أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراقمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

الميليشيات تتقاتل في البصرة على حصصها قبل انتخاب مجلس المحافظة

أصبحت البصرة الجبهة الجديدة للأزمة السياسية في العراق حيث يمارس أنصار التيار الصدري الضغط على خصومهم من ميليشيا العصائب لقطع مواردهم المالية

البصرة- الرافدين
عزت مصادر أمنية في محافظة البصرة الاشتباكات المسلحة بين ميليشيا العصائب بزعامة قيس الخزعلي وعناصر تابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى التنافس المحتدم على المغانم والعقود في المدينة.
وقال المصدر الأمني إن الضغينة والكراهية لم تنته بين الخزعلي والصدر واتباعهما، وهي أشبه بموقد جاهز لإضرام النار فيه خصوصًا مع اقتراب موعد انتخابات مجلس للمحافظة الشهر المقبل حيث يدفع الخزعلي بأنصاره للحصول على حصة وازنة.
ويتوعد أنصار التيار الصدري وإن لم يشاركوا في انتخابات مجالس المحافظات، إلا أنهم يعملون على منع خصومهم من العصائب و “دولة القانون” برئاسة نوري المالكي من السيطرة على مجالس المحافظات.
وتشهد البصرة اشتباكات مسلحة شبه يومية بين الصدريين وعناصر ميليشيا العصائب، وهي إحدى الميليشيات المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي وفي الإطار التنسيقي وتدعم نوري المالكي الخصم اللدود لزعيم التيار مقتدى الصدر.
وأكد ضابط في قيادة عمليات البصرة في تصريحات لوسائل إعلام عربية، استمرار الانتشار العسكري المكثف في المنطقة، مشيرًا إلى أن “الوضع ما زال غير مستقر، وهناك مخاوف من تجدد الاشتباكات بينهما، وهو ما دفع باتجاه اتخاذ إجراءات أمنية مشددة والانتشار العسكري”.
وأضاف أن “التوجيهات نصت على فرض السيطرة بالقوة على المنطقة، ومنع أي انتشار للمسلحين فيها”.
وشهدت محافظة البصرة مساء الأربعاء توترًا أمنيًا إثر اشتباكات مسلحة بين ميليشيا العصائب وعناصر تابعة للتيار الصدري، أسفرت عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

واندلعت الاشتباكات في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء في وسط البصرة، التي تعد أحد معاقل التيار الصدري.
وبدأت الاشتباكات بين عناصر ميليشيا العصائب والتيار الصدري داخل مجلس عزاء أدى إلى مقتل شخص، وسرعان ما اتسع النزاع المسلح حتى وصل إلى دائرة الطب العدلي التي نقلت إليها جثة القتيل، ومن ثم قتل شخص ثان وأصيب 3 عناصر من الشرطة حاولوا فض الاشتباك.
وأكدت شرطة محافظة البصرة وقوع الاشتباك، مشيرة إلى إلقاء القبض على مطلقي النار واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، قائلة في بيان إن “مغرضين يحاولون تشويه الصورة الحقيقية لمحافظة البصرة، وأن شرطة المحافظة ستلاحق هؤلاء العابثين قضائيًا وسيلاقون جزاءهم وفق القانون”.
وهذه الاشتباكات ليست الأولى من نوعها في المحافظة، إذ شهدت في الفترات السابقة اشتباكات مماثلة لعدة مرات بين ميليشيا العصائب و”سرايا السلام” التابعة للتيار الصدري بسبب الصراع على النفوذ في المحافظة، وصلت خلال الفترة الماضية إلى حرق مكاتب بعض هذه الأطراف، واستخدام الأسلحة في الاستعراض والهجمات، وأسفر ذلك عن وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين.
وخرج المئات خلال الأسابيع الماضية من عناصر ميليشيا تابعة للتيار الصدري في البصرة، وهم يحملون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في جولة بين شوارع وأحياء المدينة، في مسعى لتأكد حضورهم في المدينة مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات.
وأصبحت البصرة الجبهة الجديدة للأزمة السياسية في العراق حيث يمارس أنصار التيار الصدري الضغط على خصومهم من ميليشيا العصائب لقطع مواردهم الاقتصادية.
وسبق وأن ووجّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تهديدًا إلى زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي واصفًا إياه بالوقح على خلفية الاشتباكات التي حصلت في البصرة.
وحذر الصدر، قيس الخزعلي من عدم كبح جماح ميليشيات العصائب، داعيا إياه إلى التبرؤ من القتلة والمجرمين التابعين له، والتأكد من عدم الانتماء لميليشياته.
ويعتبر العراق ثاني أكبر المنتجين في منظمة أوبك، حيث بلغ إنتاجه اليومي أكثر من 4.45 ملايين برميل، وان معظم الإنتاج النفطي مصدره من البصرة، التي تضم أربعة من أكبر ستة حقول نفطية في العالم.
وتمثل الأموال الآتية من الموارد النفطية، شريان الحياة بالنسبة لمعظم القوى السياسية والميليشيات المسلحة، التي تسحب الأموال من خلال تعاقدات فاسدة وعمولات ورشى وأعمال غير مشروعة مرتبطة بالموانئ الحدودية وشركات النفط في البصرة.

وأجمع مسؤولون محليون وعناصر في الميليشيات المسلحة في المدينة، على أن إلحاق الشلل بنشاطات ميليشيا العصائب برئاسة قيس الخزعلي المنافسة لميليشيا سرايا السلام التابعة للتيار الصدري في البصرة، سيلحق بها خسائر مقدرة بمليارات الدنانير شهريًا.
وعبرت مصادر سياسية عن ثقتها بأن ميليشيا العصائب ستكون الخاسر الأكبر من عرقلة نشاطاتها بسبب هجمات الصدريين.
ويحاول عناصر مسلحة من التيار الصدري الضغط على خصومهم في ميليشيا العصائب وتجريدهم من عائداتهم المالية في مدينة البصرة، الحاضنة النفطية الأكبر في العراق.
وتعتبر “سرايا السلام” التابعة للصدر الفصيل المسلح الأكثر نفوذا في البصرة، بينما أظهرت ميليشيا العصائب التي تأتي في المرتبة الثانية، أنها منافس جدي للتيار الصدري، وحققت أرباحًا مالية ضخمة.
وقال قيادي في “سرايا السلام” إن كافة القوى السياسية والفصائل المسلحة تحيا على موارد البصرة، وحرمانها من مواردها الاقتصادية الأكثر أهمية، سيؤدي إلى تدميرها.
وأضاف أن فصيل العصائب يشكل “رأس حربة” معارضي الصدر، وإن كسر رأس الحربة هذا سيتسبب بدون شك في كسر الباقيين.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى