أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

حان الوقت لإعادة النظر في الديمقراطية الأمريكية الفاشلة في العراق

الباحث الصيني المتخصص بالشؤون الدولية شين بينغ: عندما تحتل دولة متفوقة عسكريًا بلداً آخر لتغيير نظامه السياسي وإعادة تشكيل المؤسسات بمعيار يتناسب مع مصالحها، أليست هذه عقلية الاستبداد في المجتمع الدولي؟

بغداد الرافدين
طالب باحث صيني متخصص بالشؤون الدولية بإعادة النظر بما سمي “الديمقراطية الأمريكية في العراق” بعد عشرين عامًا على احتلاله، مشددًا على أن الاحتلال الخارجي لا يمكن له أن يعيد بناء دول أخرى على شاكلة سياسات القوى المحتلة.
وكتب شين بينغ معلق الشؤون الدولية في صحيفتي “غلوبال تايمز” و “تشاينا ديلي” “خلال السنوات العشرين الماضية، بالإضافة إلى إلقاء 181 ألف قنبلة من اليورانيوم المنضب في جميع أنحاء العراق، والتي تسببت في ارتفاع معدل التشوهات والسرطان بين السكان المحليين، حاولت الولايات المتحدة حقن جرعة من الديمقراطية على النمط الأمريكي. غير أن احتلال العراق غير المبرر بمزاعم واهية واسقاط النظام السياسي، أدى فقط إلى فوضى لا نهاية لها”.
وأكد على أنه وبعد عشرين عامًا على إطلاق الصواريخ الأمريكية فوق المدن العراقية، محطمة حلم السلام في هذا البلد الشرق أوسطي القديم. لم تتحقق الديمقراطية والمساواة والحرية، كما تزعم الولايات المتحدة، لكنها أدت إلى خسائر في الأرواح البريئة التي تزيد عن 200 ألف من العراقيين.
وشدد الباحث الصيني على أنه لا يمكن جسر الفارق بين النظام السياسي التقليدي في العراق وديمقراطية الولايات المتحدة، لأن الأخيرة لا تهتم بحقيقة أن الأول كان قائمًا على سمات تاريخية وعرقية وقبلية معقدة.
وأضاف في المقال المنشور في المطبوعة الصينية التي تصدر باللغة الإنجليزية، كان السبب الذي قدمته واشنطن لشن الحرب هو امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، حيث قدم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول (الدليل) في قاعة الأمم المتحدة. وأطاح الجيش الأمريكي بعدها بالنظام السياسي في العراق باحتلال عسكري، لكنه لم يعثر على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية المزعومة.
وشدد على أن تبرير باول لشن الحرب على العراق ثبت أنه واهيًا بعد فشل القوات الأمريكية العثور على أي دليل شنت بسببه الحرب المدمرة.
وقال إن واشنطن لم تكتف بتلك الأكاذيب والمسوغات، بل غيرت خطابها، قائلة إنها تريد جلب الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى الشعب العراقي.
وتساءل الباحث الصيني “مرة أخرى لم يتم الوفاء بهذا الوعد من قبل واشنطن، فعن أي ديمقراطية نتحدث في العراق بعد عشرين عامًا من احتلاله”.
وأوضح “تدهورت الأحوال المعيشية للشعب العراقي على مدى العقدين الماضيين، وتم قتل مئات الآلاف من المدنيين، حيث تصدرت تقارير عن قيام جنود أمريكيين بإطلاق النار على المدنيين الأبرياء عناوين الصحف المحلية الأمريكية في السنوات الأولى للاحتلال”.
ووفقًا لتقرير صادر عن مشروع “تكلفة الحرب” التابع لجامعة براون، فإن “الغزو الأمريكي للعراق قتل أكثر من 200 ألف عراقي وشرد تسعة ملايين على الأقل”.
وبعد تأسيس العملية السياسية أثناء الاحتلال الأمريكي، دفعت واشنطن بالقوة بأحزاب خاضعة لسياستها على أساس نظام المحاصصة الطائفية والقومية.
وأدت هذه الديمقراطية المشوهة إلى المزيد من الانقسامات بين العراقيين.
وأدى فرض العملية السياسية بالقوة الأمريكية إلى الرفض الشعبي من قبل العراقيين. ومنذ عام 2003، مرت الحكومات المتعاقبة بعدة تعديلات وزارية مطولة، وآخرها انتهى العام الماضي فقط.
ونشأ فراغ كبير في السلطة وواجه المشهد السياسي العراقي المزيد من التحديات والانقسامات والصراع السياسي والميليشياوي.
وأكد الباحث شين بينغ على أنه بعد عشرين عامًا، يجب أن نعيد النظر في الدروس المستفادة من احتلال العراق، حيث أدرك المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم أن ما يسمى بالدفاع عن حماية حقوق الإنسان والديمقراطية ليس سوى قناع لإخفاء النية الحقيقية للولايات المتحدة في التدخل في البلدان وإعادة تشكيل نظام تلك البلدان السياسي لمصالح واشنطن الخاصة، على الصعيدين الاقتصادي والجيوسياسي.
وبعد عشرين عاما من احتلال بلد بذرائع كاذبة عبّر 61 بالمائة من المواطنين الأمريكيين، عن اعتقادهم بخطأ احتلال العراق وفقًا لاستطلاع جديد أجراه موقع “أكسيوس إيبسوس”.
وتساءل الكاتب الصيني في نهاية مقاله “عندما تحتل دولة متفوقة عسكريًا بلداً آخر لتغيير نظامه السياسي وإعادة تشكيل المؤسسات الاجتماعية في البلدان الأخرى بمعيار يتناسب مع مصالحها، أليست هذه عقلية الاستبداد في المجتمع الدولي؟”

الاحتلال الأمريكي للعراق قتل أكثر من 200 ألف عراقي وشرد تسعة ملايين على الأقل
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى