أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

بغداد خارج تصنيف وحدة معلومات “إيكونوميست” عن جودة العيش

مؤشر جودة العيش في العالم يفند مزاعم حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني بأنها "حكومة خدمات".

بغداد- الرافدين
خرجت العاصمة العراقية بغداد خارج التصنيف الدولي التي تعده سنويًا وحدة المعلومات والأبحاث والتحليل الاقتصادية في مجموعة (EIU) البريطانية عن جودة العيش.
ومع وجود غالبية العواصم العربية في التصنيف السنوي للمجموعة البريطانية المرموقة وهي إحدى شركة مجموعة “إيكونوميست”، إلا بغداد التي كانت تصنف في ذيل المؤشر السنوي لنفس المجموعة في الأعوام السابقة لم يظهرها المؤشر في التقرير السنوي لعام 2023 الذي صدر الخميس.
ويستند المؤشر إلى 30 معياراً نوعياً وكمياً تتعلق بالاستقرار والنظام الصحي والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية.
ويمثل خروج العاصمة بغداد من مؤشر وحدة المعلومات الاقتصادية (EIU)عن تصنيف المدن الملاءمة للعيش في العالم، ضربة لحكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني. بعدما أطلقت على نفسها “حكومة خدمات”.
ويعزى عدم ظهور بغداد في المؤشر هذا العام إلى غياب المعلومات الصادرة عن المصادر الحكومية أو عدم دقتها، أو لأن طبيعة المعيشة في بغداد من الرداءة الأمر الذي جعلها خارج درجات التصنيف.
واحتلت الجزائر العاصمة، وطرابلس ليبيا، ودمشق السورية المراتب الأخيرة بين المدن الأقل ملاءمة للعيش في العالم.
وجاءت بعدها مدن طهران والقاهرة والخبر السعودية والدار البيضاء المغربية في النتائج المتعلقة بصلاحية العيش هذا العام.
وتبوأت مدينة فيينا للمرة الرابعة في خمسة أعوام صدارة تصنيف أفضل مدينة لجودة العيش، في التصنيف السنوي الذي تعدّه “ذي إيكونوميست إنتلجنس يونيت”، وهي وحدة المعلومات التابعة لمجلّة “ذي إيكونوميست” البريطانية.
وبلغ متوسط مؤشر جودة الحياة سنة 2023 أعلى مستوى في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة في مجمل المدن التي أوردها التصنيف، إذ ارتفعت الدرجات التي نالتها هذه المدن في مجالات الصحة والتعليم والثقافة بفعل الكفّ عن اعتماد تدابير احتواء جائحة كوفيد.
إلاّ أن العلامات في مجال الاستقرار شهدت تراجعاً في مدن عدة وخصوصاً في أوروبا بسبب الاحتجاجات التي طالت بعضها.
ولا يعبر محللون اقتصاديون عن استغرابهم عن عدم وجود بغداد في جدول هذا المؤشر الذي تعده واحدة من المؤسسات البحثية المرموقة.
وعزوا ذلك إلى افتقار الحكومة في بغداد إلى قاعدة بيانات دقيقة ومقبولة ضمن المعايير الدولية.
وأكدوا على أن مثل هذه المؤشرات لا تعول على التصريحات الإعلامية والمزاعم الحكومية الزائفة بشأن الخدمات وطبيعة المعيشة للمواطنين.
ويجمع العراقيون على أن الفساد الحكومي وانعدام الخطط الاستراتيجية للعناية بالعاصمة من قبل الحكومات منذ عام 2003، وراء التدهور المعماري والخدمي الذي تعيشه المدينة.
وأعرب سكانُ بغداد عن أسفهم لما آلت إليه الأوضاعُ في مدينتهم، من خرابٍ وتشويهٍ لمعالمها طيلة عشرين عاما.
وأسهم التدهورُ الأمنيُ والخدمي في بغداد منذ سنوات، بالإضافة إلى انهيارِ البُنى التحتيةِ وانتشارِ العشوائيات، في جعلها واحدةً من أسوأ عواصم العالم، بحسب تصنيف مؤسسة “ميرسر” العالمية للاستشارات.
وينعكس مكان العيش الأسوأ على مشاعر سلبية لدى السكان، حيث يتصدر العراق المراتب العليا في المشاعر السلبية وفق استطلاع أجرته مؤسسة غالوب الأمريكية للأبحاث للبلدان التي تعاني من مشاعر سلبية حول العالم.
وشمل استطلاع المشاعر لعام 2022 نحو 122 دولة، وشارك فيه نحو 127 ألف شخص من عمر 15 عاما فما فوق خلال الفترة من عام 2021 وحتى آذار الماضي.
ويعزو الاستطلاع سبب ذلك لعدة عوامل من بينها الحروب والتضخم مما جعل العالم أكثر تعاسة.
وذكر الاستطلاع أن هناك أشياء كثيرة تجعل الناس تعساء، ولكن هناك عوامل هي الأكثر تأثيرا ومنها الفقر والمجتمعات السيئة والجوع والشعور بالوحدة.
وطالما تصدرت بغداد أسوأ مكان للعيش في العالم، فضلا عن أن العراق ومنذ احتلاله من قبل القوات الأمريكية يعد في ذيل دول العالم في قائمة السعادة.
وتحولت بغداد إلى أمثولة ساخرة في لسان مغنية الروك الأمريكية كورتني لاف بعد أن حاصر متظاهرون ضد الحكومة سيارتها في باريس، فكتبت على تويتر “هل هذه فرنسا؟ أشعر بأمان أكثر في بغداد”.
وسبق أن خلا تقرير مؤشر السعادة السنوي الذي يصدر بإشراف الأمم المتحدة من وجود العراق فيه.
وتعتمد الدراسة السنوية الدولية على إحصاءات لمعهد “غالوب” تقوم على طرح أسئلة للسكان عن نظرتهم لمستوى سعادتهم مع مقارنة نتائج الاستطلاع بإجمالي الناتج المحلي في البلاد وتقويمات تتعلق بمستوى التضامن والحرية الفردية والفساد لإعطاء علامة إجمالية لكل بلد.
وأضفت الجدران الإسمنتية طابعا من الكآبة على العاصمة التي يسكنها نحو ثمانية ملايين نسمة وتحمل معظم مناطقها ملامح البؤس والافتقار إلى الخدمات الأساسية، حيث تنتشر النفايات في أغلب الشوارع، ويطبع سوء التنظيم والترتيب أسواقها ومحلاتها التجارية.
ويخنق التلوث أحياء عدة في المدينة بسبب الحركة الجنونية للسيارات والازدحام المروري وانتشار شبكة كبيرة من نقاط التفتيش العسكرية التي تقطع معظم طرق العاصمة وتجعل مهمة التجوال فيها صعبة رغم رفع بعض الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش من مناطق متعددة لتخفيف الازدحام الذي تعاني منه العاصمة.
وانتشرت القمامة في دوائر بلدية بغداد حتى أصبحت بعض المناطق تفوح منها روائح فظيعة وتنتشر فيها الكلاب السائبة في الليل خاصة في فصل الصيف، وزادت من أزمة القمامة صعوبة توفير عمال وشاحنات جمع قمامة الملايين من العراقيين الذين يعيشون في المدينة.
ويقول أهالي بغداد إن انتشار القمامة دمّر جودة الحياة حيث أصبحت مصبات النفايات في كل مكان بالقرب من أنابيب المياه والأنهار، إضافة إلى مياه الصرف الصحي التي تطفو على السطح وتتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة والناموس والحشرات التي أصبحت تهدد حياة العراقيين وخاصة من الأطفال.
وتعاني بغداد أيضا من أزمة الكهرباء التي تزيد من قسوة الشتاء وتحول الصيف إلى فرن لاهب بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ولا يثق أهالي مدينة بغداد بالوعود الحكومية الزائفة بإصلاح وضع مدينتهم، فهي تتكرر منذ عام 2003، لكن أوضاع المدينة تزداد سوءا.
وسخر عراقيون من تعهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بخدمة العاصمة بغداد.
وقال السوداني في تغريدة له بمناسبة يوم بغداد، “في يوم بغداد، المدينة والعراقة والتاريخ، والرمز الماثل في الأذهان نجدّد التزامنا المشرف بخدمتها وخدمة أهاليها”.
وقال صحفي عراقي أن السوداني غير معني بمدنيّة وتحظر بغداد، بقدر اهتمامه بإرضاء أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي التي دفعته الى السلطة.
وأشار الصحفي في تصريح لقناة “الرافدين” “لن تغيب عن ذاكرة التاريخ أن بغداد عاشت زمنا شاذا إبان حكم الأحزاب الطائفية التي يمثلها السوداني”.

بغداد خارج التصنيف
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى