أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السوداني يستعرض بتباهي زيادة عدد الفقراء في العراق

وزارة التخطيط تعترف بوجود أكثر من مليون طفل في العراق محرومون من حقوقهم في التعليم والصحة والعيش الكريم بسبب الفقر.

بغداد- الرافدين
كشف إعلان رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني عن شمول 2,151,551 أسرة بأموال دعم الرعاية الاجتماعية، عن جهل مريع بدور الحكومة في معالجة الفقر وليس التباهي بزيادة عدد الفقراء في البلد.
واجمع اقتصاديون على أن السوداني في استعراضه الإعلامي عن شمول أكثر من مليوني أسرة بالرعاية الاجتماعية، فهو يعلن عن وجود أكثر من عشرة ملايين فقير في العراق، إذا افترضنا في معدل عام كل أسرة عراقية تتكون من خمسة أفراد.
وأكدوا على أن بلدًا مثل العراق يزخر بثروته الهائلة، من المفرض أن تعمل الحكومة فيه على استثمار أموال الثروة النفطية في مشاريع منتجة تدير عجلة الاقتصاد العراقي وتقلل عدد الفقراء في البلد، وليس التباهي بزيادة أعدادهم كما عرض السوداني.
وقال السوداني في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير العمل والشؤون الاجتماعي أحمد الأسدي في مبنى الوزارة، إن الحكومة وفرت كل التخصيصات المطلوبة من أجل شمول أكبر عدد من المستحقين للإعانات، وهو ما أثمر عن شمول هذا العدد الكبير الذي بلغ 2,151,551 أسرة، ليكون المعدّل الأكبر للمشمولين في تاريخ الوزارة، مبينًا أن الحكومة نجحت في شمول 900 ألف أسرة خلال عام واحد، وهو الشمول الأسرع تنفيذًا للوزارة.
ويرى خبراء أن مواجهة الفقر يحتاج إلى خطوات في مقدمتها تنشيط القطاع الاقتصادي بشكل عام ودعم الواقعين تحت خط الفقر في برامج الإقراض ورعاية المشاريع الصغيرة.
وأجمعوا على أن نظام الحماية الاجتماعية المعمول به حاليًا يخص شريحة معينة من الفقراء، ولكنه نظام إعانات ومنح فقط وليس نظام تمكين.
وشددوا على أن الأهم في الواقع العراقي ليس مواجهة حالة الفقر عن طريق توزيع الأموال، بل معالجة الملفات الاقتصادية والخدمية التي ستساهم مباشرة في تحسين الإيرادات لجميع العاملين في مختلف القطاعات.
وبلغت نسب الفقر نحو 25 بالمائة من إجمالي عدد السكان في العراق، في حين أن احتياطي البنك المركزي العراقي يفوق الـ 115 مليار دولار.
وتتضخم في العراق البلد الغارق في الفساد، معادلة اقتصادية شاذة عن بلد تدر عليه ثروته النفطية مليارات الدولارات سنويًا وشعب يعيش ربع سكانه تحت خط الفقر.
وكانت الإحصائية الرسمية التي أعلنت عنها وزارة التخطيط لعام 2022، قدرت عدد العراقيين الذين هم تحت خط الفقر بأكثر من 10 ملايين مواطن بنسبة تجاوزت 25 في المائة، وأن هذه النسبة ارتفعت مقارنة بعامي 2019 و2020، حيث كانت لا تتجاوز 20 بالمائة، قبل جائحة كورونا على وجه التحديد.
وتتصدر محافظات الجنوب معدلات الفقر، ففي مقدمتها محافظة المثنى بنسبة 52 بالمائة، وتليها محافظة القادسية وميسان وذي قار بنسبة 48 بالمائة، وتبلغ نسبة الفقر في العاصمة بغداد 13 بالمائة، وفي محافظات كردستان العراق 12.5 بالمائة، في حين تصل نسبة الفقر في محافظات الوسط إلى 18 بالمائة وفقًا لوزارة التخطيط.
واعترف وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، بأن انخفاض الدينار وتهريب الدولار أثرا على المواطنين والتجار وزادا من نسبة الفقر في العراق.
وقالت وزارة التخطيط إن أكثر من مليون طفل في العراق محرومون من حقوقهم في التعليم والصحة والعيش الكريم، فيما يرجع مختصون ذلك إلى الفقر.
وذكرت لجنة الخدمات النيابية أن نسبة الفقر في العراق مرتفعة والجزء الأكبر منهم يعيش في عشوائيات تنتشر في محيط المدن الرئيسية ومنها بغداد.
وأضافت اللجنة أن أكثر العشوائيات تنعدم فيها الخدمات الأساسية بالإضافة إلى أن الفقر بيئة خصبة للكثير من المشكلات المجتمعية التي لها تداعيات أمنية تؤثر سلبًا على المجتمع، مشيرة إلى أنه لا يمكن إزالة العشوائيات دون توفير بدائل.
فيما حذر المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، من مخاطر كبيرة لانخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار بشكل متسارع.
وأوضح المركز أن هذا الأمر ينذر بازدياد أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وتأثيرها بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية.
وأكد النائب مضر الكروي، أن التقارير الحكومية عن ملف المناطق العشوائية في بغداد وبقية المحافظات مثيرة للقلق من ناحية الأعداد ونسبة الفقر التي تصل إلى 70 بالمائة، بالإضافة إلى تحدياتها الأمنية والخدمية وتأثيرها على الوضع العام.
وقال إن قانون المناطق العشوائية مازال في أروقة الحكومة، متوقعًا إرساله قريبًا إلى مجلس النواب للإسراع في التصويت عليه، لافتاً، الى وجود مبررات لتشريعه أبرزها حماية أكثر من مليون نسمة يسكنون مناطق تكاد تنعدم بها الخدمات الأساسية.
وقالت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إن قضائي الكحلاء في ميسان والجبايش في محافظة ذي قار حلتا أولاً ضمن قائمة المناطق الأكثر فقرًا في العراق.
وأضافت الوزارة أن الفقر استشرى بمعدلات كبيرة في العديد من مناطق العراق وانتقل إلى نطاق التسول الإلكتروني.
وكشفت الوزارة أن هناك عصابات تستغل ظاهرة الفقر وتستأجر الأطفال والمعاقين للتسول بهم إلكترونيًا.


استعراض أجوف عن زيادة عدد الفقراء في دولة ثرية
وتشهد محافظة القادسية “وضعًا كارثيًا” بسبب عدم وجود مصادر دخل للمواطنين حيث يعتمد الكثير من سكانها على الزراعة ومع تفاقم أزمة الجفاف تحولت الكثير من مناطقها الزراعية إلى مناطق جرداء.
وقال مدير زراعة القادسية حسن مطر الوائلي إن “محافظة القادسية تعد من المحافظات الفقيرة، وهذا كان قبل تدهور الوضع الزراعي، فكيف الحال بعد الجفاف وتدهور الثروة الحيوانية”.
وتفاقمت ظاهرة الفقر في محافظة المثنى ويواجه سكانها خطر الفقر والبطالة بشكل كبير نتيجة انحسار المساحات الزراعية إلى مستويات قياسية بسبب استمرار أزمة الجفاف، على الرغم من خصوبة أراضيها ووفرة مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي المهم.
ويتوقع العديد من الاقتصاديين ارتفاع عدد العراقيين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر إلى أكثر من 13 مليون مواطن خلال العام 2023، بسبب الأزمات الاقتصادية في البلاد والمرتبطة بانخفاض قيمة الدينار، بالإضافة إلى المتغيرات التي تشهدها الأسواق من ارتفاع كبير في مستويات الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية، وتراجع المستوى المعيشي للعائلة العراقية.
ويرى مراقبون أن ظاهرة الفقر في العراق الذي يعد من أغنى دول العالم بثروته النفطية، يعود بالدرجة الأساس إلى السياسات الحكومية الموغلة في الفساد وسرقة خيرات البلاد الغنية بمواردها.
وحمل الباحث الاقتصادي أحمد صباح الحكومة مسؤولية الارتفاع الكبير في أعداد الفقراء، بسبب عدم السيطرة على الفساد الإداري والمالي، وغياب التخطيط، والخلافات السياسية، وبناء المتنفذين إقطاعيات مالية انعكست بشكل كبير على الواقع المعيشي للفئات الهشة.
وقال الباحث الاقتصادي، نبيل جبار التميمي عوامل التضخم تزايدت بشكل كبير، ما سبب تآكلاً لدخل الفرد ونقل الأسر من مستوى الطبقة المتوسطة إلى مستويات دون الفقر.
ويعكس ارتفاع معدلات الفقر؛ حجم الأزمات المتراكمة في البلاد، وتجاهل السلطات الحكومية تحسين الواقع المعيشي والاقتصادي للمواطنين، في ظل الهدر الكبير للمال العام وضعف آليات الشفافية مما سيؤدي إلى ارتفاعها بشكل أكبر خلال السنوات القادمة.
ويرى الناشط في القضايا الإنسانية سعيد ياسين موسى، أن “الفقر في العراق تحول إلى آفة اجتماعية، بسبب غياب السياسات التنموية وفقدان العدالة الاجتماعية التي أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة”.
وربط بين ارتفاع نسبة الفقر في المجتمع العراقي واتساع آفة الفساد والجريمة المنظمة والمخدرات، “إذ يتم استغلال الفئات الهشة والفقيرة في ترويجها”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى