باحثون عراقيون وعرب: الأوقاف الإسلامية من الأساسات المقوّمة للدولة وقوّة نهضتها
هيئة علماء المسلمين تسلط الضوء على الأوقاف في العراق وتأريخها وأهميتها وواقعها، في المؤتمر العلمي الخامس بمشاركة باحثين بمختلف التخصصات.
إسطنبول- الرافدين
سلط باحثون عراقيون وعرب في مختلف التخصصات الضوء على أهمية المحافظة على حقوق الأوقاف في العراق وعدم تغيير ملكيتها بدوافع سياسية وطائفية.
وأجمع الباحثون في جلسة اليوم الأول لأعمال المؤتمر العلمي الخامس لهيئة علماء المسلمين في العراق المتواصل في مدينة إسطنبول، على أن الأوقاف الإسلامية والموقوفات، كانت تعدّ من الأساسات المقوّمة للدولة وقوّة نهضتها الفكرية والعلمية.
وشدد الباحثون في المؤتمر الذي حمل عنوان “الأوقاف في العراق: تأريخها، وأهميتها، وواقعها”، على الدور التاريخي للأوقاف الإسلامية في العراق في كافة مناحي الحياة وخصوصاً ما تقدمه للعلم والعلماء في تاريخ يجسد قيم التكامل الاجتماعي.
وقال الدكتور يحيى الطائي مساعد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين للشؤون العامة، في كلمته نيابة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن أهمية المؤتمر تكمن في مناقشته لواقع وتاريخ وأهمية الأوقاف الإسلامية في العراق التي لعبت دوراً مهماً في كافة مناحي الحياة وخصوصاً ما تقدمه للعلم والعلماء.
وأضاف أن الوقف الإسلامي في العراق يحتل أهمية استثنائية حيث كان للعراق النصيب الأوفر في القيادة الدينية والفكرية للأمة وأثر في مسيرتها حضارياً واجتماعياً وتأمين الظروف المناسبة للعلماء والفقهاء والأدباء.
وأشار إلى أن الوقف الإسلامي في العراق يمر بظروف صعبة من الهجمة الكبيرة التي يتعرض لها لاسيما بعد احتلال العراق والتشريعات التي تهدف لسلب ونهب والاستيلاء على الأوقاف في العراق آخره ما جرى من هدم لجامع السراجي في البصرة.
وكانت أعمال المؤتمر قد انطلقت صباح الأربعاء بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الدكتور إبراهيم الحسان؛ عضو الأمانة العامة في هيئة علماء المسلمين.
وألقى كلمة الباحثين المشاركين في المؤتمر الدكتور منهل إسماعيل العلي بك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي الخامس.
بينما القى كلمة اللجنة العلمية في هيئة علماء المسلمين في العراق، مسؤول القسم العلمي في الهيئة الدكتور عمر مكي.
وركز بحث الدكتور برزان ميسّر الحميد في الجلسة الأولى من المؤتمر على “دور المرأة الموصليّة في الأوقاف الخيرية إبان العهد العثماني”.
وقال الدكتور الحميد، إن النساء المَوصليات كان لهنّ دور وأثر كبير في العمل الخيري بحقليه الإنساني والاجتماعي في المؤسسات الوقفية في العراق، وأبرز تلك المؤسسات التي تم إنشاؤها من قِبلهِنَّ كالمساجد والجوامع والمدارس الدينية ما يزال بعضها قائمًا حتى اليوم.
وركز الدكتور عبد السلام الهادي الأزهري عضو هيئة التدريس بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا، على البعد الحضاري للأوقاف في العراق من القرن الأول حتى بداية القرن العباسي الثاني.
وتناول بحث الدكتور أحمد حسين عبد من كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة تكريت، “أوقاف نقابة الأشراف في ولاية بغداد اثناء العهد العثماني” ضمن الجلسة الأولى من اليوم الأول لأعمال المؤتمر.
وشدد الدكتور أحمد على أن الأوقاف الإسلامية تحقق مبدأ التكافل الإسلامي بين الناس، وتضمن الاستفادة من الموقوفات أكبر مدّة ممكنة، على نحوٍ يعود بالنفع على المسلمين جميعًا ويحفظُ للأمة نوعًا من الرّخاء الاقتصادي.
وألقت الباحثة الجزائرية رغدة بوجيت المختصة بالتاريخ وحضارة الغرب الإسلامي، بحثها عن تاريخ الأوقاف في العراق.
وشددت ورقة الباحثة الجزائرية على اهتمام الخلافة الإسلامية في القرون الأولى بالأوقاف الإسلامية والموقوفات، وكانت تعدّ من الأساسات المقوّمة للدولة وقوّة نهضتها الفكرية والعلمية.
وتتواصل أعمال المؤتمر على مدار يومين بمشاركة الباحثين سواء في الحضور إلى جلسات المؤتمر أو عبر القاء بحوثهم عبر المنصات الرقمية في بث رقمي مباشر.