جرائم الاحتلال في غزة ومجازر النظام السوري في إدلب وجهان لعملة واحدة
هيئة علماء المسلمين في العراق: المبادرة إلى زيادة مستويات العمل، بتصحيح المفاهيم، وتكوين الرأي الجمعي، وتنمية ثقافة معرفة بحقيقة ما تواجهه الأمة من عدو مشترك على جبهاتها كافة، ضرورة لازمة وواجب وقتي لا يعفى منه أحد.
عمان – الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن آلة الحرب الصهيونية ما تزال تفتك بأهلنا في قطاع غزة، حيث يتمادى كيان الاحتلال متعسفًا بارتكاب جرائم الحرب، والإبادة، والجرائم ضد الإنسانية؛ متجاهلًا القيم الإنسانية كلّها ومتجاوزًا القوانين الدولية، ومستخفًا بمبادئ حقوق الإنسان التي دأب المجتمع الدولي ومن خلفه أنظمة وإدارات (الدول العظمى) على تصديع الرؤوس بشأنها حينما يتعلق الأمر بحوادث هنا وهناك حتى لو كانت يسيرة، أو لا يكاد يذكر لها تأثير مقارنة بما يجري اليوم في غزة وبقية أنحاء فلسطين؛ حيث يُجابِه النظام الغربي الوضعَ في القطاع بمواقف مفضوحة الانحياز حين يدعم المجرم عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا بلا حدود، ويسلب من الضحايا حقوقهم كافة في العيش والأمن والحرية والدفاع عن النفس؛ بل ويسهم بالإجهاز عليهم بشتى الوسائل والطرق.
وأضاف الهيئة في بيان بشأن القصف الوحشي المتزامن على غزة ومناطق الشمال السوري، أنه بينما تتجه الأنظار نحو مأساة غزة وأهلنا في فلسطين والقطاع والضفة والقدس؛ تستغل آلة الحرب الإجرامية للنظام السوري وحلفائه من الاحتلال الروسي، والميليشيات الطائفية، هذا الانشغال؛ لتمارس إجرامًا بحق أهلنا في مناطق الشمال السوري المحرر لا يقل عن إجرام الاحتلال الصهيوني؛ بالقصف الجوي والمدفعي الذي يستهدف المدنيين في مساكنهم، وأسواقهم، ويسعى إلى إزهاق أرواحهم وإنهاء وجودهم عن سبق إصرار، وقد كان آخر مشهد لهذا النوع من الجرائم؛ ارتكاب مجزرة في مركز مدينة (إدلب) وبلدة (سرمين) بعد ظهر السبت (9/12/ 2023م) راح ضحيتها ستة شهداء على الأقل وأكثر من (42) جريحًا؛ في حصيلة ما تزال قابلة للارتفاع نتيجة القصف الوحشي الذي جاء امتدادًا لسلسلة العدوان المستمر والممنهج على مدى الأسابيع الماضية مما خلّف عشرات الضحايا علاوة على الدمار الكبير والخسائر الفادحة في الممتلكات.
وأكدت الهيئة أنّ جرائم الإبادة التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق أهلنا في غزة بدعم أمريكي وظهير دولي، والمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق أهلنا في الشمال المحرر بإسناد روسي وحليف إيراني؛ وجهان لعملة واحدة تُظهر المزيد من مقاصد وغايات مشاريع الاحتلالات المتخادمة في المنطقة، التي بدأت خطواتها الأولى باحتلال العراق وتدميره والمضي به نحو الهاوية بواسطة النظام السياسي القائم فيه منذ عشرين سنة والذي حافظ على البقاء رغم اعوجاجه بسبب نمطية التخادم بين قطبي الاحتلال المزدوج فيه (الأمريكي – الإيراني)، وهو أمر وثيق الصلة بين ما يجري من تطورات في الأحداث في جبهة بلاد الشام، ولعل في الموقف الأخير لحكومة بغداد -التي تُسيّرها أحزاب (الإطار التنسيقي) وثيق الصلة بإيران- في (تجريم) استهداف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، ونكوص المحور الإيراني على عقبيه ممتنعًا عن القيام بدور معتبر أو مؤثر في الصراع مع الاحتلال الصهيوني؛ أدلة صريحة على هذا التخادم وإشارات واضحة الاتجاه في هذا الشأن.
وأشارت الهيئة إلى أن في تبادل المنفعة الميداني بين المتخادمين الدوليين والإقليميين ولا سيما (الولايات المتحدة وروسيا) ووكلائهما في المنطقة (الكيان الصهيوني وإيران) وما يشهده مسرح الأحداث في فلسطين وسورية والعراق؛ دافعًا حقيقيًا ومحرضًا جادًا للأمة لكي تعيد حساباتها وتجدد النظر في قراءة المشهد ومعرفة حقيقة الصراع ومعادلته على الأرض، دون الاغترار بما هو ظاهر من مناكفات سياسية بين أولئك المتخادمين جميعًا أو تصعيد في الخطاب ظاهره العداء والاختلاف وباطنه مصالح ومكاسب وإنجازات.
وشددت الهيئة على أن واجبات المسلمين باتت كثيرة، ومسؤولياتهم متزايدة، ففي الوقت الذي لم يعد ثمة عذر لأحد -فردًا كان أو جماعة- للقيام بنجدة غزة والشمال السوري، ونصرة مقاومتهما؛ بالسبل والأدوات والمواقف والتحركات وأشكال العمل الميداني والتعبوي كافة دون تفريط أو تباطؤ؛ فإن المبادرة إلى زيادة مستويات العمل: بتصحيح المفاهيم، وتكوين الرأي الجمعي، وتنمية ثقافة معرفة بحقيقة ما تواجهه الأمة من عدو مشترك على جبهاتها كافة؛ ضرورة لازمة وواجب وقتي لا يعفى منه أحد.