هيئة علماء المسلمين: العراقيون مصرون على علوّ سقف مطالبهم لإسقاط النظام
بيان هيئة علماء المسلمين الداعم لثوار تشرين يؤكد على أن قوى وميليشيات الإطار التنسيقي ملتزمة بالنهج الذي تسير عليه منظومة العملية السياسية بإلحاق الأذى بالعراقيين وإزهاق أرواح من يطالبون بحقوقهم ومنح المتورطين بدمائهم إفلاتًا صريحًا من العقاب.
عمان- الرافدين
أكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق على أن الذكرى الرابعة لـثورة تشرين مرّت على العراقيين في الأول من تشرين الأول في أجواء مشابهة لانطلاقتها الأولى عام 2019.
وأوضحت الهيئة في بيان لها صدر الاثنين أن ساحة التحرير ببغداد شهدت حشدًا شبابيًا كبيرًا أحيا ذكرى الثورة برفع الشعارات نفسها المناهضة للنظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، والمطالِبة باجتثاث الفساد ومحاسبة أحزاب السلطة الغارقة فيه، والساعية إلى تخليص العراق من كل أشكال الاحتلال، وإنهاء الهيمنة الإيرانية ومشروعها الذي يستهدف واقع العراقيين ومستقبلهم على الأصعدة كافة.
وسلّط بيان الهيئة الضوء على ما اعتادت عليه حكومات الاحتلال المتعاقبة تجاه كل صوت مناهض لها؛ حيث أقدمت قوّات الأمن الحكومية على استخدام القوّة المفرطة لتفريق المتظاهرين في استذكار ثورتهم، وفض احتجاجاتهم، حينما صوّبت الرصاص الحي عليهم، وألقت قنابل الدخان، وطاردت الناشطين بهدف احتجازهم؛ الأمر الذي خلّف إصابات واختناقات طالت عددًا من الشبان، ليبدو المشهد أشبه برسالة مفادها أن قوى وميليشيات الإطار التنسيقي ملتزمة بالنهج الذي تسير عليه منظومة العملية السياسية بإلحاق الأذى بالعراقيين وإزهاق أرواح من يطالبون بحقوقهم منهم، ومنح المتورطين بدمائهم إفلاتًا صريحًا من العقاب.

وفي هذا السياق؛ أفادت هيئة علماء المسلمين بأن إصرار العراقيين على علوّ سقف مطالبهم التي سبق أن أسستها القوى العراقية المناهضة للاحتلال والعملية السياسية منذ ما يزيد عن عشرين سنة، ورفع الشعارات التي تعبّر عن هذه المطالب، من قبيل إسقاط النظام، وكشف جرائم الميليشيات الموغلة بدماء الأبرياء، فضلًا عن محاربة الطائفية ونظام المحاصصة وما تولد عنه من انتخابات، وقوانين، ومشاريع؛ دليل على الوعي عالي المستوى الذي وصل إليه شباب الحراك الجماهيري، وعموم العراقيين الذين أثمر فيهم هذا الوعي بالمقاطعة شبه الكلية للانتخابات الأخيرة التي آلت على الرغم من ذلك إلى تشكيل الحكومة الحالية التي تفتقد للشرعية الوطنية.
وفي الوقت الذي أعلنت الهيئة مباركتها ذكرى ثورة تشرين، مؤكدة على دعم شبابها في مطالبهم المشروعة؛ أكّدت أن من الواجب أن تذكّر العراقيين عامة والنشطاء منهم على وجه الخصوص؛ بأن طريق الحرية والتغيير طويل، ويستلزم عملًا دؤوبًا وصبرًا مستمرًا، مع ضرورة الحذر من محاولات القوى السياسية التي ما زالت تمسك بخناق العملية السياسية، وتسعى إلى استغلال الحراك الشعبي للوصول إلى مكاسب وغايات سياسية تخالف روح الحراك وأهدافه ومقاصده.
