أخبار الرافدين
تقارير الرافديندوليةعربية

العالم الإسلامي يطالب النخب السياسية الفرنسية بالتخلي عن الغطرسة والاستعلاء الثقافي

ثلاثون هيئة ومؤسسة علمائية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي: التصريحات العدوانية لوزير الداخلية الفرنسي تعبر عن نبرة استفزازية وتتعمد الإساءة للإسلام وعمقه البشري وتأريخه وعزل المسلمين عن بقية المجتمع الفرنسي.

عمان- الرافدين
أكدت ثلاثون هيئة ومؤسسة علمائية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي من بينها هيئة علماء المسلمين في العراق؛ أن التصريحات العدوانية، الصادرة عن وزير الداخلية الفرنسي جِيرالدْ دارْمانانْ التي زعَم فيها أنّ ما أسماه “الإرهاب الإسلامي السُّنِّي” هو أكبر تهديد لفرنسا؛ تمثل نبرة استفزازية وعدوانية، وتنطلق من منهج التجريم بالهوية الجماعية بقصد الإساءة للإسلام وعمقه البشري وتأريخه، وعزل المسلمين عن بقية المجتمع الفرنسي.
وأوضحت هيئات العلماء في بيان أصدرته الثلاثاء أن وزير الداخلية الفرنسي بهذه التصريحات العدوانية المستفِزَّة، التي تربط اسم الإسلام وجمهور المسلمين بالإرهاب، إنما يعبِّر عن نفسيته المتعصِّبة المعقَّدة، وضيقِ أُفُقه السياسي، وخلفيته الاجتماعية القاتمة، وعُقْدةِ إثبات الذات لديه، داعية النخب السياسية الفرنسية إلى التخلي عن الغطرسة والاستعلاء الثقافي في التعامل مع المسلمين، وإلى احترام دين الإسلام وعقائده وقيَمه.
وشدد علماء المسلمين على أن الوجود الإسلامي في فرنسا وجودٌ شرعيٌّ وباقٍ، رغم أنف المستأْسِرين لمواريث الماضي الاستعماري، ومُثيري الفتن، ومُؤجِّجي صراع الأديان والحضارات، داعين مسلمي العالم إلى الوقوف بصلابة في وجه التَّطفيف الفرنسي، والتصدِّي لحملات التشويه والتشهير الفرنسية، بالوسائل السِّلمية والقانونية كلها.
ورفض بيان الهيئات والمؤسسات العلمائية ربط وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بين الإرهاب والإسلام، أو بين الإرهاب وعموم المسلمين من أهل السنَّة والجماعة.
ودعا النخب السياسية الفرنسية إلى التخلي، عن الغطرسة والاستعلاء الثقافي في التعامل مع المسلمين، وإلى احترام دين الإسلام وعقائده وقيَمه.
وطالب المسلمين الفرنسيين والغربيين إلى الانخراط في العمل السياسي، وإسماع صوتهم، وتكثيف وجودهم في الفضاء العام، وتحدِّي المواقف المتحيِّزة، والتصريحات المستفِزَّة.
وكان الوزير الفرنسي قد زعم أن أوروبا تواجه الخطر نفسه الذي تواجهه فرنسا، كما اختار أن يُدْلي بهذه التصريحات المنكرة أثناء زيارته للولايات المتحدة بغرض التنسيق الأمني.
وذكرت بيان الهيئات “إنّ هذه النبرة الاستفزازية ليست بالأمر الجديد على وزير الداخلية الفرنسي، ولا على المسؤولين في الحكومة الحالية، وهي نبرة تتبنَّى منهج التجريم بالهُويَّة الجماعية، خلافاً لما تقتضيه جميع الشرائع السماوية والقوانين المرعية، فتتعمَّدُ التعميم في الأحكام الجائرة، وتتقَصَّدُ الإساءة إلى دين الإسلام، في مسعًى خائب إلى محاصرة الحضور الإسلامي المتعاظم اجتماعيا وثقافيا في فرنسا، وفي غيرها من الدول الغربية.”
وأشار البيان إلى أن الجديد في تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، هو تقصُّد استهداف أهل السنَّة تحديداً بالتشويه والتشهير، وهم عامة الأمة ومن سطروا تاريخ الإسلام ونشروا حضارته، وهم السَّوادُ الأعظمُ من المسلمين، والعُمْقُ البشري والتاريخي لدين الإسلام.
وأضاف “إن وزير الداخلية الفرنسي بهذه التصريحات العدوانية المستفِزَّة، التي تربط اسم الإسلام وجمهور المسلمين بالإرهاب، إنما يعبِّر عن نفسيته المتعصِّبة المعقَّدة، وضيقِ أُفُقه السياسي، وخلفيته الاجتماعية القاتمة، وعُقْدةِ إثبات الذات لديه، وهي العُقْدة التي تدفعه إلى ادِّعاء الأصالة الثقافية الفرنسية، والنَّقاء العِرْقي الفرنسي، وهو المتحدِّر من أسرة مختلطة الأعراق (من أجدادٍ أرْمنييِّن، ويهودٍ مالْطيِّين، وعساكر بجيش الاحتلال الفرنسي في الجزائر). كما تكْشِف تصريحاته عن منهج التَّطْفيف المتأصِّل في ثقافة طائفة من النُّخَب السياسية الفرنسية، التي تزْعُم الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان، ثم تُعامِل المسلمين بجوْرٍ واستعلاءٍ، وتنتهك حقوقهم الإنسانية، وتستهزئ بمشاعرهم الدينية، وتسعى لمحاصرتهم وحشْرهم في الزاوية”.
وأكد البيان على إن السعي إلى عزل المسلمين عن بقية المجتمع الفرنسي، ومعاملتهم بتطفيفٍ وازدواجيةٍ في المعايير، يرادُ منه بناء حواجز نفسية تمنع من التعارف الإنساني بينهم وبين غيرهم، وتَحُول دون التعرُّف على دين الإسلام، ووصول نوره إلى القلوب في أجواء من التعايش والطمأنينة والحوار الحضاري البنَّاء، وقد ظهر هذا التطفيف في نشاط الوزير الفرنسي من أول يوم، حين بدأ تولِّيه منصبه عام 2020 بزيارة أكبر المعابد اليهودية في باريس، والتصريح بأن “الهجوم على يهود فرنسا هو هجوم على الجمهورية”، لكنه لم يعامل المسلمين بإنصاف قطُّ، بل ناصبهم العداء، وتزعَّم عام 2021 التسويق لمشروع القانون سيِّء الصيت، الذي عُرف إعلاميا باسم “قانون الانفصالية الإسلامية”، وهو قانون فرنسي جائر، يتهم المسلمين الفرنسيين بالروح الانفصالية، ويقيِّد حريَّتهم في التعبير، والعبادة، والتعليم، واللباس، وفي حماية أطفالهم من الموبقات التي تستشري في الجسد الاجتماعي الفرنسي والأوروبي.

عدوانية دارْمانانْ تعبِّر عن نفسيته المتعصِّبة
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى