرت مشاهد على برامج التواصل الاجتماعي سقوط الكثير من أعمدة الكهرباء في الطريق الرابط بين ناحية الطليعة ببابل وقرية الحمام بالنجف إثر عاصفة ترابية قطعت التيار الكهربائي في الكثير من المناطق.
وطالب السكان بإيجاد حل لمعاناتهم بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
وانتقد سكان مدينة الديوانية التجاهل الحكومي لمناشداتهم الكثيرة بشأن صيانة محولة الكهرباء الخاصة بمنطقتهم.
وأضافوا أنهم منذ 8 أشهر يسعون جاهدين لإيجاد حل لصيانة المحولة وإنهاء معاناة ساكني الحي.
ولم تكن محافظة البصرة بمنأى من أزمة الكهرباء حيث بدأت بشكل مبكر في المدينة الغنية بالنفط.
وتشهد المدينة انقطاعات متكررة تصل إلى ساعات بسبب ارتفاع الاحمال مع بداية فصل الصيف.
ووجه أهالي منطقة القبلة في البصرة نداء استغاثة بسبب تردي واقع الكهرباء منتقدين الجهات الحكومية بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وشهد قضاء المحاويل شمالي بابل تظاهرات أمام مبنى دائرة الكهرباء بسبب تنصيب مدير جديد من قبل ميليشيا العصائب.
ومنع المئات من المتظاهرين المدير الجديد من دخول الدائرة قبل أن تتدخل قوة حكومية لفض التظاهرة.
واستهجن أهالي منطقة الخمسة دونم في محافظة القادسية تقاعس دائرة الكهرباء بعد سقوط الأعمدة الكهرباء جراء العواصف الأخيرة وانقطاع التيار الكهربائي.
وتحدث مدونون على منصات التواصل الاجتماعي أن العواصف والأمطار فضحت الحلول الترقيعية والغش في أعمال الصيانة.
وأشاروا إلى أن سوء التخطيط والإدارة والبيروقراطية والروتين القاتل إضافة إلى الفساد أسباب رئيسة في تهالك المنظومة الكهربائية في العراق.
وقال أستاذ الاقتصاد نوار السعدي إنه منذ عام 2003 سمع العراقيون من جميع رؤساء الحكومات وعودًا عن معالجة ملف الكهرباء رغن صرف مبالغ هائلة لكن لم يروا شيئًا حتى الآن.
وأضاف أن الكاظمي صرح في عام 2021 بأن العراق أنفق نحو 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء وهو إنفاق غير معقول من دون حل المشكلة.
ويرى مراقبون أن أزمة الكهرباء وصيانة بناها التحتية لا تتعلق بالأسباب المادية فقط وإنما تتعلق بانعدام الإرادة الوطنية عند قوى العملية السياسية التي تعاقبت على حكم العراق خلال العقدين الماضيين وأهدرت ونهبت نحو تريلون دولار مع جعل العراق في ذيل الركب الحضاري على كل المستويات.