أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

ميليشيات ولائية تعمل على تغيير هوية العراقيين الثقافية

ناشطون: مراكز مجانية بمختلف مدن البلاد لتعليم اللغة الفارسية تدعمها الميليشيات في محاولة لتغيير بنية المجتمع العراقي وطمس هويته الوطنية.

بغداد – الرافدين
تعمل الميليشيات الموالية لإيران في العراق ومن خلال نفوذها العسكري والسياسي على تغيير بنية المجتمع العراقي وطمس هويته الوطنية بأكثر من وسيلة منذ العام 2003 من أبرزها افتتاح المدارس الإيرانية ونشر اللغة الفارسية بين العراقيين تحقيقا لأهداف إيران التوسعية.
وتستغل إيران قوتها الناعمة لكسب الولاءات وإحداث تغيير في تركيبة المجتمع في البلاد التي تنشط فيها ميليشياتها، فمنذ تولي حكومات موالية لها افتتحت إيران أكثر من 14 مدرسة في مختلف مدن العراق، يرى كثير من المختصين أنها مراكز لنشر الثقافة الفارسية تحت غطاء التعليم.
وتنتشر المدارس وما يسمى بالمراكز الثقافية الإيرانية في وسط وجنوب العراق حيث تقدم تسهيلات وامتيازات للعراقيين من أجل تعلم اللغة الفارسية في خطوة واضحة لفرض ثقافتها داخل المجتمع العراقي.
ولا تعد المدارس وحدها التي تعلم اللغة والثقافة الفارسية في البلاد وإنما هناك دور للأيتام ومنظمات مجتمع مدني تعمل على ذات المنهاج وغالبا تستهدف الأحياء الفقيرة.
وانتقد ناشطون عراقيون تقديم دورات مجانية لتعليم اللغة الفارسية في وسط وجنوب البلاد، واصفين الأمر بعملية طمس الهوية العراقية من قبل ميليشيات إيران في العراق.
وطالب ناشطون أن لا تقتصر الدورات التعليمية على اللغة الفارسية كما يحدث في مدن الجنوب، وتعليم بقية اللغات إن كان الهدف تعليميا.
وبينوا أن إقحام اللغة الفارسية في المجتمع العراقي يسبب انسلاخ المواطن عن هويته العربية ويؤثر على الأجيال القادمة.
وأكدوا أن المنظمات الممولة إيرانيا تعمل على نشر ثقافة بديلة بدعم من الأحزاب التي تسيطر المشهد السياسي.
وسبق أن كشفت جهات أكاديمية عن “اختراقٍ” في قطاع التعليم من جهات مشبوهة، بغرض نشر اللغة الفارسية، وإحلالها محل العربية، لغة البلاد، وإحداث تغيير في البنية الثقافية والسكانية، يضمن إيجاد مجموعات سياسية واجتماعية نافذة، تمهد لسيطرة إيران على العراق، وأن ذلك كله يتم تحت ستار العلم، وبطرق وأساليب لا تثير الشبهات، فقد استُحدثت أقسام ومراكز في الجامعات العراقية لتدريس اللغة والآداب الفارسية.
وأضافت أن الطلبة المنخرطون فيها يحصلون على امتيازاتٍ لا تتوفر لطلبة الأقسام الأخرى، حيث يتقاضون منحة شهرية، ويُرسل المتفوقون منهم لإكمال دراساتهم العليا في الجامعات الإيرانية.
وبينت أن دورات تعليم اللغة الفارسية للشباب في طول البلاد وعرضها، تقيمها من تسمي نفسها منظمات مجتمع مدني، وبتمويل إيراني، ويتم توزيع كراسات ونشرات مصورة وأشرطة تعليم اللغة مجانا، وورشات عمل في طرق تدريس الفارسية، وتدريب كوادر تعليمية، واستقدام مدرسين وأساتذة من الجامعات الإيرانية، تحت لافتة التبادل الثقافي والعلمي.
ويعاني القطاع التعليمي في البلاد تدهورا على جميع المستويات وهو الأمر الذي ساعد على توجه كثير من الطلبة العراقيين إلى البحث عن بدائل خاصة في إيران.
وتساءل أستاذ علم الاجتماع عبد السلام الطائي، “إلى متى يبقى العراق غنيمة حرب إيرانية أمريكية، من يشرف على المدارس الإيرانية ببغداد، وزارة التربية العراقية أم السفارة الإيرانية، لم المدارس الإيرانية تخصص الأموال والملابس ووجبات طعام وكتب مجانًا، وما سر تشجيع السفر إلى إيران مع مصرف جيب، بينما أطفال العراق يموتون جوعًا وبالمخيمات ويعيشون بلا مدارس ولا تدفئة؟”.
وأضاف “تعتبر الأسرة العراقية أقدم مؤسسة اجتماعية لبناء الإنسان وقولبة شخصيته الوطنية القادرة على الإعمار والدفاع عن الوطن، تليها وكالات التنشئة الاجتماعية الأخرى، كالمدرسة ووسائل الإعلام وغيرها، ولقد برهن الواقع، بأنه كلما ازدادت المدارس الإيرانية ازداد العراق تخلفا، نظرا ما للتاريخ الإيراني في العراق وغيره من الدول العربية من وقائع مشينة”.
وتمتلك إيران نحو أربعين مركزا تعليميا على شكل مدرسة أو مركز تدريب في العاصمة بغداد وباقي المحافظات ومنذ عام 2003 أخذت المدارس الإيرانية بالتوسع في قبول الطلبة وتعيين الكادر التدريسي والوظيفي بشكل لافت للنظر، علاوة على ما تقدمه من امتيازات، تفوق ما تقدمه وزارة التربية في العراق.
وسبق أن أثارت دعوة وزير التعليم العالي في حكومة حيدر العبادي إلى تعليم اللغة الفارسية في عموم العراق، من خلال إقامة دورات وعدم الاقتصار على العاصمة بغداد، غضب واستياء العراقيين لتنامي تأثير إيران في المجتمع العراقي.
ويرى مراقبون أن النفوذ الإيراني في العراق ليس عسكريا فقط، بل ثقافي أيضا، وهذا أخطر ما يواجه البلاد حاليا، منتقدين الجهات الحكومية لعدم تحركها لمواجهة عمليات تجهيل وغسل أدمغة المجتمع التي ينفذها النظام الإيراني وميليشياته ضد العراقيين، بدءًا بالأطفال وحتى مراحل متقدمة من أعمارهم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى