أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

زيارة الأعرجي انتهت بـ “استجداء سياسي” لحث الحرس الإيراني بعدم قصف مدن عراقية

السلطات الإيرانية تعامل مستشار الأمن في حكومة الإطار التنسيقي قاسم الأعرجي كأي عنصر من ميليشيا بدر تدرب فيها وقاتل معها ضد القوات العراقية.

بغداد- الرافدين
وصف مصدر عراقي مطلع زيارة مستشار الأمن في حكومة الإطار التنسيقي قاسم الأعرجي، إلى إيران بمثابة “استجداء سياسي” لحث طهران بعدم القيام بأي قصف للأراضي العراقية.
ونقل المصدر عن أحد المرافقين الإعلاميين للوفد العراقي الذي رافق الأعرجي في زيارته إلى طهران، أنه شعر بمهانة، عندما هبطت لغة مستشار الأمن إلى التوسل المعيب بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، بغية إيقاف أي عملية عسكرية أو ضربة إيرانية من قبل الحرس الثوري لمناطق عراقية.
وتذرع الاعرجي أمام الجانب الإيراني بأن ضرر أي ضربة إيرانية لمناطق عراقية سينعكس على حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، أكثر مما تلحق أذى بتنظيمات إيرانية معارضة.
وعرض الأعرجي خلال اجتماع مع أحمديان ما أسماه أجواء التهدئة السياسية في المنطقة وتطور العلاقات الإيرانية السعودية وانعكاس ذلك على حكومة الإطار التنسيقي.
وعبر عن أمله الا تقوم بما اسماه “الشقيقة الجارة المسلمة” بأي عمل عسكري يبدد “الهدوء السياسي” ويؤثر على حكومة السوداني. مطالبا باستثمار ذلك الهدوء لتثبيت حكومة السوداني.
مقابل ذلك أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، على “ضرورة إنهاء وجود العناصر المسلحة والمناهضة للثورة الإيرانية شمال العراق سريعا”.
وتستهدف إيران بشكل متكرر، إقليم كردستان العراق بهدف قصف ما تسميه “مواقع جماعات انفصالية وإرهابية”، في الوقت الذي تنفي فيه بغداد إيواء أي جماعات تهدد دول الجوار.
وسبق أن قصفت قوات الحرس الثوري مقرات “حزب آزاد كردستان” بالصواريخ والمسيرات الملغومة في أطراف مدينة كركوك.
وطالما قابلت الحكومات المتعاقبة في بغداد بالصمت الهجمات الإيرانية على مدن عراقية. فيما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أثناء زيارته إلى مدينة أربيل في شهر اذار الماضي إن الهجمات التي تنشها إيران على الأراضي العراقية تنتهك سيادة البلد وتعرّض حياة عراقيين للخطر، معربًا عن إدانته لتلك الهجمات.
وقالت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن “إيران تمارس أفعالًا عدوانية وخبيثة في العراق تثير التساؤلات عن سلوكها بحال امتلكت سلاحًا نوويًا”.
وقال عضو اللجنة السيناتور كريس فان هولين، إن إيران تصعد هجماتها ضد العراق وتواصل قصف مواقع عدة خاصة في أربيل والسليمانية توازيًا مع اندلاع التظاهرات في عدد من المحافظات الإيرانية ضد سياسات خامنئي في محاولة من طهران لتصدير أزماتها للخارج.
ويتذرع الحرس الإيراني بأن الهجمات تشن على ما يصفه بـ “الجماعة الإرهابية الانفصالية” في مدن شمالي العراق.
وسبق أن أكد الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على محافظة السليمانية، أن جميع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة لا تمتلك الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إطلاقًا.
وقال القيادي في الاتحاد الوطني، غياث سورجي، إن أفراد تلك الأحزاب وعائلاتهم والبالغ عددهم نحو 10 آلاف شخص ينتشرون في مناطق كويسنجق وبنجوين وأقضية أخرى في محافظة السليمانية، وإن جميع تلك المناطق، هي تحت نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني.
وتأتي زيارة الأعرجي إلى طهران بعد أيام من تهديد الحرس الإيراني، “الحكومة العراقية من إعادة استهداف مواقع الجماعات المسلحة في إقليم كردستان العراق لو لم تلتزم بنزع سلاح هذه الجماعات”.
وقال قائد القوات البرية للحرس الإيراني محمد باكبور، في حديث مع وكالة “تسنيم” الإيرانية، إنه “تم الاتفاق مع الحكومة العراقية وتعهدت بالقضاء على الجماعات الإرهابية ونزع سلاحها وطردها من العراق”.
وأضاف “نحن ننتظر أن تفي الحكومة العراقية بالتزاماتها وأعطيناها فرصة وإذا لم يحدث شيء فإن هجمات الحرس الثوري الإيراني على تلك المواقع ستستمر”.
وقال المصدر العراقي المطلع إن البيان الرسمي الذي صدر بعد زيارة الاعرجي إلى طهران لا يكشف حقيقة ما جرى فعلا، عندما عاملت الجهات الإيرانية مستشار الأمن في حكومة الإطار التنسيقي، مثل أي عنصر من عناصر ميليشيا بدر عندما كان تابعًا لها أبان الحرب العراقية الإيرانية.
يذكر أن الاعرجي عاش في إيران لسنوات وكان أحد عناصر ميليشيا بدر برئاسة هادي العامري، التي قاتلت مع القوات الإيرانية ضد الجيش العراقي.
وأكد المصدر على أن الأعرجي لم يحصل على تعهد واضح من قبل أحمديان بعدم توجيه ضربة إيرانية لمواقع عراقية.

وفاء محمد كريم: عودة التهديدات من قيادات إيرانية باستهداف قرى في كردستان العراق محاولة ضغط جديدة أو رسائل تذكير

واكتفى أمين المجلس الأعلى الإيراني بتكرار تهديد قائد القوات البرية للحرس الإيراني بمطالبة بغداد بالتزاماتها “وإذا لم يحدث شيء فإن هجمات الحرس الثوري الإيراني على تلك المواقع ستستمر”.
غير أن البيان الرسمي الذي صدر في ختام زيارة الاعرجي إلى طهران حمل لغة دبلوماسية من دون أي التزام إيراني بعدم قصف مواقع عراقية.
وقال الاعرجي “إننا نعتبر أمن العراق أمن إيران وأمن إيران هو أمن العراق”، مؤكدا على أن “التشاور المستمر بين كبار المسؤولين في البلدين من أجل الإسراع في تنفيذ الاتفاقات المبرمة بينهما، خاصة في البعدين الاقتصادي والأمني، كأساس لاستقرار وتقدم البلدين”.
واضاف “أتيت للقائكم بوفد رفيع المستوى وأؤكد على تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران التي تم توقيعها مؤخرا بين البلدين”.
غير أن مراقبين سياسيين يرون أن حكومة الإطار التنسيقي لا تمتلك السلطة والجرأة لمواجهة أو التنديد بأي عملية عسكرية إيرانية. لأن غالبية أحزاب وميليشيات الإطار لا تخفي ولائها المعلن لطهران.
وسبق وأن توغلت قوات إيرانية في مناطق عراقية وعبرت قوات من الحرس الإيراني في ناحية سيدكان، في خرق فاضح للمواثيق الدولية ومنها ميثاق الأمم المتحدة.
وشن الحرس الثوري الإيراني هجمات صاروخية على منطقة برادو ست في ناحية سيدكان بمحافظة أربيل، أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء، فضلًا عن إخلاء سبع قرى، ونزوح مئات العائلات عن منازلها.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم، ان عودة التهديدات من قيادات إيرانية باستهداف قرى في كردستان العراق محاولة ضغط جديدة أو رسائل تذكير للعراق.
وأوضح، أن الأحزاب الكردية المعارضة لإيران داخل إقليم كردستان ليست لها أي أنشطة مسلحة داخل العراق حاليًا، مبينًا أن التهديد غير جدي لأن إيران لا تريد إحراج حكومة السوداني، وبنفس الوقت ستُبقي على الضغط لدفع العراق إلى مزيد من الإجراءات ضد تلك الجماعات.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى