أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

حرب الإبادة اللاإنسانية تصيب القطاع الصحي في غزة بالانهيار

خروج 28 مستشفى عن الخدمة من إجمالي 35 مستشفى وفق أرقام رسمية، إما بسبب القصف الجوي لقوات الاحتلال أو اقتحامها وإخلائها أو جراء نفاد الوقود والمستلزمات الطبية.

غزة- توشك المنظومة الصحية في قطاع غزة على الانهيار الكامل، إذ خرج حتى الثلاثاء الثامن والعشرين من تشرين الثاني 28 مستشفى عن الخدمة من إجمالي 35 مستشفى وفق أرقام رسمية، إما بسبب القصف الجوي لقوات الاحتلال “الإسرائيلي” أو اقتحامها وإخلائها أو جراء نفاد الوقود والمستلزمات الطبية.
لكن الضرر الأكبر على المستشفيات يتركز بمحافظتي غزة وشمال غزة، المحاصرتين بعملية عسكرية برية، أطلقها جيش الاحتلال في السابع والعشرين من تشرين الأول الماضي، والتي خرجت أغلبها من الخدمة أو أنها على وشك إغلاق أبوابها في وجه المرضى والمصابين.
أما المحافظات الثلاث الجنوبية فليست أفضل بكثير، حيث تعرض الكثير من مستشفياتها لقصف جوي، وعانت من نفاد الوقود والمستلزمات الطبية والاكتظاظ الشديد بفعل النزوح من الشمال، والحصار المطبق، ما أدى إلى خروج الكثير منها عن الخدمة.
يوجد في محافظة شمال غزة ستة مستشفيات رئيسية، وكانت من أولى النقاط الطبية التي واجهت تهديدات بالإخلاء، خاصة مع بداية العملية البرية، التي تعرضت فيها المحافظة لهجوم من محورين من أصل ثلاثة محاور.
لكن محور شمالي الشرق كان الأعنف، نظرا لانتشار المستشفيات وتواجد كثافة سكانية أكبر، مقارنة بمحور شمالي الغرب (الساحلي)، والذي يغلب عليه مساحات زراعية وفارغة.
وتتركز أغلب المستشفيات في محافظة شمال غزة ببلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، وأيضا بمخيم جباليا، وأبرز هذه المستشفيات:
1 ـ المستشفى الإندونيسي (شرق): ويقع في مخيم جباليا، وافتتح في 2015 بتبرّع مواطنين إندونيسيين، ويتسع لـ140 سريرًا، لذلك يعد الأكبر في المحافظة.
بات المستشفى الأهم في مناطق مدينة غزة وشمال القطاع بعد توقف مجمع الشفاء الطبي عن العمل إثر اجتياحه من القوات “الإسرائيلية” بعد تسعة أيام من الحصار وإخلائه من الجرحى والمرضى والأطقم الطبية بشكل شبه كامل.
وفي أحدث التطورات تحاصر قوات الاحتلال المستشفى الإندونيسي منذ صباح الأثنين وقصفت عددا من المباني فيه.
وقال مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش، إن القوات “الإسرائيلية” تفرض حصارا على “الإندونيسي” منذ صباح الأثنين.
وأضاف البرش، في تصريح لوكالة “الأناضول” “الاحتلال دمر بعض مباني المستشفى الإندونيسي والمباني الأخرى خاضعة لنيران القناصة”.
وأشار البرش إلى وجود 650 جريحًا في المستشفى رغم أن طاقته الاستيعابية 140 سريرا فقط، وإلى وجود أكثر من 100 مريض يحتاجون لجراحات عاجلة والطواقم الطبية محدودة.
وذكر أن القوات “الإسرائيلية” قصفت طابق العيادات والجراحات بالمستشفى ودمرت الأجهزة، والجثث مكدسة في المستشفى وساحتها.
واعتبر أن استهداف “الإندونيسي” يعني توقف كل الخدمات الصحية في مناطق الشمال.
وذكر أن القناصة “الإسرائيليين” يعتلون كل المباني المحيطة بالمستشفى ويطلقون النار على كل من يتحرك حوله.
2ـ مستشفى بيت حانون: ويقع في بلدة بيت حانون في الشمال الشرقي للمحافظة، ويتسع لنحو 65 سريرًا، افتتح في العام 2006.
لكن وزارة الصحة في غزة أعلنت في التاسع من تشرين الأول الماضي، توقف الخدمات الطبية والصحية فيه نتيجة استهداف الجيش “الإسرائيلي” المتكرر والمباشر له، ما أثر سلبًا على قدرة الطواقم العاملة من الوصول إلى المستشفى وخروجها منه.
3ـ مستشفى الكرامة: خرج عن الخدمة في السابع عشر من تشرين الأول نتيجة القصف “الإسرائيلي”.
وبحسب بيان سابق لوزارة الصحة بغزة، فقد تعرض المستشفى لـ ”أضرار بالغة أدت لخروجه عن الخدمة”، جراء استهداف للمباني المجاورة وسقوطها باتجاهه.
4ـ مستشفى كمال عدوان: خرج المستشفى عن الخدمة قبل نحو أسبوع بعد أن نفدت كميات الوقود فيه وتوقف تماما عن العمل، وفق تصريحات متحدث وزارة الصحة أشرف القدرة.
5 – مستشفى العودة في بلدة جباليا وهو متوقف عن استقبال أي جرحى أو مرضى جدد حاليًا حيث وصلت قوات الاحتلال لمنطقة قريبة من محيطه.
وتضم محافظة غزة ما لا يقل عن 13 مستشفى رئيسيًا، وفيها أكبر تجمع للمستشفيات نظرا لكثافتها السكانية، التي تبلغ نحو نصف سكان القطاع، وخرجت جميعها عن الخدمة باستثناء المستشفى المعمداني، الذي يقدم الحد الأدنى من الخدمات الطبية، ومهدد بأي لحظة.
1ـ مجمع الشفاء الطبي (غرب): يقع في حي الرمال على الساحل الغربي لمدينة غزة، يتسع لـ700 سرير، بحسب منظمة الصحة العالمية، لذلك يعتبر أكبر مستشفى بالقطاع، وربما الأقدم حيث يعتقد أنه تم بناؤه عام 1946 إبان الانتداب البريطاني لفلسطين.
خرج عن الخدمة بعد اقتحام الجيش الاحتلال له في الساعات الأولى من الخامس عشر من تشرين الثاني، حيث كان يحتمي به نحو 7 آلاف نازح بالإضافة إلى مئات الأطقم الطبية والمرضى والجرحى بينهم أطفال خدج.
وقال مدير عام مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية “إن الجيش الإسرائيلي أخلى المستشفى بشكل شبه كامل السبت الماضي، من المرضى والجرحى والنازحين بعد نحو 9 أيام من محاصرته”.
وذكر أنه بقي في المستشفى نحو 250 من المرضى والجرحى بينهم 25 من الأطقم الطبية ويتم التنسيق مع منظمة الصحة العالمية لإخراجهم.
2ـ مستشفى القدس (جنوب): ويقع بحي تل الهوى، ويتسع لنحو 100 سرير، لذلك يعد ثاني أكبر مستشفى في محافظة غزة.
خرج من الخدمة في الثاني عشر من تشرين الثاني، بعدما نفد احتياطي الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي تديره، والتي أعلنت إجلاء 6 آلاف من الكوادر الطبية والمرضى والنازحين الذين كانوا يحتمون به اعتقادا منهم أنه مكان آمن، لكن محيطه تعرض لقصف جوي “إسرائيلي” في الثامن عشر من تشرين الثاني.
وكان المستشفى يضم قبل الإجلاء 400 مريض وجريح، ولجأ إليه منذ بداية الحرب نحو 14 ألف.

مأساة مستمرة في عالم فقد ضميره
3ـ الأهلي العربي (المعمداني): المستشفى الوحيد في مدينة غزة الذي يقدم خدمات طبية محدودة، لكنه محاصر بالدبابات “الإسرائيلية” ووفق تصريح صحفي لطبيب جراح بالمستشفى الأهلي المعمداني فإنه “آخر مستشفى موجود في مدينة غزة، والقدرات والإمكانيات الصحية فيه قليلة جدا”.
وسبق وأن تعرض المستشفى المعمداني في السابع عشر من تشرين الأول لقصف جوي “إسرائيلي” أدى لاستشهاد 471 فلسطينيًا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، غالبيتهم نساء وأطفال لجؤوا إلى المستشفى للاحتماء به.
كما تعرضت مستشفيات أخرى في المدينة للإخلاء مثل مستشفى الرنتيسي للأطفال، ومستشفى النصر للأطفال، ومستشفى محمد الدرة، بينما دمرت عيادة السويدي في غارة جوية.
وتضم محافظة محافظة دير البلح (الوسطى) مستشفيين رئيسيين فقط وهما “شهداء الأقصى”، ويافا، وباتت المحافظة مهددة باجتياح بري جديد، في حال توسيع العملية البرية الإسرائيلية جنوبا.
1 – مستشفى شهداء الأقصى: مستشفى حكومي بمدينة دير البلح، مهدد بالتوقف عن الخدمة بأي لحظة إذا لم يصله وقود لتشغيل الكهرباء، مقابل اكتظاظ شديد من الجرحى والمرضى.
“المخزون الإستراتيجي من الأدوية واللوازم الطبية نفد” من المستشفى في التاسع عشر من تشرين الأول، وفق مدير المستشفى إياد الجعبري، وسبق أن تعرض محيطه لغارة جوية في ذات الشهر، لكن طاقمه الطبي رفض إخلاءه.
2 -مستشفى يافا: كان يسمى “مركز يافا الطبي” وهو مستشفى خاص، ويتبع “جمعية الصلاح الإسلامية الخيرية”، ويوجد به عدة تخصصات وأقسام لجراحة العيون، والأنف والأذن والحنجرة، وقسم أمراض النساء والولادة، لكنه لا يعمل في ظل الحرب والنقص الحاد بالموارد الطبية والوقود.
وتقع محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، ويوجد بها ستة مستشفيات رئيسية، لكنها مهددة بالتوقف بسبب نقص الوقود، وطلب جيش الاحتلال من سكان شرق المحافظة إخلاء مناطقهم:
1ـ المستشفى الجزائري العسكري: يقع بمنطقة عبسان بمدينة خان يونس، وكانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ترسل قوافل الإغاثة المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية، وأحيانا وفود من الأطباء الجزائريين للقيام بعمليات جراحية ومعاينات طبية، لكن المستشفى خرج عن الخدمة، وفق وزارة الصحة بغزة.
2ـ مجمع ناصر الطبي: ثاني أكبر مستشفى بالقطاع بعد مستشفى الشفاء، تعرض لأضرار جانبية بعد قصف الجيش الإسرائيلي لمسجد قرب منه، ما أدى إلى انهيار سقف بقسم الأشعة في تشرين الأول الماضي، لكنه يواصل عمله.
3ـ مستشفى غزة الأوروبي: حكومي، شيّد بفضل منحة من الاتحاد الأوروبي عام 1989 بواسطة وكالة “الأونروا”، وافتتح في الخامس عشر من تشرين الأول 2000.
تضررت أجزاء من المستشفى في قصف إسرائيلي لكنه ما زال يواصل عمله، بحسب وزارة الصحة في غزة.
أما محافظة رفح التي تقع جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، وبها معبر بري يعد المنفذ الوحيد نحو العالم الخارجي بعيدا عن الرقابة “الإسرائيلية” المباشرة، ومنه تدخل المساعدات الدولية. فعلى غرار مستشفيات خان يونس، تعاني نظيراتها في رفح من نقص الوقود والمستلزمات الطبية والاكتظاظ بالجرحى والمرضى والتهديد بالقصف.
وأبرزها؛ مستشفى أبو يوسف النجار، الذي يعد الأكبر في المحافظة، بالإضافة إلى مستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الهلال الإماراتي للنساء والتوليد.
ورغم قرب المستشفيات الثلاثة من معبر رفح ووضعها أفضل من مستشفيات شمالي القطاع، إلا أنها مهددة هي الأخرى بالخروج من الخدمة إن لم تصلها المساعدات الدولية سريعا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى