أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

العراق بين أكثر 20 دولة على مستوى العالم في تقديم طلبات اللجوء

تقرير وكالة الهجرة في الاتحاد الأوروبي يفند مزاعم حكومة الإطار التنسيقي عن استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية مع ارتفاع نسبة تقديم العراقيين لطلبات اللجوء إلى 31 بالمائة.

بغداد- الرافدين
حل العراق في قائمة أكثر 20 دولة على مستوى العالم قدم رعاياها طلب حق اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي.
وذكر تقرير اللجوء لعام 2023 الذي أصدرته وكالة الهجرة في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، أن طالبات اللجوء بالنسبة للعراقيين وصلت إلى 31 بالمائة بين عشرين دولة يشكل السوريون والأفغان والفنزويليون والكولومبيون النسبة الأعلى من طالبي اللجوء الرئيسيين.
وشددت الوكالة على أن ارتفاع عدد تقديم طلبات اللجوء عرض الكثير من الدول الأوروبية لضغوط البت بالطلبات فيما ازداد عدد الملفات التي تنتظر بتّها بنسبة 34 بالمائة في 2022.
وذكرت وكالة الهجرة في الاتحاد الأوروبي أن طلبات اللجوء في دول التكتل والنرويج وسويسرا في النصف الأول من العام 2023 ارتفعت بنسبة 28 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وتم التقدم بحوالى 519 ألف طلب لجوء في هذه الدول التسع والعشرين بين كانون الثاني وحزيران على ما أوضحت الوكالة معتبرة أن “الطلبات قد تتجاوز المليون بحلول نهاية السنة بحسب الميول الحالية”.
وشكلت ألمانيا البلد الذي تلقى أكبر عدد من الطلبات مع 30 بالمائة من المجموع، أكثر بمرتين تقريبا من إسبانيا 17 بالمائة وفرنسا 16 بالمائة.
وأعلنت الحكومة الألمانية، أن أكثر من 244 ألف شخص، بينهم عراقيون، قدموا طلبات اللجوء في البلاد، خلال العام 2022.
وأضافت الحكومة الألمانية أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات لجوء العام الماضي ارتفع أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2016.
ويكشف عدم تراجع طلبات العراقيين بالتقدم باللجوء إلى دول آمنة في الاتحاد الأوروبي الوضع السياسي والاجتماعي الهش في بلادهم، فضلا عن فقدان الثقة بالمستقبل لجيل عراقي يصارع للخروج من البلاد.
يأتي ذلك في وقت قالت الأمم المتحدة إنّ العراقيين من أكثر الشعوب عرضة لخطر المخلفات الحربية، وما يزالون يدفعون الثمن الباهظ لانتشارها في البلاد.
وأوضحت الأمم المتحدة في تقريرها المتعلّق في خطورة المخلفات الحربية على المدنيين حول العالم، أنّ السنوات بين 2018 – 2022، شهدت مقتل نحو 800 شخص في العراق؛ إثر انفجار المخلفات الحربية في مناطق متفرقة، مشيرةً إلى أنّ عدم تطهير المساحات الملوثة بها يفاقم العودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم، وتطوير البنى التحتية فيها.
ويفند تقرير وكالة الهجرة في الاتحاد الأوروبي المزاعم الحكومية في بغداد عن عودة خمسة ملايين مهاجر عراقي إلى بلادهم.
ويندرج الخطاب الدعائي عن عودة المغتربين من خارج العراق ضمن سياسة التزييف المستمرة في حكومة الإطار التنسيقي واستثمار ما يسمى بـ “الهدوء السياسي الخادع” للإيحاء إلى الشارع العراقي والإقليمي بأن الأوضاع في العراق مستقرة.
وانتقد عراقيون مطالبات الحكومة بعودة اللاجئين إلى العراق ممن استقرت أوضاعهم في بلدان اللجوء، ودعوها للاهتمام بحل مشاكل النازحين داخل البلاد أولًا.
ويوجد ما يقارب ستة ملايين عراقي موزعين على شتى بلدان العالم، ولا يفكر الغالبية منهم بالعودة إلى بلادهم.

هروب مستمر للعراقيين إلى الخارج
ويضطر عراقيون إلى الهجرة بسبب الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادهم، ويحاول غالبيتهم وبعد عشرين عامًا من الاحتلال بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة للجوء إلى الدول الأوروبية، للهرب من الاضطرابات السياسية والأوضاع الاقتصادية المتردية الذي تشهده البلاد خلال العقدين الماضيين.
ويعيش غالبية العراقيين في وضع حياتي متدن يفتقدون فيه إلى الكرامة الإنسانية وفرصة العمل والاستقرار الأسري، الأمر الذي جعلهم يفقدون الثقة بمستقبل البلاد. وسلوك الطرق هجرة غير الشرعية والمجازفة بالمخاطر.
وتصنف سجلات الأمم المتحدة الشعب العراقي من أكثر الشعوب طلبًا للهجرة والتوطين في بلد آخر.
ويشير صحفيون إلى أن شريحة الشباب هم الأكثر تفكيرًا باللجوء؛ لأنهم يبحثون عن حياة أفضل وبناء مستقبل لهم في ظل الفوضى وتراجع المستوى الأمني والاقتصادي، وغياب أفق واضح لحل هذه المشاكل.
ويعاني طالبو اللجوء العراقيون من ظروف إنسانية صعبة لا سيما مع سنوات الانتظار الطويلة على أمل إعادة توطينهم في بلدان أخرى ويتوزعون على عدة دول مثل تركيا التي يعد فيها العراقيون الجالية الثانية من بعد السوريين بعدد يتجاوز الـ700 ألف شخص وفقًا لبيانات صادرة من وزارة الداخلية التركية، إضافة إلى العراقيين في الأردن ولبنان، ويضطر العديد من اللاجئين إلى سلوك طرق غير شرعية وذلك بسبب تأخر حسم ملفات اللجوء الخاصة بهم، وهو ما يجعلهم عرضة لمخاطر كبيرة وظروفًا مأساوية.
وعانى عدد كبير من المهاجرين العراقيين ظروفًا مأساوية لاسيما في الغابات بين بيلاروسيا وبولندا، في رحلتهم للبحث عن حياة أفضل.
ولقي العشرات من العراقيين مصرعهم أثناء رحلة اللجوء في الغابات، أو من خلال التعذيب والتقصير المتعمد في تقديم المساعدة لهم، بينما تشير تقارير دولية إلى تعرض آخرين لعمليات إعدام جماعية على الحدود البولندية، وآخرين تعرضوا للغرق أثناء عبورهم البحر باتجاه الدول الأوروبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى