أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

العالم يتابع المنظر الفريد لحجاج أتوا من كل فج عميق مرددين لبيك اللهم لبيك

من فاته حضور “عرفات” فاته الحج، إذ يعد ركنه الأعظم وعليه تتنزل رحمات المغفرة، وبه كانت أعظم خطبة جامعة حددت عددا من معالم الدين الإسلامي.

عرفات (السعودية)- يواصل الحجيج التدفق على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم وألسنتهم تلهج بالتكبير والتهليل والتحميد والدعاء.
وسينتظرون هناك حتى غروب الشمس قبل أن يتوجهوا إلى مزدلفة لجمع الحصى من أجل رمي الجمرات في أول أيام عيد الأضحى الأربعاء وما بعده من أيام التشريق الثلاثة.
وتقول السلطات السعودية إن عدد الحجاج المتوقع هذا العام سيتجاوز مليونين ونصف من مختلف بلدان العالم وذلك بعد رفع جميع القيود الخاصة بمكافحة انتشار جائحة كوفيد-19 والتي تسببت في تقليص عدد الحجاج بشدة في الأعوام القليلة الماضية.
ويحرص الكثير من الحجاج على الوقوف على جبل الرحمة في قلب صعيد عرفات، حيث وقف النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لإلقاء خطبة الوداع قبل وفاته.
وقالت السلطات السعودية إن أكثر من 1.6 مليون شخص وصلوا إلى المملكة لأداء المناسك حتى يوم الأحد. ومن المتوقع وصول المزيد منهم الثلاثاء.
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام الثلاثاء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
ومع غروب شمس اليوم، تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويُصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون فيها حتى فجر العاشر من ذي الحجة؛ تأسيًا بسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث بات فيها وصلى الفجر.
ومن فاته حضور “عرفة” أو “عرفات” فاته الحج، إذ يعد ركنه الأعظم وعليه تتنزل رحمات المغفرة، وبه كانت أعظم خطبة جامعة حددت عددا من معالم الدين الإسلامي.
والثلاثاء، يجتمع بمشعر عرفات ضيوف الرحمن في ثاني أيام الحج الستة، حيث يتقاطرون إليه في زمان واحد، “لا فرق بينهم إلا بالتقوى” طالبين المغفرة والرحمة.
ويعرف عرفة أو عرفات مسمى واحدا عند أكثر أهل العلم للمشعر الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم المكي، على نحو 33 كيلو مترا مربعا، يتجمع فيه عادة أكثر من مليوني حاج.
و”عرفة” عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بـ”جبل الرحمة” الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترا، يمكن الوصول إلى قمته عبر 91 درجة.

على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم
ويقع عرفات على الطريق بين مدينتي مكة المكرمة والطائف على بعد 10 كيلومترات من مشعر “منى” الذي يقضى فيه الحجاج يوم التروية، اليوم الثامن من ذي الحجة.
ويتطلع الحجاج إلى الوقوف على “جبل الرحمة” بعرفات خلال أدائهم مناسك الحج، تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع الشهيرة، كما يحرص فيه حجاج بيت الله الحرام على الدعاء والتضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- طمعا في الرحمة والمغفرة.
وفي يوم عرفة، ينتظر الحجاج أن يشهدوا “أفضل يوم عند الله”، حيث “لم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة”، وفق الأحاديث الشريفة الواردة في ذلك.
ويضاف إلى ذلك الحديث الأبرز، حيث “ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي”.
وشهد عرفة نزول آية من القرآن الكريم على رسول الله وهي قوله تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” (المائدة-3).
ويوجد في عرفة مسجد نَمِرة (بني في القرن الثاني الهجري) الذي نزل به النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، وتحرك منه إلى مزدلفة.
وأعلنت رئاسة شؤون الحرمين أن خطبة عرفة لهذا العام ستبث بعشرين لغة عالمية، أبرزها التركية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والإسبانية والبرتغالية والأمهرية وغيرها، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
وفي عرفات أيضا يقع مسجد الصخرات، أسفل جبل الرحمة عـلى يمين الصاعد إليه، يحيط به جدار قصير وفيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله في عرفة وهو على ناقته.
ويمضي “يوم عرفة”، والعالم يتابع هذا المنظر الفريد عبر منصات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفاز، لحجاج أتوا من كل فج عميق بزيهم الأبيض، مرددين تلبية واحدة “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى