بريطانيا تحذر رعاياها من السفر إلى العراق المعرض للتوترات السياسية
وزارة الخارجية البريطانية تؤكد على أن العراق معرض لاحتجاجات شعبية عنيفة ضد الحكومة في بغداد والمحافظات، بعد أيام من تمديد إدارة بايدن حالة الطوارئ المتعلقة بالعراق.
بغداد- الرافدين
نصحت وزارة الخارجية البريطانية بعدم السفر إلى جميع محافظات العراق، لضمان سلامة البريطانيين في بلد يعاني من الأوضاع الأمنية والسياسية القلقة.
وحذرت الوزارة في بيان نشر على موقع الحكومة الرسمي، من أن العراق لا يزال عرضة للتوترات السياسية والاحتجاجات الشعبية والتصعيد الإقليمي.
وأشارت إلى تعرض مدن شمال العراق في إقليم كردستان إلى هجمات متقطعة بالمدفعية والطائرات بدون طيار والصواريخ من دول جوار العراق. الأمر الذي يعرض حياة البريطانيين للخطر.
وأعلنت إيران مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الأخيرة بصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، بما في ذلك في أربيل والمناطق المحيطة بها.
وقال قائد القوات البرية للحرس الإيراني محمد باكبور، في حديث مع وكالة “تسنيم” الإيرانية، إنه “تم الاتفاق مع الحكومة العراقية وتعهدت بالقضاء على الجماعات الإرهابية ونزع سلاحها وطردها من العراق”.
وأضاف “نحن ننتظر أن تفي الحكومة العراقية بالتزاماتها وأعطيناها فرصة وإذا لم يحدث شيء فإن هجمات الحرس الثوري الإيراني على تلك المواقع ستستمر”.
وتقوم تركيا بعمل عسكري منتظم في إقليم كردستان العراق ضد ميليشيات حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية “هناك مخاطر خاصة في المناطق الجبلية، لا سيما حول قنديل ومخمور وبالقرب من الحدود مع تركيا”.
وشدد البيان على أن وزارة الخارجية لا تنصح أي مواطن بريطاني بالسفر إلى العراق، باستثناء إقليم كردستان العراق وعند ضرورة العمل القصوى.
وطالبت أي بريطاني يتطلب عمله السفر إلى إقليم كردستان العراق أن يظل يقظًا، وأن تكون لديه ترتيبات أمنية وخطط طوارئ تبقى على قيد المراجعة، مع مواكبة آخر التطورات، بما في ذلك عبر وسائل الإعلام.
وأكدت على أن العراق معرض لاحتجاجات شعبية ضد الحكومة سواء في العاصمة بغداد أو المحافظات الأخرى، ويتوقع أن تشهد تلك الاحتجاجات أعمال عنف.
وذكرت “مع انخفاض الهجمات ضد المصالح الغربية والسفارات منذ حزيران 2022. إلا أنه لا يزال هناك تهديد لتلك المصالح. بما في ذلك مواطني المملكة المتحدة”.
وأكدت على أن الدعم القنصلي في العراق محدود للغاية. وأنه لا يجب أن يفترض أنه في حالة حدوث مزيد من التدهور في الوضع الأمني العراقي، ستكون المساعدة لمغادرة العراق متاحة.
وأشارت إلى تعرض مواطن أمريكي لهجوم مسلح ومقتله في تشرين الثاني 2022.
وكان المواطن الأميركي الذي يعمل في منظمة إغاثة دولية، قد قتل بإطلاق النار عليه وسط بغداد.
وتعرض لإطلاق النار من قبل مجهولين، أثناء قيادته لمركبته في منطقة الكرادة، وسط بغداد.
وحذرت من تهديد كبير للرعايا البريطانيين بالاختطاف في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك من الجماعات الإرهابية والمتشددة، والتي يمكن أن تكون مدفوعة بالإجرام أو الإرهاب.
ويأتي البيان البريطاني بعد أيام من تمديد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحالة الطوارئ المتعلقة بالأوضاع في العراق.
وتزامن قرار التمديد مع تصريحات تلفزيونية للسفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوسكي، قالت فيها “إن العراقيين لا يريدون دولة تسيطر عليها ميليشيات، وأن الولايات المتحدة لن ترحل عن المنطقة، وأن العراق يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لدى واشنطن”.
وأوضحت “مهما تكن طبيعة علاقة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع هذه الجماعات المسلحة والفصائل، فإن الهدف يجب أن يبقى منصبا على ضمان تمتع العراق بالاستقرار والأمن، وهو هدف منوط تحقيقه برئيس الوزراء”.
وذكر البيان الذي رافق قرار التمديد ونشره موقع البيت الأبيض “لا تزال هناك عقبات تعترض إعادة الإعمار المنظم للعراق، واستعادة السلام والأمن في البلاد والحفاظ عليهما، وتطوير المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية”
وأكد على أن هذه العقبات “تشكل تهديدا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للعراق والولايات المتحدة الأمريكية أيضا. لذلك، قررت أنه من الضروري استمرار حالة الطوارئ الوطنية المعلنة بموجب الأمر التنفيذي 13303 فيما يخص استقرار العراق”.
وأجمع مراقبون على أن الرسالة الأمريكية والتحذير الرسمي البريطاني من خطر السفر إلى العراق، يؤكد بأن الهدوء السياسي الخادع الذي تعيشه حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني ليس موضع اطمئنان، وأن واشنطن ولندن مع بقاء الوضع في العراق على ماهو عليه في الوقت الحاضر، إلا أن ذلك لا يعني أن زعماء العملية السياسية موضع ثقة دائمة وأن الوضع الحالي يمكن أن ينفجر في أي لحظة مرتقبة.
وأشار تقرير لمعهد واشنطن للدراسات إلى زيادة نفوذ الميليشيات مع وصول حكومة الإطار إلى السلطة.
وذكر التقرير الذي كتبه المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج مايكل نايتس، منذ أن عيّن الإطار التنسيقي السوداني “مديرا عاما” للحكومة كما وصفوه، أصحبت الجماعة الإرهابية “كتائب حزب الله” وعناصرها المنضوون تحت راية ميليشيا الحشد أكثر حزمًا في اشتباكاتهم مع القوات الحكومية.
وأشار إلى “ازدياد وجود الميليشيات المدعومة من إيران وأصبح انتشارها أكثر وضوحًا في شوارع بغداد، حيث أقامت حواجز تفتيش في شارع فلسطين”.
وبيّن أن الميليشيات أصبحت لديها ثقة متزايدة في قدرتها على مواجهة القوات الحكومية.