أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

اقتحام مجمع الشفاء في قطاع غزة جريمة حرب مكتملة الأركان

قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق يُحمّل الولايات المتحدة الأمريكية، وكيان الاحتلال الصهيوني، والأنظمة الغربية ودوائرها السياسية جميعًا المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية في غزة.

عمان- الرافدين
قال قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق إن اقتحام مجمع الشفاء واستهداف المرافق الطبية الأخرى في قطاع غزة؛ يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، وجريمة ضد الإنسانية كون المجمع منشأة مدنية فيها ما يزيد عن ستة آلاف مدني من الجرحى والمرضى إلى جانب النازحين الذين فقدوا أسباب الوصول إلى مأوى آمن في ظل آلة الحرب الفتاكة التي أطلق جيش الاحتلال العنان لها بلا هوادة.
وحمّل في تصريح صدر الأربعاء الولايات المتحدة الأمريكية، وكيان الاحتلال الصهيوني، والأنظمة الغربية ودوائرها السياسية جميعًا المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.
وأضاف “أن في الحراك الشعبي المناهض للعدوان في أنحاء العالم المختلفة، وفي عالمنا العربي والإسلامي على وجه الخصوص؛ مسعًى حقيقيًا لاتخاذ إجراء عملي وواقعي، واتخاذ رأي جمعي معتبر، يمهّد لأهلنا في غزة خطوة على طريق الخلاص والتحرير وهزيمة العدو -بإذن الله-، وهو مسعى تبلغ أهميته مبلغها حينما تبادر النخب من العلماء والمثقفين والإعلاميين والسياسيين وغيرهم؛ إلى استثمار ما تبقى من وقت وتدارك ما فات من المسؤوليات التي كان من الواجب القيام بها مبكرًا، دون التعويل على مواقف بعض الأنظمة الرسمية غير المؤهلة لتكون في مستوى طموح شعوبها”.
وأوضح تصريح قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق “اقتحم جيش الاحتلال الصهيوني فجر الأربعاء الخامس عشر من تشرين الثاني مجمع الشفاء الطبي شمالي مدينة غزة، وداهم مبنيَي (الجراحات) و(الطوارئ) فضلًا عن قبو المستشفى، بعد محاصرته بالدبابات وقصف خمسة مبانٍ فيه على الأقل، وإطلاق النار على المدنيين الذين خرجوا من الممر الذي زعم الاحتلال أنه آمن للخروج، إلى جانب توارد أنباء عن قيام جنوده بالتنكيل بجثامين الشهداء في محيطه.”
وشدد التصريح على أن أقدام الجيش الصهيوني على تحويل المجمع إلى ثكنةً عسكرية، على الرغم من أن رصاصة واحدة لم تطلق عليه؛ بما يكذب مزاعم استخدام المقاومة المجمع مقرًا عسكريًا، أو وجود شبكة من الأنفاق تحته، وهي الكذبة التي روّجتها الولايات المتحدة ووسائل إعلامها منذ الأيام الأولى للعدوان، لتصنع بذلك مبررًا لاستهداف المشافي، مثلما حصل في قصف المستشفى المعمداني، والمستشفى الإندونيسي، ومشافي: الرنتيسي، والأصدقاء، والقدس، وغيرها في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقد كان القطاع الطبي وموظفوه في غزة – وما يزال – هدفًا لجيش الاحتلال منذ بدء عدوانه الوحشي على أهلنا في القطاع بعدما أثخنت فيه معركة طوفان الأقصى؛ فقد استشهد (198) طبيبًا وممرضًا ومسعفًا على مدى الأسابيع الخمسة الماضية، واستهدفت (55) سيارة إسعاف وخرج (25) مشفى من الخدمة بشكل كامل.
وكشف مصدر طبي من داخل مستشفى الشفاء، الأربعاء، أن الجيش “الإسرائيلي” ينفذ “تفجيرات” في أقبية عدد من مبانٍ المستشفى، الذي اقتحمته فجر الأربعاء.
وقال المصدر إن الجيش “الإسرائيلي” “اقتحم مباني الجراحة، والكلى، والباطنة، والاستقبال الرئيسي، والولادة في مستشفى الشفاء، وينفذ تفجير في أقبيتها”.
وأضاف يقوم أيضا بـ”تفجير الأبواب المغلقة في هذه المباني، في إطار تفتيشه كل غرفة في المباني التي اقتحمها”.
وأكد المصدر أن جيش الاحتلال “الجهة الوحيدة التي تطلق النيران داخل مستشفى الشفاء ومحيطها”.
وفي ذات السياق، أفاد المصدر الطبي بأن “الجيش الإسرائيلي يحتجز عشرات النازحين والأطقم الطبية في الساحة الخلفية للمستشفى، ويجري عمليات تفتيش وتحقيق معهم”.
وأشار المصدر أيضا إلى “اعتلاء عدد من قناصة جيش الاحتلال أسطح عدد من المبان المرتفعة في المستشفى وعمل ثقوب فيها”.
وفجر الأربعاء، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، في عملية عسكرية وصفها شهود عيان بأنها كانت بمثابة “كابوس”، بينما كان المجمع لا يزال يحتضن مرضى ومصابين ونازحين، إضافة إلى ازدحام ساحته الخارجية بعشرات جثث شهداء الغارات “الإسرائيلية” المستمرة ضد قطاع غزة.
ويوجد في مجمع الشفاء نحو 1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 700 مريض و39 من الأطفال الخدج و7 آلاف نازح، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ومنذ أيام، يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه، وسائر مستشفيات القطاع، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش “الإسرائيلي”، بزعم “وجود مقر للمقاومة الفلسطينية”، وهو ما تنفيه مرارا حركة حماس والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن “المستشفيات ليست ساحة حرب”.
وشدد غريفيث في تدوينة عبر منصة “إكس”، على ضرورة أن تكون لحماية الأطفال حديثي الولادة والمرضى والطواقم الطبية وجميع المدنيين الأولوية على كافة الاهتمامات الأخرى.
وأضاف “ينتابني الذعر حيال أنباء الاقتحام العسكري لمستشفى الشفاء في غزة، المستشفيات ليست ساحة حرب”.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن المنظمة فقدت الاتصال بالطواقم الطبية في مستشفى الشفاء بقطاع غزة بعد أن بدأت القوات “الإسرائيلية” مداهمة المنشأة.
وأضاف على منصة إكس “تقارير التوغل العسكري في مستشفى الشفاء مقلقة للغاية”.
وتابع “فقدنا الاتصال مجددا بالطواقم الطبية في المستشفى. نحن قلقون للغاية على سلامتهم وسلامة مرضاهم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى