أخبار الرافدين
بلاد النهرين عطشىتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السوداني يقدم عرضًا تلفزيونًا موسعًا بمنجزات زائفة

رئيس حكومة الإطار التنسيقي يسوّق الوهم بحل استراتيجي لمعضلة شحة المياه وبناء مدن صناعية ومكافحة المخدرات ومنع تهريب العملة الصعبة لإيران.

بغداد- الرافدين
أستمر رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني في تسويق الوعود الفارغة لتهدئة الرأي العام في العراق وعرض منجزات مزيفة في مسعى للخداع السياسي.
وعرض السوداني وعودا وهمية بما أسماه خططا استراتيجية لمعالجة شحة المياه ومكافحة المخدرات وتهريب العملة الصعبة لإيران، وفي الجانب الآخر ذكر “أن حكومته لن توافق على الربط السككي مع أي دولة لنقل البضائع دون إكمال مشروع ميناء الفاو وطريق التنمية، مؤكد أن موقفه في هذا الشأن ثابت” في تزييف معلن للحقائق بعد الإدانة الشعبية العارمة لمشروع الربط السككي مع إيران الذي أعلن عنه السوداني مع الجانب الإيراني بداية شهر أيلول.
وتعهد السوداني بـ “تقديم خطة لحلول جذرية استراتيجية لمعالجة ملف المياه من جميع جوانبه”.
وأكد على أن حكومته “تؤسس إلى مدن صناعية على طول طريق التنمية”، مشيراً إلى أن “المدينة الصناعية بمشروع ميناء الفاو تعد أكبر مدينة صناعية على مستوى الشرق الأوسط”.
وعبّر مراقبون سياسيون عن عدم استغرابهم من “سياسة تسويق الوهم” التي يمارسها السوداني منذ تسلمه رئاسة حكومة الإطار.
وقالوا إن وعود السوداني صارت تثير الازدراء أكثر من السخرية والتهكم بالنسبة للمواطن العراقي الذي يعيش في محنة فقدان الكرامة الإنسانية ويكد طوال اليوم من أجل إطعام أطفاله، بينما لا يتلقى غير الوعود الإعلامية الفارغة.
واختار السوداني أن يقدم “درسه في التزييف” أمام مجموعة من “الصحافيين” الذين مارسوا دور التلميذ المطيع وعدم إطلاق الأسئلة الأكثر طلبا من قبل الشارع العراقي، والاكتفاء بدور المستمع المنصاع لكلام رئيس حكومة الإطار.
وتزامن ذلك مع استطلاع للرأي أجرته هيئة المستشارين التابعة لرئاسة الوزراء لقياس مدى رضاء الناس عن الأداء الحكومي والإنجازات المحققة.
وخلص استطلاع الرأي الذي نشرته الهيئة الحكومية مساء الأحد إلى أن ثمانية وسبعين في المئة من الشعب العراقي يثقون بحكومة محمد شياع السوداني، وإن بشكل متفاوت. الأمر الذي أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما عزا أستاذ إعلام متقاعد الاستطلاع ونتائجه إلى جهل “هيئة المستشارين” في التعامل مع أدوات صناعة الرأي.
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الهدف من الاستطلاع تلميع صورة حكومة السوداني، مع اقتراب إتمام عامها الأول، متسائلين عن الإنجازات التي تحققت للعراق منذ تسلم هذه الحكومة لمهامها في تشرين الأول الماضي.
وكتب الصحافي عمار الحديثي “نتائج استطلاع هيئة المستشارين بمجلس الوزراء، أظهر أن 78 بالمائة من العراقيين يثقون بالسوداني، الآن على الأقل عرفنا طبيعة عمل هيئة المستشارين، لكن لماذا لم يجعلوا النسبة 99.99 بالمائة” في تساؤل ساخر.
وقال أستاذ الإعلام المتقاعد في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية بسبب وجوده في بغداد “إن الاستطلاع الذي مارس غسيل السمعة السياسي للسوداني وحكومته، جاء بنتائج عكسية عندما تحول إلى موضع استهجان شعبي، فضلا عن أن الرفض الشعبي السائد في الشارع العراقي للحكومة لا يمكن أن تغيره مجرد أرقام وهمية يعلنها مركز المستشارين”.
وعبر عن أسفه أن يمارس الصحافيون الحاضرون في “مجلس السوداني” دور “المُستقبل المطيع” مطالبا إياهم “ألا يدعو السوداني أن يكون رئيس تحرير ولا يدعونه يملي عليهم الأخبار”.
وخاطب أستاذ الإعلام المتقاعد الصحافيين الحاضرين مع السوداني “عليكم أن تكونوا صادقين مع أنفسكم قبل جمهوركم وأنتم تعيدون تعريف السوداني ودوافعه، لا تدعوه يملي عليكم ما يريده لمجرد أنه مهر لعبة تسويق الوهم”.
ومن السهولة بمكان تفنيد مزاعم السوداني التي عرضها أمام مجموعة من الإعلاميين، سواء ما يتعلق بالوضع الاقتصادي الهش والفساد الحكومي وتهريب الدولار إلى إيران، فضلا عن تحركات القوات الأمريكية داخل الأراضي التي تقول كل المؤشرات إن حكومة السوداني غير مسموح لها التدخل في قراراتها.


عمار الحديثي: لماذا لا يجعل استطلاع هيئة المستشارين بمجلس الوزراء، نسبة رضا العراقيين على حكومة السوداني 99.99؟

وأشار السوداني إلى أن “التحركات الأمريكية الأخيرة، كانت عملية لتبديل القوات الموجودة في سوريا لواء بلواء آخر”.
وزعم رئيس حكومة الإطار التنسيقي أن “حركة ما موجود في القواعد الأمريكية بالعراق التي تضم مستشارين جميعها تخضع لموافقة الحكومة العراقية، لا وجود لأي حركة من دون علمنا”.
ولا يغفل مراقبون سياسيون أن التحركات الأمريكية تكشف حقيقة أن الاحتلال الأمريكي للعراق مازال مستمرًا نظريًا وعمليًا؛ وإن اختلفت الأساليب في إدارته وتنوعت الطرق في محاولات إخفائه؛ لصالح إعطاء صورة مموهة عن وجود حكومة قادرة في بغداد، ودولة حقيقية في العراق.
وأجمعوا على أن تحركات الوحدات الأمريكية داخل مدن عراقية وقريبًا من حدوده؛ لا تعلم بها الحكومة في بغداد، وليس لديها التبرير المناسب لها، أو القدرة على إيقافها. وليس كما زعم السوداني في تلفيق مكشوف لحقائق الوضع على الأرض.
وسبق أن زعم السوداني بأن حكومته أنجزت 80 بالمائة من خطتها وبعد شهرين من إعلان الحكومة، كما زعم في احتفالات إعلامية بأنه سينهي أزمة السكن في العراق والقضاء على المخدرات.
وسقطت مصداقية رئيس الوزراء الحالي بعد أن وعد باستعادة أموال سرقة القرن خلال أسبوعين من إطلاق سراح نور زهير، المدان بسرقة 2.5 مليار دولار من أموال الضريبة العامة.
ولم يتحقق حتى الآن استعادة أموال سرقة القرن مع عروض السوداني ورئيس هيئة النزاهة حيدر حنون وسط أكداس من الأموال، حيث وصفتها وسائل إعلام دولية ب “الكوميديا المسرحية” للتغطية على لصوص الدولة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى