أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

مستشفيات غزة ضحية حرب الإبادة الوحشية

الأمم المتحدة: المستشفيات تعاني من نقص الإمدادات مع ترشيد العمليات الجراحية واحتياطي الوقود يكفيها لمدة 24 ساعة فقط.

غزة – يتساءل أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن سبل تعامل المستشفيات مع هذا الوضع. بينما يستعد سكان غزة لمواجهة هجوم بري لقوات الاحتلال بعد أيام من الضربات الجوية المكثفة والحصار ردًا على هجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من تشرين الأول الجاري.
ويعمل 20 مستشفى حكوميًا ومنظمات غير حكومية من أصل 23 مستشفى بشكل جزئي. ويستمر في علاج ما متوسطه ألف جريح يوميًا، وهو ما يتجاوز طاقته بكثير.
ومن غير المتوقع أن يستمر احتياطي الوقود في المستشفيات لأكثر من بضع ساعات، ولذلك، قامت بعض المستشفيات بتخفيض الخدمات الأساسية، مثل غسيل الكلى، لتظل عاملة.
ونظرًا لانهيار جميع خدمات المياه والصرف الصحي في غزة تقريبًا، ذكرت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية التي تقودها اليونيسف أن السكان “معرضون لخطر الموت الوشيك أو تفشي الأمراض المعدية إذا لم يتم السماح للمياه والوقود على الفور بدخول القطاع”.
ومن شأن إغلاق المولدات الاحتياطية أن يعرض حياة الآلاف من المرضى لخطر مباشر، وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن “المستشفيات في غزة تواجه خطر التحول إلى المشارح بدون كهرباء”.
ويهرع الأطباء لمساعدة عدد متزايد من المرضى في المستشفيات المكتظة التي تعاني من نقص الأدوية والوقود بسبب الحصار، ومن بين هؤلاء المرضى أطفال أصيبوا في ضربات جوية.
ويقول الأطباء إن الحالات الأكثر خطورة فقط هي التي تخضع لعمليات جراحية نظرا لعدم كفاية الموارد.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن احتياطي الوقود في مستشفيات قطاع غزة يكفي لمدة 24 ساعة فقط مما يعرض آلاف المرضى للخطر.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن 2750 فلسطينيا على الأقل قُتلوا وأصيب 9700 منذ السابع من تشرين الأول. ولا يزال ألف شخص في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم تحت الأنقاض.
وناشد القدرة الناس التوجه إلى مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية عامة في القطاع الذي يبلغ عدد المنشآت الطبية العامة به 13 منشأة، من أجل التبرع بالدم.
وقال القدرة إنه إذا توقف المستشفى عن العمل فإن العالم كله سيكون مسؤولًا عن حياة مئات وآلاف المرضى الذين يعتمدون على خدمات الوزارة لا سيما التي يقدمها مستشفى الشفاء.
ويخدم مستشفى الشفاء قطاع غزة بأكمله، وإن كانت خدماته تتركز بشكل مباشر على 800 ألف شخص يعيشون في مدينة غزة.


القصف الهمجي لا يبالي بهلع الأطفال

وتشن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” أعنف ضرباتها الجوية على الإطلاق ومن المتوقع أن تشن هجومًا بريًا على قطاع غزة، وهو واحد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم إذ يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
وفر بعض الفلسطينيين من ديارهم في مدينة غزة بعد أن حذرهم جيش الاحتلال وطالبهم بضرورة التوجه جنوبا.
لكن بعض السكان قالوا إنهم عرضة لخطر الضربات الجوية في الطريق إلى الجنوب، ويعود البعض إلى الشمال بسبب انعدام الأمن وعدم وجود مكان للإقامة في الجنوب المكتظ بشكل متزايد.
وقال فلسطينيون في غزة إن حملة القصف خلال الليل هي الأعنف منذ أن شنت هجماتها الانتقامية. وأضافوا أن القصف كان كثيفا بشكل خاص في مدينة غزة، حيث أصابت ضربات جوية المناطق المحيطة بمستشفيين رئيسيين في المدينة.
ويرقد سعيد العبد الله على سرير في مستشفى موصولًا بجهاز لغسل الكلى. ونجا من القصف الذي استهدف منزله في خان يونس.
وقال “باغسل كلى، وبنتعذب في الكلى غسلها عذاب مر وبنعاني معاناة صعبة في المواصلات وفي الروحة وفي الجاية واتهجرنا”.
وأضاف “احنا بنعاني واحنا حاليا في حرب والحرب دمار وموت وعذاب واتشردنا.. وهذا الشيء صعب علينا”.
وتجري حاليا جهود دبلوماسية لمحاولة فتح معبر حدودي خاضع للسيطرة المصرية إلى غزة، مع وصول مساعدات أجنبية إلى الجانب المصري.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة، وبينما تستمر سيارات الإسعاف في الوصول إليه بمصابين، يواجه المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة احتمال تعطل الأجهزة الطبية.
وقال الطبيب محمد زقوت “لدينا 220 مريضا (بالكلى). نص الأجهزة تقريبًا ستخرج عن الخدمة الليلة، هذا معناته يعني كارثة حقيقية لأنه لن نستطيع إجراء الغسيل وبالتالي بعضهم سنضطر إلى اختصار الغسيل له ليومين أو يوم واحد فقط”.
وقال مريض كلى يدعى ناهض الخازندار، اضطر إلى الفرار مع عائلته من مدينة غزة إلى خان يونس، “أنا مريض فشل كلوي وأنا باغسل في الجمعة ثلاث مرات، لي أسبوع ما غسلتش”.
وأضاف في تصريح لمراسلة وكالة رويترز بينما كان ينتظر خارج قسم الكلى في مستشفى خان يونس حيث وصل عشرات الجرحى إضافة إلى جثث “بدني منفخ وجيت ع المستشفى عشان أغسل ومخنوق، لازم أغسل كلية ضروري”.


أشرف القدرة: إذا توقف مستشفى الشفاء عن العمل فإن العالم كله سيكون مسؤولًا عن حياة مئات وآلاف المرضى الذين يعتمدون على خدمات وزارة الصحة في غزة.
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى