أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

وزارة النفط تنفي كلام وزيرها: لم نتفق مع السعودية على استثمار حقول الغاز

وزير الخارجية فؤاد حسين يعيد تكرار دور حسين الشهرستاني في إعلانات مزيفة بأن العراق سيكون بمصاف الدول المنتجة للغاز الطبيعي في السنوات المقبلة.

بغداد- الرافدين
كشفت الرسائل المتضاربة بشأن الاستثمار السعودي في قطاع الغاز العراقي في تصريحات لوزيري النفط والخارجية في حكومة الإطار التنسيقي، مدى عدم الجدية، والتناقض واستعراض إنجازات وهمية.
وبعد ساعات من إعلان وزير النفط حيان عبد الغني إن شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط ستطور حقلًا للغاز في العراق يمكن أن ينتج أكثر من 400 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، عادت الوزارة نفسها إلى نفي تصريح وزيرها، لمنع الحرج عنه بعد أن أثار كلامه استغراب كبار المسؤولين في شركة أرامكو السعودية.
وذكرت وزارة النفط الخميس إنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي خلال المحادثات التي جرت بين الوزارة وشركات سعودية منها أرامكو بشأن الاستثمار في قطاع النفط والغاز.
وأضافت في بيان أن أرامكو “تدرس آليات التعاون في هذا الإطار” وتذرعت بأن الوزارة ستعلن “بنود وآليات الاتفاق في حالة التوصل إلى اتفاق نهائي”. في إعلان رسمي يكذب كلام وزير النفط بعد ساعات من نشره في وسائل الإعلام.
في غضون ذلك استثمر وزير الخارجية فؤاد حسين، التصريحات المزيفة لوزير النفط، ليعلن عن إنجاز وهمي بأن العراق سيكون بمصاف الدول المنتجة للغاز الطبيعي في السنوات المقبلة.
وتحولت تصريحات فؤاد حسين الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء، إلى موضع تهكم إعلامي، استذكر فيه صحفيون بيع الإعلانات الوهمية التي كانت يطلقها وزير النفط الأسبق حسين الشهرستاني عن إنتاج الغاز وتصدير الكهرباء من العراق.
وكان بيان سابق عن وزارة النفط في حكومة الإطار التنسيقي قد نقل عن حيان عبد الغني قوله إن أرامكو ستقوم بالاستثمار والتطوير في حقل عكاز للغاز في محافظة الأنبار بغرب العراق.
وأضاف البيان أن هناك أيضًا اتفاقًا مبدئيًا مع السعودية للاستثمار في مشروع مجمع نبراس الذي وصفه بأنه أحد المشاريع الاستراتيجية الواعدة في صناعة البتروكيماويات في العراق والمنطقة.
وجاء إعلان وزير النفط الحالي على هامش اجتماعات مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي انعقد في مدينة جدة السعودية.
وقال مراسل عراقي ضمن الوفد المشارك في اجتماعات مجلس التنسيق في جدة، إن الجانب السعودي أبدى استغرابه وامتعاضه في آن واحد من تصريحات وزير النفط حيان عبد الغني، وأكد الجانب السعودي على أن الاتفاق أعلن على وسائل الإعلام ولا يجوز إضافة ما هو غير موجود فيه أصلًا.
وأضاف أن وزير النفط شعر بالحرج الذي تسبب به كلامه الزائف عن الاتفاق مع أرامكو، الأمر الذي دفعه إلى إصدار بيان باسم الوزارة لنفي خبر الاتفاق وتلافي الإحراج الذي تسبب به لنفسه ولحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وعبر الصحافي العراقي عن عدم وجود أي مفاجأة، في مثل هذه التصريحات التي تبحث عن إنجازات إعلامية وهمية أمام الجمهور من قبل كبار المسؤولين في حكومة السوداني.
وقال “إلا أن وزير الخارجية فؤاد حسين كان مفرط التفاؤل عندما حول العراق إلى دولة منتجة للغاز قريبًا”.
وعزت مصادر إعلامية سعودية طريقة الاحتفاء بالوفد الممثل لحكومة الإطار التنسيقي، في اجتماعات جدة، إلى سياسة بعث الرسائل التي تنتهجها السعودية حيال إيران.
وقالت إن الاستثمارات السعودية في العراق لن تتقدم من دون أن تطمئن الرياض على تحقيق الشروط السياسية والاقتصادية مع إيران أولًا ومع حكومة الإطار التنسيقي التي تنضوي تحتها الميليشيات الولائية.
وأكدت على أن استقبال السعودية لوزير التعليم نعيم العبودي القيادي في ميليشيا العصائب، ضمن وفد “مجلس التنسيقي السعودي العراقي” يوضح السياسة السعودية الجديدة حيال إيران، على الرغم من معرفتها الكاملة بتصريحاته الطائفية السابقة بشأن السعودية.
ويتوقع مراقبون سياسيون ألا تنتهي تصريحات الإنجازات الوهمية لكبار المسؤولين في حكومة السوداني.
وانتهج رئيس الحكومة محمد شياع السوداني سياسية إعلامية تعتمد على تهويل إنجازات حكومية غير موجودة على أرض الواقع.
وسبق أن قال السوداني خلال مشاركته في “منتدى العراق من أجل الاستقرار والازدهار” في بغداد، إن حكومته أنجزت 31 بالمائة من أصل 80 فقرة من البرنامج الحكومي.
وزعم السوداني أنه في الأشهر الستة الماضية عملت حكومته بجد بعيدًا عن الخطابات الإنشائية، مضيفًا أنه منذ توليه ركز على ملفات الطاقة.
غير أن الواقع العراقي يقول عكس هذا الكلام، فمازال المواطن العراقي يعاني من انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الماء الصالح للشرب وانعدام الخدمات.
فيما تحولت وعود رئيس حكومة الإطار التنسيقي بجعل العراق خاليًا من المخدّرات، إلى موضع استغراب وتهكم معًا من قبل خبراء أمنيين ومراقبين سياسيين.

ترحيب بوزير ميليشياوي من العصائب!
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى