أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

هيئة علماء المسلمين في العراق: موقف الأمين العام من حرب الإبادة في غزة ينم عن إحساس عالٍ بمعاناة الشعوب

القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق: العدو متجه إلى نمط جديد من الإمعان في الإبادة بعيدًا عن أنظار العالم، وقطع طرق الحصول على المعلومات والمشاهد من غزة التي تفضح إجرامه الذي تجاوز كل حد ووصف.

عمان- الرافدين
أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق أنها تتابع باهتمام انشغال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الكبير بالأحداث الخطيرة في فلسطين، وجهوده الحثيثة لوقف الجرائم الخطيرة والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي تجري بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
جاء ذلك في رسالة بعثتها الهيئة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تتعلق بمواقفه تجاه ما يجري من عدوان على قطاع غزة، وجهوده لوقف الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني منذ ثلاثة أسابيع.
في وقت قال القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق إن العدو الصهيوني لم يكتفِ بجرائم الإبادة التي ارتكبها بحق أهلنا في غزة على مدى عشرين يومًا خلت؛ بل اتجه الآن إلى ما هو أشنع من ذلك بقطع شبكة الإنترنت والاتصال عن كامل القطاع قبيل تنفيذ قصف جوي وبري وبحري هو الأعنف منذ بدء الحرب.
وجاء في نص رسالة هيئة علماء المسلمين في العراق إلى الأمين العام لأمم المتحدة “نثني عاليًا على موقفكم وتصريحاتكم بهذا الشأن، ومنها قولكم (إن الشعب الفلسطيني يخضع لاحتلال خانق منذ 56 عامًا، شهد أرضه تلتهمها المستوطنات رويدًا رويدًا ويأكلها العنف، شهد اقتصاده يركد وسكانه يشردون، وديارهم تدمر وآمالهم لحل سياسي ومعاناتهم تتبخر)، وقولكم لممثلي دول العالم في الأمم المتحدة (حتى الحرب لها قواعد علينا أن نطالب جميع الأطراف باحترام واجباتها في ظل القانون الدولي وأن تكون يقظة في إدارة حملتها العسكرية وأن تحمي المستشفيات والمنشآت المدنية وأن تحترم مرافق الأمم المتحدة التي تأوي ما يزيد على (600) ألف فلسطيني)”.
وثمنت الهيئة النقل المستمر من جانب أمين عام الأمم المتحدة لمعاناة المدنيين في غزة في ظل القصف والاستهداف المباشر، الذي عبر عنه بقوله “إن قصف القوات الإسرائيلية غزة بلا هوادة وإيقاع الضحايا من المدنيين والتدمير الكامل لأحياء كاملة يتواصل بشكل كامل، أنا أخلد ذكرى عشرات الزملاء العاملين في الأمم المتحدة الذين يعملون بـ(الأنروا) للأسف قتل (35) منهم على الأقل في الوقت الراهن أثناء قصف غزة على مدار الأسبوعين الماضيين، أنا مدين لعائلاتهم بالتنديد بحالات القتل هذه، والعديد من عمليات القتل المماثلة”.
ووثقت هيئة علماء المسلمين في العراق موقف الأمين العام للأمم المتحدة الرافض لفكرة تهجير سكان غزة؛ من منطلق أن “حماية المدنيين لا تعني فرض أمر… على أكثر من مليون نسمة أن يغادروا باتجاه الجنوب حيث لا مأوى، ولا غذاء ولا مياه ولا أدوية ولا وقود، ومن ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه”، معربة عن تقديرها انشغال الأمين العام عالي المستوى باستمرار الانتهاكات الخطيرة، الذي كشف عنه قوله “أنا منشغل انشغالًا عميقًا أمام الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الذي نشهده في غزة.
وشكرت الهيئة حرص الأمين العام أنطونيو غوتيريس على إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة بدون قيود، وسفره إلى معبر رفح لهذا الغرض، ومطالبته المستمرة بإيقاف إطلاق النار الفوري، معلنة عن تضامنها معه في وجه الاتهامات التي كيلت له بسبب مواقفه هذه، التي تنم عن إحساس عالٍ بمعاناة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، والتزام منه بمهام منصبه، فضلًا عن شعور إنسانيٍّ نبيل وموقف أخلاقيٍّ كريم.


الاحتلال انتقل إلى مرحلة متقدمة من ممارسة سياسة الأرض المحروقة

وتضمّنت الرسالة أيضًا تأكيد هيئة علماء المسلمين في العراق متابعتها باهتمام للمؤتمر الصحفي للأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ الخامس والعشرين من تشرين الأول الحالي، الذي رد فيه ردًا موفقًا على اتهامات المسؤولين في “تل أبيب”، وأكد فيه على مواقفه المهمة متقدمة الذكر، مبينة أنها تشد على يديه في هذا الصدد، وتدعو الدول التي تؤيد مواقفه النبيلة هذه، إلى أن تكون مواقفها الساندة له معلنة ومتكررة، حتى لا يكون موقفه منفردًا أمام الدول المؤيدة للعدوان.
في غضون ذلك قال القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق “إن العدو الصهيوني لم يكتفِ بجرائم الإبادة التي ارتكبها بحق أهلنا في غزة على مدى عشرين يومًا خلت؛ بل اتجه الآن إلى ما هو أشنع من ذلك بقطع شبكة الإنترنت والاتصال عن كامل القطاع قبيل تنفيذ قصف جوي وبري وبحري هو الأعنف منذ بدء الحرب.”
وأشار القسم في تصريحات صدرت مساء الجمعة السابع عشر من تشرين الأول الحالي إلى أن العدو متجه إلى نمط جديد من الإمعان في الإبادة بعيدًا عن أنظار العالم، وقطع طرق الحصول على المعلومات والمشاهد التي تفضح إجرامه الذي تجاوز كل حد ووصف.
وكشف القسم السياسي عن أن الاحتلال الصهيوني وعلى مدى الأيام القليلة الماضية؛ استهدف فرق الصحافة العاملة في قطاع غزة، إذ أظهرت إحصاءات ميدانية سريعة استشهاد (34) صحفيًا يعملون في مؤسسات مختلفة، أثناء تغطيتهم العدوان وعملهم الدؤوب في نقل الحقيقة إلى الرأي العام، لافتًا إلى أن هذا مما يقود إلى الاستنتاج بأن الاحتلال مارس التدرج في إطفاء مصادر المعلومات حتى وصل إلى ما نشهده الآن من قطع وسائل الاتصال في الساعات التي يتعرض فيها كل شبر من قطاع غزة لقصف لا يُفهم منه سوى أن الاحتلال انتقل إلى مرحلة متقدمة من ممارسة سياسة الأرض المحروقة.
وأكّد القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق على أنّ الأمّة كلّها وبكافة مفاصلها وكياناتها وأفرادها ومؤسساتها وأنظمتها؛ باتت مطوّقة بكل مسؤولية: شرعية، وأخلاقية، وسياسية، وقانونية؛ لاتخاذ ما يلزم إجراؤه من عمل أو حراك أو موقف، أو تعبير؛ للدفاع عن غزة وأهلها، ودعم مقاومتها، وكبح جماح الاحتلال الصهيوني الذي يحظى بدعم غربي غير محدود، يقوّيه تخاذل أو سكوت النظام الرسمي العربي والإسلامي، ونكوص الأدعياء الذين كانوا وقت الرخاء يملؤون الساحات السياسية ضجيجًا، فلما حانت ساعة الميدان تواروا خلف التصريحات المخذلة والمواقف الانهزامية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى