الدحدوح في وداع أسرته: هذه دموع الإنسانية فقط، وليست دموع الجُبن وليخسأ الاحتلال
قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق: وائل الدحدوح مثال للمسلم قوي الإيمان وهو يودع ذويه بالصبر والاحتساب، وأنموذجًا يُحتذى به في المهنيّة الصحفية التي يتسم بها في ظل الأحداث التي تعصف بأهلنا الكرام في قطاع غزة.
عمان- الرافدين
أعرب قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ عن تضامنه مع الزميل الصحفي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة الفضائية في قطاع غزة، بعد استشهاد عدد من أفراد أسرته في قصف الاحتلال الصهيوني منزلاً كانوا قد نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقال القسم في رسالة بعثها إلى قناة الجزيرة “تلقينا بالكثير من الحزن والألم؛ نبأ استشهاد عدد من أفراد عائلة مراسل قناة الجزيرة الفضائية في قطاع غزة (وائل الدحدوح)؛ نتيجة جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يواصل كيان الاحتلال ارتكابها بحق المدنيين في القطاع المحاصر”.
وأكّد قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق على تضامنه مع الزميل الدحدوح الذي كان مثالاً للمسلم قوي الإيمان وهو يودع ذويه بالصبر والاحتساب، وأنموذجًا يُحتذى به في المهنيّة الصحفية التي يتسم بها في ظل الأحداث التي تعصف بأهلنا الكرام في قطاع غزة ومجرياتها وتطوراتها على مدار الساعة، بالتغطية الميدانية والتقارير الصادقة التي تكشف الوجه القبيح للكيان المجرم.
وابتهل القسم إلى الله تعالى أن يتقبل الشهداء من عائلة الزميل وائل الدحدوح، وجميع شهداء غزة وفلسطين، معبرًا عن ثقته بأن هذه الجرائم لن تنال من عزيمة وإرادة أهل غزة، ولا سيما الصحفيون منهم الذين يواصلون عملهم رغم ما يحيق به من مخاطر جمّة؛ إيمانًا منهم بقضية فلسطين وحق شعبها في التحرر من الاحتلال.
والأربعاء، أعلنت شبكة “الجزيرة” القطرية مقتل عدد من أفراد عائلة مراسلها بغزة وائل الدحدوح، بينهم زوجته وابنه وابنته في قصف “إسرائيلي” استهدف وسط القطاع.
وبثت القناة القطرية صورا للدحدوح، وهو يُلقي نظرة الوداع على ابنه، فيما التف حوله عدد من المواطنين الذين قدموا له العزاء.
ودانت الشبكة القطرية “بشدة الاستهداف العشوائي وقتل المدنيين الأبرياء في غزة الذي أدى إلى استشهاد أفراد من عائلة الدحدوح وعدد كبير من الضحايا الآخرين”.
وحثت القناة “المجتمع الدولي على التدخل العاجل لوضع حد لهذه الهجمات الهمجية وحماية أرواح الأبرياء”، محمّلة إسرائيل “المسؤولية” عن سلامة مراسليها وطواقمها في غزة.
ويعد الدحدوح من الوجوه المعروفة بين مراسلي القناة في العالم العربي، وهو كبير مراسليها في غزة وغطّى بشكل رئيسي الحروب التي شهدها القطاع على مر الأعوام الماضية.
وقال الدحدوح عن بكائه أثناء توديع عائلته، حسب ما بثته الجزيرة “هذه دموع الإنسانية فقط، وليست دموع الجُبن والانهيار، وليخسأ الاحتلال”.
وأضاف في تصريحات للقناة “المصيبة كبيرة حقيقة خصوصا أنها بحق أطفال ونساء، لا أكثر ولا أقل.. نحن في نهاية المطاف في هذه الأرض هذا هو قدرنا، وهذا هو خيارنا، وهذا هو صبرنا، ولن نحيد عن هذه الطريق”.
وظهر الدحدوح في مقطع مصور وهو يحمل بيديه جثمان طفلته الصغيرة بعد أن فقدت حياتها بسبب القصف “الإسرائيلي” على منزله.
كما ظهر في مقطع آخر وهو يودع ابنه باكيًا ويقول مستنكرًا “ينتقمون منا في الأولاد! (في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي)… إنا لله وإنا راجعون”.
ووفق الجزيرة، فإن القصف “استهدف عائلة الدحدوح بجنوب وادي غزة، وهي ضمن المناطق التي طلب الاحتلال من السكان التوجه إليها”.
وقالت إن “عددا من أفراد عائلة الدحدوح لا يزال في عداد المفقودين تحت الأنقاض”.
وطالبت المجتمع الدولي “بالمحافظة على أرواح مُراسليها وطواقمها الصحفية، ووضع حد لاستهدف الأبرياء في غزة”.