باحثون عراقيون وعرب يحذرون من تصفية وتهديم الأوقاف الإسلامية
متخصصون يجمعون في مؤتمر هيئة علماء المسلمين الخامس على أن ضياع ملكية الأوقاف الإسلامية وتهديمها وتغيير ملكيتها في المدن العراقية يهدد تاريخ البلاد.
إسطنبول- الرافدين
عبّر باحثون مشاركون في الجلسة الثانية من المؤتمر العلمي الخامس لهيئة علماء المسلمين، عن أسفهم لما شهده العراق من تقهقر أوقافه على امتداد تاريخه، ولا سيما في العقدين الأخيرين إبان الاحتلال الذي غض طرفه عن تصفية أعيان أوقاف كثيرة منه.
وأجمع الباحثون في المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين بمشاركة نخبة من الباحثين العراقيين والعرب بمختلف الاختصاصات، على أن ضياع ملكية الأوقاف الإسلامية وتهديمها وتغيير ملكيتها في المدن العراقية يهدد تاريخ البلاد المعاصر.
وانعقدت الجلسة الثانية من اليوم الأول للمؤتمر العلمي الخامس لهيئة علماء المسلمين في العراق تحت عنوان “الأوقاف في العراق: تأريخها، وأهميتها، وواقعها” بإدارة سليم حكيمي مسؤول مكتب المنتدى العالمي للوسطية في تونس.
وركز الباحث حميد محمد أمين عزيز من جامعة السليمانية، في بحثه على “موقوفات سليمان باشا الباباني في كردستان العراق: دراسة تاريخية وصفية”.
وقال إنّ أغلب الموقوفات القديمة التي أوقفها سليمان باشا الباباني من العقارات التجارية والزراعية والقرى قد ضاعت اليوم، وتحوّلت إلى أملاك خاصة، فيما تعرّض العديد منها إلى الهدم، ولم يعد يُطلق عليها اسم الوقف على الإطلاق.
وتناول الدكتور أحمد سلمان المحمدي من كلية الإمام الأعظم في بغداد “الأوقاف الإسلامية في مدينة الصقلاوية في العهد العثماني والدولة العراقية: المسجد الكبير أنموذجًا” ضمن الجلسة الثانية من اليوم الأول لأعمال المؤتمر الخامس للهيئة.
وقال الدكتور المحمدي “كان المسجد الكبير الأثري في الصقلاوية منطلقًا لثوار ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني، إلّا أنّه تعرّض للهدم، وتحوّلت أراضيه إلى قطع سكنية، دون أن تتمّ مراعاة حرمة الوقف والآثار الإسلامية والتراث العريق للمدينة العريقة”.
وعبّر الدكتور إبراهيم عبد اللطيف الأعظمي المختص بالاقتصاد والشؤون المالية الإسلامية عن أسفه لما شهده العراق من تقهقر الأوقاف الاسلامية على امتداد تاريخه، ولا سيما في العقدين الأخيرين إبان الاحتلال الذي غض طرفه عن تصفية أعيان أوقاف كثيرة منه.
وقال الدكتور الأعظمي في بحثه “واقع الأوقاف المغتصبة في بغداد: القطاع الزراعي أنموذجًا”، ما شهده العراق خلال عقدي الاحتلال مَهدَ لضياع الأوقاف الإسلامية بأساليب شتى وطرق متنوعة، لا سيما أعيان الوقف الشاخصة للعيان؛ المتمثلة في الجوامع والمساجد التي تم تهديمها وحرقها، وغيرها من المدارس والعقارات بمختلف أشكالها.
وتناول الدكتور عدنان عبد القادر الهورماني من جامعة السليمانية، “الواقع الإداري للأموال الوقفية في إقليم كردستان العراق”.
وقال الدكتور الهورماني “الكثير من الأوقاف الإسلامية في كردستان العراق ما تزال غير محققة لشروط واقفيها، ولم يتم تطويرها بما يتوافق مع متطلبات العصر لتحصل على مكانتها المرموقة التي كانت عليها سابقًا”.
وألقى سليم الحكيمي مسؤول مكتب المنتدى العالمي للوسطية في تونس، بحثا بعنوان “الوعي بأهمية الوقف ومناقبه لدى الشيخ عبد العزيز الثعالبي وأثره في إشرافه على بعثة الأوقاف العراقية للدراسة في الأزهر” ضمن الجلسة الثانية من اليوم الأول لأعمال المؤتمر العلمي الخامس لهيئة علماء المسلمين في العراق.
وقال الحكيمي “أراد الشيخ الثعالبي أن يُبقي للعراق على مهابته في العلم والفقه ليكون مشكاة للأمة الإسلامية في التراث الفقهي والأصولي”.
وكانت أعمال المؤتمر قد انطلقت صباح الأربعاء في مدينة إسطنبول وبمشاركة نخبة من الباحثين العراقيين والعرب من مختلف التخصصات ويستمر على مدار يومين.
وقال الدكتور يحيى الطائي مساعد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين للشؤون العامة، في كلمته نيابة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن أهمية المؤتمر تكمن في مناقشته لواقع وتاريخ وأهمية الأوقاف الإسلامية في العراق التي لعبت دوراً مهماً في كافة مناحي الحياة وخصوصاً ما تقدمه للعلم والعلماء.