أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الصمت الدولي على غطرسة الاحتلال يوصل عدد شهداء غزة إلى عشرة آلاف

مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة يصدرون بيانًا مشتركًا مطالبين بوقف فوري إنساني لإطلاق النار

غزة- تدور معارك عنيفة في شمال قطاع غزة بعد أن أكد جيش الاحتلال “الإسرائيلي” أنه بات مقسما إلى شطرين، فيما شهدت الليلة الماضية قصفًا عنيفا، وباتت حصيلة الشهداء بعد شهر من الحرب في القطاع تقترب من عشرة آلاف. في وقت أصدر مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة مساء الأحد بيانًا مشتركًا مطالبين بـ”وقف فوري إنساني لإطلاق النار”.
وترفض حكومة بنيامين نتنياهو الاستجابة للنداءات المتزايدة لإقرار هدنة إنسانية. وقد أنهى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة في المنطقة لم تحقّق أي نتيجة على هذا الصعيد.
وأفاد الجيش “الإسرائيلي” أن المعارك على الأرض تترافق مع “ضربات” بلغ عددها 2500 منذ السابع تشرين الأول في محاولة لإخراج مقاتلي المقاومة الفلسطينية المتحصنين في شبكة أنفاق.
وتصيب عمليات القصف هذه المدنيين في الصميم حتى في جنوب قطاع غزة البالغة مساحته الإجمالية 362 كيلومترا مربعا ويعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني في ظل حصار مطبق يحرمهم من المياه والأغذية والكهرباء منذ التاسع من تشرين الأول. وتفرض قوات الاحتلال أساسا حصارًا بحريًا وجويًا وبريًا على قطاع غزة منذ تولي حركة حماس السلطة فيه في العام 2007.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة الاثنين سقوط “أكثر من 200 شهيد بمجازر ليلية”، موضحة أن هذه الحصيلة تشمل مدينة غزة وشمال القطاع فقط.
وبذلك، ستتجاوز حصيلة القتلى اليوم على الأرجح العشرة آلاف، بعد أن كانت آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع سجلت مقتل 9770 نصفهم تقريبا من الأطفال في القصف “الإسرائيلي” منذ بدء الحرب.
وأكدت حكومة حماس الأحد أن الجيش “الإسرائيلي” يشن “قصفا كثيفا” حول مستشفيات عدة في شمال القطاع، حيث قطعت إسرائيل الاتصالات الهاتفية والإنترنت قبيل ذلك. وسُجّل خصوصا قصف قرب مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع المحاصر، وفق المصدر نفسه.
في هذا الوقت، أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنزال “مساعدات طبية عاجلة” جوا فجر الاثنين في غزة مخصصة لمستشفى ميداني أردني.
وأوضح الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه “نسّق” مع الأردن إنزال هذه المساعدات.
وأصدر مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة مساء الأحد بيانا مشتركا مطالبين بـ”وقف فوري إنساني لإطلاق النار”.
وكتب مسؤولو الوكالات الأممية أنه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة لمساعدة السكان. وجاء في البيان “نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لقد مر 30 يوما. هذا يكفي. يجب أن ينتهي هذا الآن”.
وقتل 1400 شخص منذ بدء الهجوم غير المسبوق لحركة حماس داخل المستوطنات الإسرائيلية، قضوا في اليوم الأول للهجوم في السابع من تشرين الأول.
ودوّت صافرات الإنذار مرات عدة الأحد في تل أبيب ومدن قريبة من قطاع غزة واعترض الجيش صواريخ عدة قادمة من قطاع غزة.


زكريا عقل: الوضع صعب جدا. لا خبز لا ماء ولا حتى مياه مالحة. رأينا جثثًا على الطريق والأطفال كانوا خائفين جدًا

وجدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي تعارض بلاده وقفا لإطلاق النار معتبرة أنه يخدم مصالح حماس، التأكيد الأحد على “التزام الولايات المتحدة بإيصال مساعدة إنسانية حيوية” لغزة خلال زيارة له غير معلنة لرام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وندّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد أمام بلينكن بـ”حرب إبادة” تشن على قطاع غزة.
ودعا بلينكن إلى “وقف أعمال عنف المتطرفين” التي تطال الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث يخشى المجتمع الدولي امتداد النزاع.
وقتل أكثر من 150 فلسطينيًا في الضفة بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين منذ السابع من تشرين الأول، بحسب السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأعلن الجيش “الإسرائيلي” الاثنين توقيف الناشطة الفلسطينية عهد التميمي في الضفة الغربية المحتلة بشبهة “التحريض على الإرهاب”.
ومنذ السابع من تشرين الأول، ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات اعتقال واسعة في الضفة طالت أكثر من 2000 فلسطيني، وفق ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني.
وأصيبت جندية “إسرائيلية” بجروح خطرة الاثنين بعدما طعنها شخص بسكين في القدس الشرقية. وقتل المنفذ لاحقا، بحسب الشرطة.
أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، أنها دمرت آليات عسكرية إسرائيلية خلال المعارك الدائرة في غزة.
وقالت “كتائب القسام” في سلسلة بيانات عبر منصة تلغرام “دمرنا 4 آليات صهيونية على مشارف مخيم الشاطئ وحي الشيخ رضوان (شمالي غزة) بقذائف الياسين 105”.
وأضافت الكتائب أن “مقاتليها دمروا دبابة صهيونية متوغلة جنوب تل الهوى (جنوب غزة) بقذيفة الياسين 105”.
وتابع: “قصفنا تحشدات قوات العدو المتوغلة ببلدة جحر الديك (جنوب شرق مدينة غزة) بقذائف الهاون”.
وقال الناطق باسم الجيش “الإسرائيلي” دانيال هاغري إن القوات الإسرائيلية على الأرض قسمت قطاع غزة إلى شطرين جنوبي وشمالي.
وقتل ما لا يقل عن 30 جنديا منذ بدء العملية البرية، بحسب الجيش “الإسرائيلي”.
ويقدر أن عدد الأشخاص الذين لا يزالون في شمال قاطع غزة يراوح بين 300 و400 ألفا.
وقال زكريا عقل خلال فراره مع عائلته جنوبا “الوضع صعب جدا. لا خبز لا ماء ولا حتى مياه مالحة. رأينا جثثا (على الطريق) والأطفال كانوا خائفين جدا”.
وألحق القصف “الإسرائيلي” المتواصل منذ شهر تقريبا دمارا هائلا وتسبب بنزوح 1.5 مليون شخص، وفق الامم المتحدة.

حرب إبادة للمدنيين الفلسطينيين

وقال سعيد النجمة من مخيم المغازي للاجئين في وسط غزة حيث قتل أكثر من 30 شخصا في قصف مساء السبت بحسب حماس “ليس لدينا ما نحفر به لإزالة الانقاض لذا يقتل الناس ولا يمكننا إلا أن نشاهد ما يحدث”.
وقال المصور الصحافي محمد العالول الذي فقد أربعة من اطفاله وأربعة من أشقائه وعددا من أولادهم “كنت أبكي عندما أرى أطفال الآخرين يموتون وراء عدستي، واليوم فقدت أولادي”.
في لبنان، قتل أربعة أفراد من عائلة صحافي بينهم ثلاثة أطفال في ضربة “إسرائيلية” الأحد استهدفت سيارة كانوا فيها.
وفي جنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر، يعيش مئات آلاف الأشخاص في ظروف صعبة جدا.
وفتح معبر رفح الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي جزئيا منذ 21 تشرين الأول للسماح بمرور مساعدات إنسانية. وقد دخلت حتى السبت 451 شاحنة وفق الأمم المتحدة.
وتمكن مئات الأجانب ومن حاملي الجنسيات المزدوجة (1100 بحسب الأمم المتحدة) من مغادرة غزة عبر رفح الأٍسبوع الماضي. إلا ان هذه العمليات معلقة منذ السبت بعدما رفضت “إسرائيل” إجلاء بعض الجرحى الفلسطينيين، بحسب ما أفاد مسؤولون مصريون وفلسطينيون.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي الى تركيا الاثنين بعدما زار “إسرائيل” ورام الله والأردن والعراق.
وقرر إردوغان عدم الاجتماع بوزير الخارجية الأمريكي الذي سيكتفي بلقاء نظيره التركي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد إن بلاده “تعمل في الكواليس” مع حلفاء إقليميين في محاولة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل متواصل الى غزة.
وندّد بحصول “مجزرة لا أخلاقية” في غزة وقطع كل الاتصالات مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو واستدعى سفير تركيا في “إسرائيل”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى