أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الكاردينال ساكو يكشف ازدواجية القضاء: لماذا لا تطبقون القانون على ريان الكلداني

بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم يتساءل: هل يمكن لرئيس الجمهورية أن يصدر بيانا أو مرسوما جمهوريا ضد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، أو غيره؟

بغداد- الرافدين
كشف الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، ازدواجية تطبيق قرارات القضاء في العراق.
وتساءل الكاردينال ساكو في رسالة جديدة بعثها الثلاثاء إلى الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد “لماذا لا تطبقون القانون على ريان الكلداني المستحوذ على بيت أحد المسيحيين في المنصور”.
ويأتي ذلك بعد أن وصل البطريرك إلى مدينة أربيل في شمال العراق، ناقلا مقر عمله من العاصمة بغداد.
وقال الكاردينال ساكو لدى وصوله إلى مطار أربيل خلال مؤتمر صحفي إن الكنيسة مستهدفة وتواجه أنواعا مختلفة من الإهانة والعنف، متسائلا “هل يمكن لرئيس الجمهورية أن يصدر بيانا أو مرسوما جمهوريا ضد المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، أو غيره”.
وقال الكاردينال في “رسالة أخيرة” وجهها إلى الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد، إنه “بلغني من أحد زائريكم المسيحيين أنكم بصدد إصدار هويات لرؤساء الكنائس. نحن لسنا موظفين في الدولة. نحن رؤساء كنائس عريقة وخصوصاً بالنسبة لي شخصياً أمثل 80 بالمائة من مسيحيي العراق وإني كاردينال في الكنيسة الكاثوليكية”.
وأضاف “لن أقبل إلا بمرسوم جديد تعلنون فيه اعترافكم بي كرئيس أعلى للكنيسة الكلدانية وكاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكية ومتولياً لجميع أوقافها، وهكذا لرؤساء الكنائس الأخرى”.
وحذر من أنه “بخلاف هذا المرسوم سوم أبقى في أربيل إلى أن تنتهي فترة رئاستكم، وأعمل مع الرئيس الجديد على إصدار مرسوم رسمي يتواصل مع تقليد تاريخه 14 قرناً”.
وأعتبر الكاردينال ساكو في رسالته مرسوم رئيس الجمهورية بسحب مرسومه الخاص “قراراً كيدياً ضد الكنيسة، ونوعاً ناعماً من الاضطهاد والتهجير”.
وأكد على أنه لن يكف عن “الدفاع عن الحق إلى أن يتحقق، بالرغم من أنكم قلتم مستغرباً لزائر آخر: إني لا أفهم لماذا يحتج الكاردينال ساكو بينما المسيح صُلب وهو صامت؟”.
وختم رسالته بالقول إن “المسيح قال كلاماً قاسياً ضد الظلم. هذه هي رسالتي الأخيرة إلى فخامتكم، لكني سوف أخرج إلى الإعلام واحتج على القرار الظالم. إنكم تكيلون بمكيالين. لماذا لا تطبقون القانون على ريان المستحوذ على بيت أحد المسيحيين في المنصور (شارع 14 رمضان) ويسد الطريق أمام المارين عند تواجده”.
وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق قد أكّدت في وقت سابق أن المسلمين درجوا منذ قرون على احترام الأديان ومراعاة حقها في اختيار ممثليها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، وذلك في إدانة تصعيد السلطات الحكومية وميليشياتها الخطير بتدخلها السافر بإدارة الكنيسة الكلدانية في العراق واستهدافها المسيحيين في البلاد.
واضح بيان الهيئة بعد قرار الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد سحب المرسوم الجمهوري الخاص بطريرك الكنسية الكلدانية في العراق “جاء هذا القرار بعد الخلافات بين البطريرك لويس ساكو من جهة وريان الكلداني زعيم ميليشيا بابليون المسيحي المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في مناطق سهل نينوى، وهي إحدى الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي، والمتهمة من قبل البطريرك والطائفة المسيحية في العراق بسرقة أملاك المسيحيين وتشريدهم”.
وعبرت هيئة علماء المسلمين عن رفضها للقرار غير المسؤول من رئيس الجمهورية الحالي وتدخله السافر، ودعت ممن تسلط على رقاب العراقيين أن يكفوا عن تدخلهم في الشؤون الداخلية للأديان، وتسييسها لمصالح أشخاص وجهات يعرف القاصي والداني مشاريعها الخطيرة والمضرة بالعراق وشعبه. وطالبت بالتوجه لمعالجة المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد من الفساد المستشري وانهيار البنية التحتية وارتكاب المجازر بحق العراقيين وتشريد المواطنين وانتشار الفوضى وسرقة ثروات العراقيين والتلاعب بالقوانين وتسييسها لصالح دول عدوة للعراق وشعبه.
وعبّر الكاردينال ساكو؛ عن شكره لهيئة علماء المسلمين في العراق، وثنائه على موقفها الإنساني والوطني الذي اتخذته بشأن بالتدخل الحكومي السافر في الشؤون الداخلية للكنيسة الكلدانية.
وأكّد الكاردينال ساكو في رسالة وصلت الهيئة أن كلمات هيئة علماء المسلمين في العراق تؤكد على المبادئ السامية في ظل التعايش المتناغم بين العراقيين الذين تجمعهم الهوية العراقية التي لا ترضى إلا بالعدالة والاستقرار والأمان والعيش بكرامة.
وتعهد بطريرك الكنسية الكلدانية في العراق والعالم لهيئة علماء المسلمين بالوفاء في ظل الهوية العراقية التي لا ترضى إلا بالعدالة والاستقرار والأمان والعيش بكرامة على أرض العراق الخيّرة، التي ستستمر بإنجاب الرجال.
إلى ذلك قال رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، إنه سيتخذ قرارًا بفصل ريان الكلداني من الكنيسة الكلدانية بشكل قانوني بسبب تجاوزاته وانتهاكاته ومحاولاته ضرب وتقسيم الكنيسة.
وأضاف أن مرسوم عزله من منصبه مهين وباطل وأتى بسبب وقوفه بوجه الفساد وعدم خضوعه لتأثيرات ميليشيا تدعي أنها مسيحية.
وأكد على مضيه في عمله رغم محاولات ميليشيا بابليون شراء بعض القساوسة لتقسيم الكنيسة الكلدانية لافتًا إلى أن إعفاءه من منصبه غير قانوني إذ لا يحق لأحد إعفاءه من صلاحياته إلا بابا الفاتيكان وحده.
وأشار إلى تعرضه لضغوط سياسية دفعته لمغادرة بغداد، وذلك بعد عزله من منصب بطريركا للكنيسة الكلدانية تحقيقًا لرغبات زعيم ميليشيا بابليون ريان الكلداني.
ووصف الكاردينال ساكو ما يجري باللعبة القذرة التي حولت أحد زعماء ميليشيا الحشد ريان الكلداني إلى وصي على الأوقاف المسيحية وممثلاً المسيحيين سياسيًا عبر منحه وأشقائه مناصب بالدولة من بينهم وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق رغم تورطهم بارتكاب انتهاكات وفرض إتاوات على المسيحيين في سهل نينوى وتلكيف.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى