أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

واشنطن ولندن تسحبان رعاياهما في اعتراف بالهدوء السياسي الخادع في العراق

صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية: رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لا يستطيع السيطرة والتأثير على الميليشيات المسلحة.

بغداد- الرافدين
قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان على موقع الحكومة الرسمي إنها سحبت موظفي سفارتها مؤقتًا من بغداد بسبب مخاطر تدهور الوضع الأمني.
ونصحت وزارة الخارجية جميع البريطانيين بعدم السفر إلى جميع محافظات العراق باستثناء مدن إقليم كردستان شمال العراق، عند الضرورة القصوى.
ويأتي التحذير البريطاني من عدم السفر إلى العراق بالتزامن مع تقارير أمنية أكدت على أن الولايات المتحدة حذرت رعاياها بعدم السفر إلى العراق واخلاء رعاياها من غير العاملين في حالات الطوارئ.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن تحذير السفر يأتي عقب صدور أمر بالمغادرة لأفراد الأسر والموظفين الحكوميين من غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأمريكية ببغداد والقنصلية العامة بأربيل “نظرا لتزايد التهديدات الأمنية ضد الموظفين الأمريكيين والمصالح الأمريكية”.
وحاولت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني الإيحاء بأن الأمور تحت سيطرتها، فيما القوات الأمنية الحكومية لا تستطيع الدخول في مواجهات مع الخصوم المتصارعين على المشهد بين ميليشيات الإطار التنسيقي وأنصار التيار الصدري. بالتزامن مع الحرب المستمرة في غزة.
غير أن تقرير لصحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية أكد على أن السوداني لا يستطيع السيطرة والتأثير على الميليشيات المسلحة عندما تستحوذ على الشارع.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيانها أن المدن العراقية وخصوصًا العاصمة بغداد معرضة لاحتجاجات شعبية بانتظام. ويمكن للاحتجاجات أن تتصاعد إلى أعمال عنف.
وأكدت على أن العراق لا يزال عرضة للتوترات الإقليمية. ولا يزال عدد من المناطق في العراق عرضة لهجمات متفرقة بالمدفعية والطائرات بدون طيار والصواريخ.
وشددت على أن هناك تهديد كبير لجميع الرعايا البريطانيين بالاختطاف في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك من الجماعات المتشددة، والتي يمكن أن تكون بدافع الإجرام أو الإرهاب.
وطالبت أي بريطاني يتطلب عمله السفر إلى إقليم كردستان العراق أن يظل يقظًا، وأن تكون لديه ترتيبات أمنية وخطط طوارئ تبقى على قيد المراجعة، مع مواكبة آخر التطورات، بما في ذلك عبر وسائل الإعلام.
ويرى مراقبون أن الرسالة الأمريكية والبريطانية المتزامنة في غاية الوضوح، بأن الهدوء السياسي الخادع الذي تعيشه حكومة الإطار التنسيقي ليس موضع اطمئنان، وأن واشنطن مع بقاء الوضع في العراق على ماهو عليه في الوقت الحاضر، إلا أن ذلك لا يعني أن زعماء العملية السياسية موضع ثقة دائمة.
وتزامن ذلك مع تغييرات أجراها رئيس حكومة الاطار محمد شياع السوداني على قيادات القوات الأمنية والعسكرية أثارت التساؤلات بشأن وضع ضباط يدينون بالولاء للحشد الشعبي على رأس مؤسسات عسكرية.
وقال مصدر سياسي عراقي إن تحذير الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياها بعدم السفر إلى العراق واخلاء رعاياها من غير العاملين في حالات الطوارئ، اعتراف حقيقي بـ “الهدوء الخادع” الذي كانت تزعم به السفيرة الأمريكية في العراق آلينا رومانوسكي وتروج له حكومة الإطار التنسيقي وزعماء العملية السياسية.
وأكد على أن العراق يعيش على “قدر ضغط كاتم” سينفجر في لحظة ما عندما يجتمع الغضب الشعبي ضد العملية السياسية وفشلها مع الاستياء من التخاذل العربي لنصرة الفلسطينيين في غزة.


كرم نعمة: العراق المختطف من قبل ميليشيات إيران لا يشكل خطرًا على “إسرائيل” والعراق المزيف لا يثير اهتمامها لأنها كانت تخشى من العراق الحقيقيالمالكي ليس سعيدا على الإطلاق بحرق أنصار الصدر لمبنى سفارة السويد عندما شاهد انصياع حكومة محمد شياع السوداني للجموع دون أن تفعل شيئا
وتؤكد التقارير السرية التي ترفعها السفيرة رومانوسكي إلى وزارة الخارجية الأمريكية على أن موجة الاستياء الشعبي العراقي لم تتراجع، وأن الصراع والتنافس بين القوى السياسية والأحزاب على مغانم الدولة تستعر مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات.
وسبق أن قالت السفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوسكي، “إن العراقيين لا يريدون دولة تسيطر عليها ميليشيات، وأن الولايات المتحدة لن ترحل عن المنطقة، وأن العراق يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لدى واشنطن”.
وأوضحت “مهما تكن طبيعة علاقة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع هذه الجماعات المسلحة والفصائل، فإن الهدف يجب أن يبقى منصبا على ضمان تمتع العراق بالاستقرار والأمن، وهو هدف منوط تحقيقه برئيس الوزراء”.
ويجمع مراقبون على أن الاستعراضات الزائفة التي تقوم بها ميليشيات إيران في العراق بشأن العدوان “الإسرائيلي” على غزة محاولة مكشوفة لامتصاص الغضب الشعبي العراقي الحقيقي الداعم على مر تاريخه المعاصر للقضية الفلسطينية.
ويرون أن الغضب الشعبي العراقي الحقيقي يكمن في أنه رافض للوضع السياسي المتردي والمستمر بالفشل منذ عشرين عامًا، فضلا عن القهر الذي يسببه العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين في غزة، وأن اجتماع الغضبين سيقرب لحظة الانفجار الشعبي في مدن العراق.
ووصف تقرير لمعهد واشنطن وصف بيانات وتهديدات الميليشيات المدعومة من إيران لـ “إسرائيل” بالعرض المسرحي الفارغ من أي فعل حقيقي على الأرض.
وقال الكاتب العراقي كرم نعمة “تدرك إسرائيل أن طريق القدس لا يبدأ من بغداد إلا عندما تكون بيد أبنائها، لذلك فالعراق المختطف من قبل ميليشيات إيران لا يشكل خطرًا على إسرائيل، والعراق المزيف لا يثير اهتمام إسرائيل لأنها كانت تخشى من العراق الحقيقي”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى