أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الحشد الشعبي يشكل لواءً جديدًا في سنجار لاستكمال استراتيجية هيمنة أعدها الحرس الإيراني

الحرس الإيراني حوّل قضاء سنجار الى عش للمكائد والصراعات وتنافس بين الدول والجواسيس من أجل تعزيز نفوذ ميليشيا الحشد في هذه المنطقة الاستراتيجية.

بغداد- الرافدين
عزت مصادر سياسية وبرلمانية عراقية مباشرة ميليشيا الحشد الشعبي بتشكيل لواء آخر له في قضاء سنجار يتألف من أكثر من ألفي مسلح، إلى استراتيجية الهيمنة التي يعمل عليها الحرس الثوري الإيراني منذ سنوات.
ونقلت مصادر إعلامية عن زعيم في ميليشيا الحشد تأكيده تشكيل اللواء الجديد من دون الانتهاء من استكماله.
وقال “أن اللواء الجديد في سنجار سيتألف من أربعة أفواج من متطوعين من أهالي سنجار حصراً، ويتولى مراد شيخ كالو، الذي يعد أحد قياديي ميليشيا بدر، ويعمل حالياً مستشاراً لرئيس هيئة الحشد في المناطق الشمالية، مهمة تشكيل هذا اللواء الجديد”.
وتزامن اعلان تشكيل اللواء الجديد مع إلغاء رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني زيارة مقررة مسبقًا لقضاء سنجار.
وعزا النائب في البرلمان الحالي محما خليل، سبب إلغاء زيارة السوداني، إلى سنجار، إلى تحرك عناصر ميليشيا “بي كا كا” في استباق موعد الزيارة لتنظيم احتجاجات أمام موكب السوداني حال دخوله القضاء.
وكان السوداني قد زار محافظة نينوى، لكنه ألغى زيارة قضاء سنجار الواقعة على بعد 115 كيلومتراً من الموصل، والمحاذية لسوريا من محور محافظة الحسكة الذي تسيطر عليه قوات كردية (قسد)، على الرغم من توجه الصحافيين والمسؤولين إلى المدينة استعداداً للزيارة، من دون أن يوضح سبب ذلك.
وقال محما خليل أن “الأجهزة الأمنية العراقية أوهمت رئيس الوزراء حول حقيقة الوضع في القضاء ومدى سيطرتها، والواقع أن مسلحي وأنصار حزب العمال الكردستاني هم من يسيطر على الأوضاع”.
واعتبر أن قضاء سنجار خارج سيطرة الدولة العراقية، وحزب العمال يواصل تمدده.
ويأتي تشكيل اللواء الجديد في ميليشيا الحشد بعد أسابيع قليلة من تشكيل ميليشيا جديدة داخل قضاء سنجار بحجم لواء، يتم من خلالها تطويع عناصر محلية جديدة من داخل المدينة.
ويعزز تشكيل اللوائين هيمنة الميليشيات الحليفة لإيران داخل المدينة الواقعة على مقربة من الحدود العراقية السورية، غربي مدينة الموصل، والتي ينتشر فيها مسلحو ميليشيا حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” المصنفة دوليًا على لوائح الإرهاب.
ويجمعون خبراء عسكريون على أن الحرس الإيراني قد حول قضاء سنجار الى “عش للمكائد والصراعات” وتنافس بين الدول والجواسيس والفصائل المسلحة، من اجل تعزيز نفوذه في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وجزء من الاستراتيجية الإيرانية مد خط لتصدير الغاز الى اوروبا عبر سنجار، ومنها الى الاراضي السورية واللبنانية، في حال رفعت العقوبات عن طهران.
وقال مسؤولون أمنيون إن هناك “علاقات تكافلية” قائمة بين حزب العمال الكردستاني وبين الميليشيات المدعومة من إيران، حيث أن الحشد يؤمن الدعم المالي والغطاء الحكومي والملاذات الأمنية لـ (بي كا كا) وفروعه السورية، بينما يقوم حزب العمال وحلفاؤه بتأمين الحدود السورية وطرقات التهريب، في حين يواصل ضغطه على تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني في اقليم كردستان العراق”.
وعد النائب عن قضاء سنجار، ماجد شنكالي تشكيل اللواء الجديد بأنه يشكل تهديدا وأنه قد أطلع الجهات المعنية على ذلك.
وأضاف “بدأ التسجيل والإعداد لتشكيل اللواء المذكور الذي سيتألف من أكثر من ألفي عنصر، وقد تقاضى بعضهم رواتبهم بالفعل من الحشد”.

ماجد شنكالي: بدأ التسجيل والإعداد لتشكيل لواء جديد يتألف من أكثر من ألفي عنصر، وقد تقاضى البعض رواتبه ضمن موازنة الحشد

وقالت مصادر أمنية كردية أن ميليشيا الحشد الشعبي تعتبر سنجار منطقة استراتيجية لتواجدها وفق مخططات فيلق القدس الإيراني في شمال العراق، وأنها مستعدة للتعاون مع “الشيطان” من أجل التشبث فيها.
وشددت المصادر في تصريح لقناة “الرافدين” على أن كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في الحشد، وراء التخطيط لغرفة العمليات المشتركة بين الحشد ومسلحي “بي كا كا” في سنجار بمحافظة نينوى.
ويأتي ذلك أثر الصمت المطبق لحكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، بشأن التسريبات الصوتية التي كشفت عن دفع رواتب عناصر في ميليشيا حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” من قبل الحشد الشعبي.
ولم تعلق حكومة السوداني بعد أن كشف أحد العملاء داخل ميليشيا “بي كا كا” في اتصال صوتي مسجل مع القيادي في المجلس الإسلامي المنضوي في الإطار التنسيقي باقر جبر صولاغ وشخص آخر غير معروف، أن عناصر “بي كا كا” في سنجار المحسوبين على الحشد، ليسوا من أكراد العراق وإنما من شمال شرق سوريا ومن جنوب شرق تركيا.
وأكد المتحدث في التسريبات التي نشرها المدون العراقي علي فاضل، أن هؤلاء العناصر جلبهم رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ويتم دفع رواتبهم من قبل حكومة السوداني ضمن فصائل الحشد.
وأضاف في التسجيل الصوتي أن الفياض التقى بأحد زعماء ميليشيا كردية داخل سوريا لاستقدام هؤلاء العناصر، وضمهم لميليشيا الحشد.
وشدد على أن ميليشيا “بي كا كا” تعد الخطة للسيطرة على جبال سنجار.
وكان زعماء متنفذون في ميليشيا الحشد قد شكلوا غرفة عمليات مشتركة مع مسلحي تنظيم “بي كا كا” المصنف إرهابياً للحيلولة دون عدوة أهالي قضاء سنجار إلى مناطقهم.
وأجمع نازحون من سنجار في مخيمات بمدينة دهوك على أن الميليشيات المسيطرة على سنجار من الحشد الشعبي ومسلحي تنظيم “بي كا كا” تقف في طريقة عودتهم، مع كل الصعوبات التي تنتظرهم بعد اغلاق مخيمات النزوح.
ووصف النائب عن محافظة نينوى نايف الشمري، قضاء سنجار بالقنبلة الموقوتة.
وقال الشمري إن سنجار قنبلة موقوتة وتشكل خطرًا كبيرًا على نينوى، بسبب وجود تدخل إقليمي ودولي في القضاء ووجود خلافات سياسية حوله، مبينًا أنه لا يوجد قائمقام في سنجار منذ فترة طويلة.
وأضاف أن الآلاف من العوائل لا تتمكن من العودة إلى سنجار بسبب استمرار الخلافات السياسية والحزبية على القضاء.
في غضون ذلك ذكرت صحيفة “خبر ترك” إن تنظيم “بي كا كا” يوثق علاقته بإيران وميليشياتها ليضمن بقاءه في قضائي سنجار ومخمور في محافظة نينوى، مشيرة إلى اجتماعات تعقد بين ضباط إيرانيين وعناصر من ميليشيا النجباء التابعة للحشد الشعبي مع وحدات مقاومة سنجار، ذراع حزب العمال الكردستاني.

نايف الشمري: سنجار قنبلة موقوتة وتشكل خطرًا كبيرًا على نينوى

ونقلت الصحيفة عن مصادرها في سنجار قولهم، إن الفرع العراقي للتنظيم عقد اتفاقاً مع ميليشيا النجباء، تضمن حصوله على أسلحة وذخائر من الميليشيا التابعة للحشد، من أجل السيطرة على الطريق الواصل بين قضاء سنجار الحدودي والحسكة في سوريا.
وكانت مصادر من الحشد الشعبي قد كشفت لمواقع خبرية عن بدء تشكيل قوة جديدة داخل مدينة سنجار بحجم لواء، يتم من خلالها تطويع عناصر محلية جديدة من داخل المدينة فيها، وهي خطوة يتوقع لها أن تعزز هيمنة الفصائل المسلحة داخل المدينة القريبة من الحدود العراقية السورية، وفيها نفوذ كبير لمسلحي “بي كا كا”.
وقالت تلك المصادر إن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، حصل على موافقة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على استحداث قوة جديدة بحجم لواء ضمن قوات الحشد داخل مدينة سنجار، مكوّن حصراً من أبناء القضاء.
وتأتي خطوة الحشد الشعبي هذه بعد مرور أكثر من عامين على توقيع اتفاقية “تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار” بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كوردستان، الذي تم برعاية الأمم المتحدة، في تشرين الأول 2020، وتقضي الاتفاقية بإخراج عناصر “بي كا كا” وفصائل الحشد الشعبي من مدينة سنجار وإعادة النازحين، والبدء بخطوات إعادة الإعمار، لم تُنفذ بنود هذا الاتفاق حتى الآن.
كما تقضي الاتفاقية بتشكيل قوات الشرطة المحلية من مواطني سنجار وأن تتسلم الشرطة الملف الأمني في القضاء.
وتتواجد أكثر من خمس قوى مسلحة في سنجار، من بينها الحشد الشعبي، وحدات مقاومة سنجار (اليبشة)، الشرطة المحلية، الجيش العراقي وبيشمركة إيزدخان، لكن هذه القوى كانت في نزاع دائم على مدار السنوات الماضية لفرض نفوذها في القضاء.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى