مستشفى “شهداء الأقصى” على وشك الانهيار تحت كثافة غارات قوات الاحتلال
عدد الجرحى في المستشفى حاليًا يفوق 5 أضعاف الطاقة الاستيعابية لها، ما اضطر الإدارة لوضع المصابين في خيام بالساحات الخارجية وفي الممرات.
غزة – حذّر المتحدث باسم مستشفى “شهداء الأقصى” في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، خليل الدقران، الإثنين، من أن تكثيف القصف “الإسرائيلي” يهدد بانهيار المنظومة الصحية بالمستشفى، في ظل وصول أعداد كبيرة من الإصابات إليه جراء الغارات.
وقال الدقران “استقبلت المستشفى منذ الصباح الباكر أكثر من 40 شهيدًا ونحو 50 إصابة معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إصابة معظمهم وصفت بالخطيرة جدا”.
وأضاف أن “المستشفى يفتقر إلى المنظومة الصحية السليمة، ويمكن أن ينهار في أي لحظة بظل الغارات الإسرائيلية المكثفة”.
وأشار الدقران إلى افتقار المستشفى للأدوية والمستلزمات الطبية بشكل كافٍ، خاصة مع تزايد عدد الإصابات ووجود مئات الإصابات السابقة المقيمة بالمستشفى بسبب خطورة حالتهم الصحية.
وأوضح أن “عدد الجرحى في المستشفى حاليًا يفوق 5 أضعاف الطاقة الاستيعابية لها، ما اضطر الإدارة لوضع المصابين في خيام بالساحات الخارجية وفي الممرات”.
وتابع “مستشفى شهداء الأقصى يحتاج إلى الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود ليواصل عمله خلال الأيام المقبلة”.
كما ناشد بضرورة إخراج الجرحى من المستشفى ليتلقوا العلاج خارج قطاع غزة في ظل ضعف إمكانيات المنظومة الصحية في القطاع.
وذكر الدقران، أن المستشفى “يخدم نحو 900 ألف نسمة يعيشون في المنطقة الوسطى، غالبيتهم من النازحين من مدينة غزة وشمالي القطاع”.
ونصب نازحون دُمّرت منازلهم في شمال غزة مئات الخيام البدائية بين أكوام الأنقاض في مجمّع الشفاء الطبّي الذي خرج عن الخدمة بعدما حاصره جيش الاحتلال “الإسرائيلي” واقتحمه في تشرين الثاني.
ويحتمي 30 ألف غزّي على الأقلّ داخل المجمّع الطبّي الذي أخلي من جميع المرضى تقريبًا بعدما اقتحمه جيش الاحتلال في الخامس عشر من تشرين الثاني ونفّذ فيه عمليات عسكرية استمرت أيامًا عدّة.
وتعرّضت المستشفيات، المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي، لقصف “إسرائيلي” مرات عدة في قطاع غزة منذ بدء الحرب.
وتحدّث صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية الأحد مع نازحين في مجمّع الشفاء قالوا إنهم يفتقرون إلى كل شيء، من حليب الأطفال إلى القماش المشمّع لحمايتهم من المطر والبرد.
ومن بين النازحين سهيل أبو ضلفة الذي نزح من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث يتواصل القصف الذي طاول منزله وأصاب ابنه محمد البالغ 20 عامًا، واحتمت إثره الأسرة بالمستشفى.
ويشرح رب الأسرة البالغ 56 عامًا “وضَعنا قماشة وعملنا خيمة ولا نعرف هل سيقتحمون الشفاء مجدّدًا، أينما نذهب الموت يلاحقنا، إسرائيل دمرت غزة وتريد قتل وتهجير كلّ سكان غزة”.
واضطر نحو 1.9 مليون غزّي، أي ما يقرب 80 بالمائة من سكّان القطاع، إلى النزوح عن منازلهم منذ بداية الحرب، وفق الأمم المتحدة. ويُعتقد أنّ مئات الآلاف ما زالوا موجودين في الشمال، حيث يستعر القتال.
أمّا محمد دلول الذي وصل إلى الشفاء “بصعوبة كبيرة”، فيؤكّد أنّ “القصف وإطلاق النار” لم يتوقف طوال الطريق إلى المستشفى الذي يأمل الآن أن يكون “آمناً”.
وبحسب الرجل البالغ 38 عاماً الذي فرّ مع زوجته وأطفاله الثلاثة، فإنّ القصف المدفعي لم يتوقف منذ “عدّة أيام”.
تعرّضت المستشفيات، المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي، لقصف “إسرائيلي” مرات عدة في قطاع غزة منذ بدء الحرب
ويؤكّد أنّ “كلّ ما يشغل بالنا هو كيف نبقى أحياء”، موضحًا أنه لم يتمكن من حمل أيّ شيء من منزله في حي الزيتون بالبلدة القديمة في غزة، والذي دمّر بالكامل.
وخلال الساعات الماضية، كثفت الطائرات الحربية “الإسرائيلية” والآليات المدفعية والبوارج الحربية قصفها لمناطق وسط قطاع غزة.
وفي وقت سابق الاثنين، قصفت الطائرات “الإسرائيلية” مبنى مدنيًا في منطقة الزوايدة غرب مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وسط القطاع.
وقال شهود عيان إن المبنى المستهدف “مكوّن من 5 طوابق، وكان يقيم فيه نحو 60 فلسطينيًا بينهم نازحون من مدينة غزة، ما تسبب بارتفاع أعداد الضحايا داخله”.
وذكر الشهود، أن المنزل تم تدميره بشكل كامل وعملت أطقم “الدفاع المدني” لساعات طويلة من أجل انتشال جثامين الشهداء وإنقاذ الجرحى.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بأنه تم نقل ضحايا القصف، وبينهم نساء وأطفال، إلى مستشفى “شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح، وسط القطاع، وفق المصدر ذاته.
يأتي ذلك فيما استهدفت الطائرات “الإسرائيلية” خلال الليلة الماضية عددا من المنازل في منطقة “البصة” بمخيم دير البلح للاجئين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، حسبما أفاد مسعفون.
كما قصفت البوارج الحربية “الإسرائيلية” شاطئ مدينة دير البلح بشكل كثيف الليلة الماضية وفي ساعات الصباح الأولى، في الوقت الذي استهدفت فيه الآليات المدفعية المناطق الشرقية للمدينة بوابل من القذائف، كما ذكر شهود عيان.
ومنذ السابع من تشرين الأول، يشن الجيش الاحتلال “الإسرائيلي” حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الأحد 17 ألفا و997 شهيدًا، و49 ألفا و229 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.



